دعا الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش واشنطن للوقوف بجانب «الإصلاحيين» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع «تراجع نشوة الثورة» لتفسح الطريق أمام عمل شاق في بناء مجتمعات ديمقراطية. وحث بوش حكومة بلاده على مساعدة الإصلاحيين في بناء مؤسسات مدنية وأحزاب سياسية وإعداد دساتير وإجراء انتخابات وإرساء سيادة القانون وحقوق الملكية. وأشار إلى أن إشعال ثورة حرية يحتاج إلى شجاعة، وتأمين ثورة حرية يحتاج أيضا إلى شجاعة من أجل الأجيال القادمة من خلال إصلاح هيكلي، مؤكدا أن كلا النوعين يستحق دعم واشنطن القوي. ووصف بوش الذي قاد غزو العراق عام 2003 وأطاح بنظام الرئيس الراحل صدام حسين الربيع العربي بأنه «أكبر تحد للحكم الشمولي منذ انهيار الشيوعية السوفياتية»، لكنه حذر من أن الطريق الصعب إلى الديمقراطية سيختبر تلك المجتمعات ومؤيديها. وقال في كلمة في واشنطن إنه لا توجد ضمانات وستكون هناك بالتأكيد انتكاسات، ولكن «إذا لم تؤيد أميركا تقدم المؤسسات الديمقراطية والقيم فمن الذي سيفعل ذلك؟». ورفض بوش دفوع من يرون مخاطر كامنة في التغير «الديمقراطي» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأن الولايات المتحدة يجب أن تقنع بدعم «الزعماء المتهاوين» الذين تعرفهم باسم الاستقرار، وأوضح أنه ليس من الواقعي افتراض أن ما يطلق عليه استقرار يعزز الأمن القومي الأمريكي. ودلل بوش على وجهة نظره بالقول إن الأحداث وسط أوروبا بعد الإطاحة بالأنظمة الشيوعية المدعومة من موسكو في عام 1989 أظهرت كيف أن مشاعر السعادة الأولى بالتخلص من الدكتاتورية يمكن أن تحل محلها خيبة أمل. وخلص إلى أن هذا هو التحدي الآن في أجزاء من شمال أفريقيا والشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه بعد النشوة يجب على الدول أن تتعامل مع قضايا بالغة التعقيد.
من ناحية أخرى، وأدلى بوش «65 عاما» الذي كان ظهوره في مناسبات علنية نادرا منذ أن ترك الرئاسة في عام 2009 بهذه التصريحات في معهد جورج بوش في دالاس بولاية تكساس حيث قبل أوراق الزعيم التشيكي الراحل فاتسلاف هافل لأرشيف «مجموعة الحرية» الذي يضم وثائق وقطعا فنية من معارضين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أيمن س
المصدر : www.elbilad.net