امتحان مكتسبات التعليم الابتدائي في حلّة جديدة
إدراج الانجليزية في الخامسة ابتدائي الموسم المقبل
مواصلة تعميم النظام الرقمي الذكي في المدارس
يتجّه قطاع التربية الوطنية في العام 2024 إلى استكمال عديد الانجازات الهامة، تجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية، وبهدف تحسين الوضع المهني والاجتماعي لعمال سلك التربية، ينتظر الإفراج عن القانون الأساسي الخاص الذي من شأنه تحسين سير العملية التعليمية.
حرصت وزارة التربية الوطنية على عقد ندوة وطنية حول الدخول المدرسي 2024/2025، وذلك تزامنا ومطلع العام الجديد، استعرض خلالها وزير التربية الوطنية التغييرات والإضافات الإستراتيجية العميقة سواء على المستوى البيداغوجي، والهيكلي أو الاجتماعي، ونتائجه الإيجابية على النتائج المحققة لاسيما في التعليم الابتدائي.
وتجلت هذه النتائج في نسبة التلاميذ المتحصلين على المعدل بنسبة استقرت في حدود 93.19 بالمئة، وهي الأحسن مقارنة بالفصل الأول من السنة الماضية، في حين تحصل تلاميذ السنة الخامسة على 96.14 بالمئة.
تحسن ملحوظ
الأمر الإيجابي- حسب وزير التربية الوطنية -أن نتائج تلاميذ الأولى متوسط تحسنت خلال الفصل الأول، وهذا بعد التحسينات التي تم إقرارها في امتحان تقييم المكتسبات وأتت بثمارها خلال الثلاثي الأول، حيث تم تسجيل 70.96 بالمئة بتقدم بلغ 5.24 نقطة مئوية مقارنة بنتائج الفصل الأول للسنة الماضية والتي قدرت 65.72 بالمئة.
وسجلت النتائج في هذه المرحلة تحسنا بنسبة 6.22 بالمئة مقارنة بنتائج الفصل الأول للسنة الماضية، وبلغت أكبر نسبة للتلاميذ المتحصلين على المعدل لدى السنة الرابعة متوسط 79.66 بالمئة.
لا يختلف الأمر بالنسبة لمرحلة التعليم الثانوي، إذ ارتفعت نسبة الحصول على المعدل بما يفوق 4 بالمئة في النتائج، وذلك مقارنة بنتائج الفصل الأول للسنة الدراسية الماضية التي قدرت نسبتها ب 60.50 بالمئة.
وسجلت أكبر نسبة للتلاميذ المتحصلين على المعدل في مستوى السنة الثانية ثانوي، حيث بلغت 76.75 بتحسن يقدر ب 6.59 بالمئة مقارنة بنتائج الفصل الأول للسنة الماضية.
وخلص وزير التربية الوطنية، إلى التأكيد أن التحسن في النتائج المحققة، ثمرة تضافر جهود جميع الأطراف المعنية بالعملية التربوية.
ترتيبات بيداغوجية
ناقشت وزارة التربية الوطنية في ورشتها الأولى امتحان تقييم مكتسبات تلاميذ مرحلة التعليم الابتدائي، الذي سيجرى هذه السنة في صيغة معدلة وعلى مرحلتين، برمجت الأولى شهر أفريل والثانية ابتداء من 12 ماي على أن تجري على مدار ثلاثة أيام، وذلك عن طريق امتحان كتابي في 6 مواد وبصفة موحدة ومشتركة بين 5 مقاطعات بيداغوجية.
شملت التعديلات المدرجة على هذا الامتحان جوانب تنظيمية، ويتعلق الأمر بتقليص عدد أيام الإجراء، إلى جانب توزيع الاختبارات الكتابية في المواد المعنية بتقييم المكتسبات إلى "كتابية مشتركة"، واختبارات كتابية حسب الميدان، حيث يتم التسجيل في الامتحان عن طريق الأرضية الرقمية لكل تلميذ يزاول دراسته في السنة الخامسة من التعليم الابتدائي في مدرسة ابتدائية، أو في مؤسسة خاصة للتربية والتعليم.
