الجزائر

جهاديو الساحل يغازلون مواطني مالي ويتحفظون على عودة انتشار الجيش نفور السكان منهم عصف بمخططاتهم



غيرت الجماعات الإرهابية المسلحة في الساحل من منهجها المتشدد في سابقة تعد الأولى من نوعها بعد سيطرتها على شمال مالي منذ قرابة ستة أشهر، وتوددت إلى المواطنين لأول مرة داعية إياهم إلى العودة إلى مزاولة أعمالهم بعدما فوجئت بالأعداد الكبيرة للسكان الذين يغادرون المنطقة طلبا للأمان في حين تعنتت في السماح لعودة الجيش سلميا.
كشفت مصادر ”الفجر” أن الجماعات الإرهابية المسلحة في الساحل الإفريقي تحفظت على عودة الجيش النظامي للسيطرة على كامل بقاع الأراضي المالية، بعدما أرخت الحبل على المواطنين الذين منحتهم الأمان ودعتهم للعودة لتعمير البلاد بمجرد اكتشافها للنزيف الحاد في اعدادها في مقابل نفور السكان الذين صعدوا لهجتهم حيال المنهج الذي أجبروا على الخضوع له؛ حيث خففت الجماعات الإسلامية المسلحة من منهجها المتشدد واضطرت لمغازلة المواطنين ودعوتهم إلى العودة إلى نشاطاتهم السابقة بعدما وجدت نفسها معزولة ومهددة بانقلاب السكان ضدها والذين ضاقوا ذرعا من سياسة الجهاديين الذين فرضوا عليهم نمطا معيشيا لم يتعودوا عليه ويحوي تطرفا لا عهد لهم به جعلهم تحت طائلة التعذيب والقتل عند أي خطإ، كما أنهم رخصوا لأنفسهم اتهام الناس دون وجه حق بعدما أعطوا لأنفسهم شرعية محاكمة الناس وتطبيق ما يعتبرونه منهجا إسلاميا. وأضافت مصادرنا، أن جهاديي شمال مالي اصطدموا بنفور السكان من منهجهم الذي جثم على صدورهم بعد سيطرتهم على شمال مالي واكتشفوا تناقص مواليهم بشكل قصم ظهورهم وصلت فيها إلى درجة الاحتجاج على الجماعات وإعلان الرفض وهو التمرد الذي أيقظ قادة التنظيمات المسلحة الذين استفاقوا على مفاجأة لم يتوقعوها ولم يخططوا لها باعتبار أن زعماء القبائل الذين كانوا قد اعتمدوا عليهم لفرض سيطرتهم على المنطقة منذ ازيد من خمسة اشهر قد تخلوا عنهم بسبب المعاملة التي يتعرض إليها أبناء قبائلهم، والتي كانوا المسؤولين الاولين عنها في وقت لاحظوا النفوذ المتزايد على حسابهم لجماعة أنصار الدين التي يتزعمها إياد آغ غالي والذي أوكلت اليه مهمة فرض المنهج الإسلامي المتشدد. واضطرت جماعة أنصار الدين إلى إظهار في الفترة الأخيرة نوعا من الليونة لإعادة المياه الى مجاريها ودعت حتى المواطنين القاطنين خارج شمال مالي لحثهم على العودة، على أمل تجاوز الازمة التي تواجدوا عليها بعد فترة وجيزة من تجريبهم للحكم والذي جعل المواطنين قاب قوسين أو أدنى من ثورة تستأصل الجماعات الإرهابية من جذوره، في وقت تحفظت فيه جماعة أنصار الدين الممثلة للجماعات الارهابية عن مصير الجيش في شمال مالي ولوحت الى استحالة السماح له بالانتشار مجددا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)