في السير : قيل لعبد الله بن محمد النيسابوري: «فلان يمشي على الماء»!!، قال: «عندي أن من مكنه الله من مخالفة هواه فهو أعظم من المشي على الماء».فأعظم الكرامة أن تخالف هواك في شيء... تصبح عطشانا جائعًا وتجاهد للصيام... تصبح كسلانًا فتجاهد نفسك وتلزمها أورادها، ولو أن تحلف على نفسك «أقسمت يا نفس لتفعلنَّ كذا وكذا»...
تجد نفسك تجرك إلى الغفلة والشرود ومتابعة الأحداث والمهاترات فتذكرها أنها في زمان فاضل لا يصح لها فيه مثل هذا، فكل وقت يمر ثمين جدًا ، فتذكري يا نفس ولا تغفلي...
وهذا لا شك أمر يحتاج إلى استعداد وإلى تدريب وإلى تطبيقات واقعية، تعالوا نتأمل بعض الصور التي تجسد جنة المجاهدة لتثير حماسكم للمجاهدة في الطاعات في هذه الأيام المباركات.
في السير قال أبو الأحوص: قال لنا أبو إسحاق السبيعي: «يا معشر الشباب اغتنموا» يعني: قوتكم وشبابكم، «قلما مرت بي ليلة إلا وأنا أقرأ فيها ألف آية، وإني لأقرأ البقرة في ركعة، وإني لأصوم الأشهر الحرم، وثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس».
حدثنا أحمد بن عمران، سمعت أبا بكر يقول: قال أبو إسحاق: ذهبت الصلاة مني وضعفت، وإني لأصلي فما أقرأ وأنا قائم إلا بالبقرة وآل عمران». ثم قال الأخنسي: حدثنا العلاء بن سالم العبدي قال: «ضعف أبو إسحاق قبل موته بسنتين، فما كان يقدر أن يقوم حتى يقام، فإذا استتم قائما قرأ وهو قائم ألف آية».
قال أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ: كان هناد، رحمه الله، كثير البكاء، فرغ يوما من القراءة لنا، فتوضأ، وجاء إلى المسجد، فصلى إلى الزوال، وأنا معه في المسجد، ثم رجع إلى منزله، فتوضأ،
وجاء فصلى بنا الظهر، ثم قام على رجليه يصلي إلى العصر، يرفع صوته بالقرآن، ويبكي كثيرا، ثم إنه صلى بنا العصر، وأخذ يقرأ في المصحف، حتى صلى المغرب.
قال: فقلت لبعض جيرانه: «ما أصبره على العبادة»، فقال: «هذه عبادته بالنهار منذ سبعين سنة، فكيف لو رأيت عبادته بالليل».
وهل بعد ذلك من شيء، لو صنعها الواحد منَّا الآن لظن أنه في رفقة النبي محمد في الجنة لا محالة!!!
«وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا»
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/10/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الجزائر الجديدة
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz