إن المتأمل في تاريخ التصوف بالصحراء الافريقية الكبرى ، يجد أن له بالغ الأثر في نشر الإسلام بها، إذ كان لرجالاته إسهامات جليلة في استقرار تلك المناطق دينيا وسياسيا واقتصاديا، كما كان لشيوخ الطرق الصوفية اليد الطولى في ملء الفراغ الروحي الحاصل بها، حيث اضطلع أتباعها بدور هام في حضارة بلدان الساحل والغرب الافريقي ونهضتهما. وكانت الزوايا بحق الملاذ لطالبي العلم الذين شقوا في ذلك أكباد الإبل، كما كانت نزلا مريحا لعابري السبيل الذين لفحتهم الصحراء بهجيرها الحار. وقد سجل التاريخ لبعض حواضر صحراء الجزائر إسهامها المشهود في تمكين هذا النسيج الحضاري الخصب والخلاق من الانتقال بواسطة قنوات شتى، منها طرق قوافل التجارة الصحراوية وحركة التصوف ونشاط الطرق الصوفية نحو العمق الإفريقي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/12/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - صالح بوسليم
المصدر : الحوار المتوسطي Volume 5, Numéro 2, Pages 137-158