في جولة استطلاعية قادت جريدة «البلاد» إلى مختلف الأسواق خاصة الشعبية منها المتواجدة بكل من ولايتي سطيف وبرج بوعريريج على غرار سوق لاندريولي بسطيف الذي يشتهر ببيعه، لكل لوازم المطبخ من خضر وفواكه مرورا إلى التوابل وصولا إلى المواد الاستهلاكية العامة وانتهاء إلى اللحوم بأنواعها، حيث تشهد هذه الأسواق يوميا حركة استثنائية، حيث دخلت العائلات والتجار على حد سواء في سباق مع الزمن لتوفير كل لوازم هذا الشهر، وخلال حديثنا مع بعض العائلات التي عبرت عن سعادتها بقدوم شهر رمضان الفضيل متمنية انخفاض الأسعار خاصة خلال الأيام الأولى من دخوله، والتي رصدت فيها جريدتنا أن في اليوم الأول أشهر التجار سيف الحجاج في وجه العائلات برفع أسعار المواد الغذائية، كما التقينا ببعض العائلات المغتربة التي تتواجد لأول مرة في شهر رمضان والتي اغتنمت فرصة تواجدنا هناك لتنقل لنا مدى تفاجئها بالجو المميز الذي تشهده ولاية سطيف في شهر رمضان الفضيل، قائلة هذا الجو حفزنا على تمديد عطلتنا بالجزائر وصيام الشهر الفضيل هنا لأنه وبكل بساطة لأنها محرومة من هذه النكهة في الدول الغربية.
موجة ارتفاع جديدة لأسعار الخضر والفواكه
سجلت «البلاد» خلال جولتها في العديد من الأسواق كسوقي لاندريويلي بسطيف والسوق المحاذي لمحطة نقل المسافرين ببرج بوعريريج وهي الأسواق التي تشتهر بوفرة المنتوج وانخفاض الأسعار مقارنة مع الأسواق الأخرى، لكننا وجدناها بأنها أصبحت تعرف ارتفاعا محسوسا في الخضر والفواكه، حيث وصل سعر الفلفل إلى 100 دج بعدما كان سعره لا يتجاوز 30 دج للكيلوغرام قبل أيام قليلة من حلول هذا الشهر، وهذا رغم وفرة كميتها وعدم استقطابها من الأسواق المجاورة. أما سعر الطماطم فتجاوز 60 دج للكيلو غرام الواحد بعدما كان سعرها لا يتجاوز 25 دج، الخس هو الآخر سجل رقما قياسيا بسبب كثرة الطلب عليه والذي وصل سعره إلى 70 دج. من جهتها أسعار الفواكه هي الأخرى سجلت ارتفاعا في أسعارها كفاكهة التفاح المحلي الذي وصل سعره إلى 120 دج بعدما كان سعره لا يتجاوز 70 دج. أما التفاح المستورد فقد وصل سعره إلى 200 دج، كما عرفت فاكهتي الموز والعنب ارتفاعا محسوسا، حيث بلغ سعر الكيلو الواحد منها 150 دج. أما فاكهة البطيخ الأحمر والمعروفة عندنا بما يسمى ب «الدلاع» وفاكهة الإيجاص فحدث ولا حرج، حيث يكفي أن تنظر إلى البطاقات التي تكتب فيها سعر هاتين الفاكهتين لتقرر عدم شرائها لسبب واحد ووحيد وهو الارتفاع الفاحش في سعرها، وهكذا يستمر الباعة في التلاعب بأسعار الخضر والفواكه وتستمر الجهات المعنية في مراقبة الأسعار بغض الطرف، وبهذا يكون المواطن هو الضحية الأولى والأخيرة لجشع التجار وإهمال بعض المصالح التجارية لدورها خاصة في هذا الشهر.
للحوم الحمراء والبيضاء نصيب من الجنون
تشهد محلات بيع اللحوم سواء الحمراء أو البيضاء بولايتي سطيف وبرج بوعريريج، إقبالا منقطع النظير للمواطنين من أجل اقتناء هذه المادة الحيوية في رمضان، خاصة في طبق شوربة الفريك والذي يعتبر الطبق الرئيسي للعائلتين، وخلال لقائنا ببعض المواطنين أجمعوا على أن مادة اللحم ضرورية في رمضان وهذا رغم عدم استقرار أسعارها التي تتراوح بين 500 دج للحم الماعز الخالي من الكوليسترول و850 دج للكيلو غرام الواحد من لحم الخروف وحتى لحم الدجاج قد فاق سعره هو الآخر 280 دج وهو الارتفاع غير المسبوق في أسواق اللحوم، خاصة وأن هذا الانقلاب سجل بين عشية وضحاها وإن كان حال العائلات التي فضلت شراء خروف أو شاة ونحرها تجنبا لزيارة أسواق اللحوم في الأيام الأولى من رمضان، فإن أصحاب الدخل المحدود كانوا أكثر تضررا من جنون أسعار اللحوم البيضاء والحمراء.
وأمام هذا الارتفاع الفاحش للأسعار يبقى المواطن هو الضحية الأولى، حيث فتح هذا الارتفاع وهذا التهافت الباب على مصراعيه للباعة غير القانونيين إلى رفع الأسعار ووجود فرصتهم
ويبقى المواطن الفقير بين المطرقة والسندان ولا يعرف ماذا يشتري وماذا يترك، فهل سيبقى الأمر على حاله أم أنه سيختفي بمرور الأيام الأولى من هذا الشهر الفضيل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ميساء م
المصدر : www.elbilad.net