الجزائر

جمهورية ثانية تولد من رحم ''جبهة الرفض''



 بغض النظر عن وابل الانتقادات التي طالت هيئة التشاور التي أقرها النظام لإنقاذ نفسه من التهلكة، يجب الاعتراف بأن لها محاسن، لو استثمرنا فيها لحققنا خطوة عملاقة نحو ميلاد جمهورية ثانية. الهيئة ومنذ شروعها في العمل أفرزت واقعا سياسيا جديدا، وساهمت في اتضاح الرؤية في الساحة السياسية بين مشارك ورافض. الشخصيات الوطنية والأحزاب التي عزفت عن المشاركة يمكن أن تكون نواة أولى لتشكيل جبهة الرفض على اختلاف مشاربها وحججها ومساراتها السياسية. جبهة لو وضعت ما يفرقها جانبا وتجاوزت اختلافاتها وتناست زعامتها ولو مرة في تاريخها، لاستطاعت فرض نفسها كبديل للنظام القائم الذي تعود على الاستثمار في الخلافات بين مختلف الأطياف السياسية. هذا البديل سيكون محصلة لمجموع التنازلات التي ستقوم بها الأحزاب والشخصيات السياسية من أجل الإسهام في ميلاد جمهورية ثانية، تكون بحجم التنازلات التي قدمتها تيارات الحركة الوطنية لانصهار الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري برئاسة فرحات عباس والحزب الشيوعي الجزائري في جبهة التحرير الوطني، بعد التفاوض مع المناضل عبان رمضان، من أجل بلوغ هدف واحد هو الاستقلال.
وفي ظل الظروف الحالية المتسمة بالتصعيد الخطير الذي تعرفه الجبهة الاجتماعية وظهور بوادر عصيان عام وعجز السلطة عن استيعاب خطورة الوضع وتقديم البدائل، ألم تحن ساعة السعي من أجل تشكيل جبهة موحدة تضم كل الفعاليات الوطنية الرافضة للأمر الواقع من أحزاب وجمعيات المجتمع المدني وشخصيات وطنية ودينية، يكون هدفها إنقاذ الجزائر؟ النظام الجزائري لا يزال يؤمن بقدرته على قيادة الإصلاحات بنفسه باستعمال البحبوحة المالية ، متناسيا أن بقاءه أكبر عائق لنجاح الإصلاح، وحتمية التغيير تتطلب رحيله بطريقة أو بأخرى.
ولأن تغيير السلطة لنفسها بنفسها سيناريو بعيد المنال، فالنداء موجه لكل الأحزاب السياسية المعارضة والشخصيات من ديمقراطيين وإسلاميين ويساريين، ومن تقلدوا مناصب عليا في السلطة وكل الرافضين للوضع القائم، أن يوحدوا جهودهم والاتفاق على حد أدنى من المطالب وتهيئة الظروف لخروج الجزائر من النفق.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)