ويأتي قرار مراجعة امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، بهدف إدخال الفعالية البيداغوجية عليه وتحسين وظيفته في تقييم المكتسبات المدرسية المرحلية للتلاميذ، انطلاقا من مرجعية الكفاءات المستهدفة في مرحلة التعليم الابتدائي، وذلك في إطار تنفيذ مخطط عمل الحكومة المنبثق عن برنامج عمل رئيس الجمهورية، سيما ما تعلق بإعادة النظر في منظومة الامتحانات المدرسية الوطنية وتكييفها.
رقمنة المدرسة
قطعت الوزارة أشواطا هامة في رقمنة قطاع التربية، فبعد الشروع في رقمنة قرارات التمدرس سنة 2023، واستخراجها حصريا من المنصة الرقمية وتأكيد الاعتماد على الأخيرة دون غيرها، تواصل الوصاية لاستكمال العملية خلال سنة 2024 سواء ما تعلق بالتسجيل، الطعن، إعادة إدماج التلاميذ، رقمنة الحركة التنقلية السنوية للأساتذة، رقمنة الدخول والخروج من الولاية لفائدة الأساتذة، وكذا رقمنة توظيف أساتذة اللغة الإنجليزية والتربية البدنية في المدارس الابتدائية، وتوظيف الأساتذة عن طريق التعاقد للمراحل التعليمية الثلاث، أو رقمنة تسيير السكنات الوظيفية.
واستمرت العملية مع التسجيلات الخاصة بامتحاني شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط لتجسيد العملية بصفر ورق، وكذا لتسهيل الإجراءات على التلاميذ المعنيين بالعملية، وأكدت الوزارة ابتداء من هذه الدورة التخلي عن إيداع الملف الورقي للتسجيل في هذين الامتحانين، والاكتفاء بملء استمارة التسجيل الإلكترونية المتاحة في النظام المعلوماتي للوزارة، وهذا تجسيدا للإستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي.
بلغة الأرقام، تم رقمنة 88 بالمئة من عملية إعادة إدماج التلاميذ، موازاة مع رفع عدد الرغبات المعبر عنها من قبل الأساتذة الراغبين في الحركة التنقلية من 5 إلى 10 بالنسبة، وناهزت نسبة تلبيتها 93 بالمئة، وهي نسبة غير مسبوقة، حيث لم يسبق أن تجاوزت من قبل 32 بالمئة، وبلغت نسبة تلبيتها 75 بالمئة.
تخفيف وزن المحفظة
سلطت وزارة التربية الوطنية الضوء خلال الورشة الخامسة للندوة الوطنية للدخول المدرسي 20242025، على مشكل ثقل المحفظة المدرسية الذي يشغل بال السلطات العليا في البلاد، وأسدت تعليمات بضرورة مباشرة الإصلاحات لحله.
ومن أجل ذلك، تعكف وزارة التربية الوطنية على مواصلة توسيع استعمال الألواح الرقمية في المدارس، علما أن العملية مست حوالي 1200 مدرسة ابتدائية جديدة، إضافة إلى 1629 مدرسة تم تجهيزها السنة الماضية.
وستعمل الوزارة خلال الموسم الدراسي المقبل على تزويد عدد معتبر من المدارس الابتدائية بالألواح الإلكترونية ولواحقها لوضعها تحت تصرف التلاميذ قبل بداية الموسم الدراسي المقبل، وشدد الوزير أيضا على ضرورة توفير الأمن في المدارس الابتدائية التي سيستفيد تلامذتها من الألواح الإلكترونية.
تأتي العملية في إطار استكمال مشروع المدرسة الرقمية في المدارس الابتدائية التي جهزت باللوحات الرقمية، وأسدت الوزارة تعليمات صارمة على مديري التربية لتوفير الظروف المادية والتنظيمية لتجسيد المشروع بالتنسيق مع السلطات المحلية للسهر على تحضير الفرق البيداغوجية في المدارس المعنية للانخراط في المشروع.
وسيعرف الدخول المدرسي المقبل رفع عدد الألواح الرقمية، بعدما تجاوز 5 آلاف لوحة رقمية وزعت خلال سنة 2023.
كما سيشمل المحتوى البيداغوجي الجديد الكتاب الرقمي الذي يضم كافة المواد التعليمية ويستند إلى أحدث التكنولوجيات المتوفرة في هذا المجال، بما فيها المحفظة الإلكترونية الخاصة بالتلاميذ، والسبورة الرقمية التفاعلية داخل الفصل والمناهج الرقمية التفاعلية التي يتم الولوج إليها عبر الحوسبة السحابية من خلال الانترنيت، حيث تسمح هذه التكنولوجيا من التواصل بين التلميذ والأستاذ حتى خارج المؤسسة التعليمية.
من جهة أخرى، وتماشيا مع تطور التكنولوجيات الحديثة واستعمالها في المنظومة التربوية، تعمل وزارة التربية الوطنية على إعداد مشروعين جديدين هما المكتبة الرقمية الناطقة والكتاب الرقمي التفاعلي لمادة اللغة الإنجليزية للسنة الثالثة ابتدائي، بالإضافة إلى عمليات أخرى في مجال الرقمنة.
المورد البشري
أبرز وزير التربوية الوطنية خلال أشغال الندوة الوطنية الأهمية التي يوليها للمورد البشري، باعتباره الأداة الهامة في تجسيد المشاريع المسطرة، إذ تعكف الوزارة على المواصلة في نفس الإجراءات المعتمدة في سنة 2023 التي عرفت إدماج ما يزيد عن 62.000 أستاذ متعاقد بعنوان 2022-2023 وهذا تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مع توظيف كل خريجي المدارس العليا للأساتذة بعدد 3577 أستاذا، وأزيد من 9501 أستاذا بصفة متعاقدين لتأطير مادة اللغة الإنجليزية في التعليم الابتدائي بين السنتين الدراسيتين 2022-2023 و2023-2024، وسيتم العمل على دعم هذا المجال أكبر السنة المقبلة، كونها ستعرف إدراج الانجليزية في السنة الخامسة ابتدائي.
وتم في إطار إدراج التربية البدنية توظيف 12877 أستاذا بصفة متعاقدين لتأطير مادة التربية البدنية والرياضية في التعليم الابتدائي، حيث تمارس اليوم الرياضة في أغلب المدارس عبر الوطن من طرف أساتذة متخصصين، بهدف رقية تدريس التربية البدنية والرياضية في هذه المرحلة بحجم ساعة واحدة أسبوعيا لكل فوج تربوي، سواء في الفترة الصباحية أو في الفترة المسائية، ضمن مخطط قاعدي حقيقي للرياضة المدرسية يفتح آفاق جديدة أمام النشء لاكتشاف ميولاتهم وتنمية مهاراتهم وتحسين مستواهم التعليمي.
الإطعام المدرسي
بذلت الدولة جهود كبيرة في مجال ترقية التغذية المدرسية، وسطرت سياسة ناجعة وهامة لأجل تعميم الاستفادة من الإطعام المركزي وتم ضمان تغطية 90 بالمئة خلال سنة 2023، ومازال ينتظر السلطات عمل كثير لأجل استغلال الفضاءات الشاغرة وتحويلها إلى مطاعم مدرسية.
وشدد الوزير خلال أشغال الندوة، على ضرورة اتخاذ جميع التدابير وتكثيف الاتصال مع المتدخلين وتفعيل دورهم، من أجل ضمان تقديم الوجبات الساخنة للتلاميذ وديمومة النقل المدرسي، خاصة في المناطق النائية، مشيرا إلى عصرنة الخدمات الاجتماعية مستقبلا لتتبع سير العمليات المدرجة في قطاعه ميدانيا وفعليا.
وفيما يخص المنحة المدرسية، أصدرت وزارة التربية الوطنية تعليمات لمنحها شهرا قبل الدخول المدرسي وهذا بالنظر الى التأخير الذي تشهد العملية سنويا، وتشمل هذه المنحة 5 فئات وهي كل من فئة اليتامى، فئة المعوزين، ضحايا المأساة الوطنية وفئة ذوي الدخل المحدود إضافة إلى فئة المعوقين
وتنتظر وزارة التربية الوطنية تحديات كثيرة خلال سنة 2024، لأجل تحسين المنظومة التعليمية وضمان جودة التعليم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/01/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : خالدة بن تركي
المصدر : www.ech-chaab.net