الجزائر

جمعية وهران ‏موجار يخطف التعادل من القبة





وجد فريق مولودية باتنة صعوبة كبيرة في تحقيق الفوز أمام نادي باردو، وكان من الطبيعي أن يحدث ذلك، في ظل الضغط النفسي الذي كان مفروضا على لاعبيه، كما أن أهمية المقابلة التي حضرها جمهور غفير، جعلتها تتميز بالإثارة والتنافس الشديدين، بالرغم من مرحلتها الأولى، التي طبعها الجانب التكتيكي والحذر المفرط من الخصم الذي سعى للتواجد بكثافة في الدفاع والحيلولة دون ارتكاب هفوات كبيرة تفسد عليه خططه.
وبالرغم من حذر الزوار الشديد، إلا أنهم كادوا يفعلونها في الربع ساعة الأخير من الشوط الأول وكان بإمكان مهاجمهم بن عاشور الوصول إلى شباك الخصم  في مناسبتين (د32 و39)، وهذا ما دفع بأصحاب الأرض إلى مراجعة خطتهم  والاحتياط لخصم بإمكانه قلب الموازين خاصة وأنه استعاد سيطرته على وسط الميدان مع القيام بهجمات معاكسة، كادت إحداها أن تتوج بهدف لولا يقظة الحارس صحراوي في لقطة تيبوتين الخطيرة (د42).
أما المرحلة الثانية فاتسمت بسيطرة المولودية التي حاول عناصرها منذ الانطلاقة  لعب ورقة الهجوم كحل نهائي لتفكيك دفاع الخصم المتماسك وفي وقت  يسيطر فيه أشبال المدرب على مساحات كبيرة فوق الميدان بدا الخلل واضحا في الدفاع الذي عاش فترات حرجة، فلولا براعة الحارس صحراوي الذي تصدى لقذفتي عقون (د51)، وبن عاشور (د55)، هذا الأخير الذي اصطدمت كرته بالقائم الأيسر، لا اختلطت الأمور.
وكان ذلك بمثابة الإنذار الذي سمح بمراجعة الأخطاء من جانب المولودية التي حققت مبتغاها عند (د59) بواسطة البديل بوراوي الذي وقع هدفا من صنع بوخلوف. 
هدف كان له وقعه على أشبال يعيش الذين رموا بثقلهم في الهجوم بحثا عن تعديل النتيجة إلا أن تألق بن عاشور لم يضف جديدا للطموح في غياب التركيز، مع أننا سجلنا محاولات لبن عاشور وتيبوتين إلى جانب عقون، غير أنها كانت تفتقد في كل مرة للتركيز الكافي والفعالية المطلوبة، الأمر الذي جعلها تكون ضعيفة ولم تشكل خطرا حقيقيا على مرمى صحراوي، ومع مرور الوقت، انخفض نسق اللعب وصعبت مهمة الزوار الذين لم يجدوا من وسيلة لتفكيك دفاع المحليين الذين التفوا به محافظة على هذا المكسب الذي يخدم بالدرجة الأولى مصالح المدرب زموري ولو مؤقتا.

نتيجة إيجابية أخرى، حققها فريق جمعية وهران خارج قواعده، وهذه المرة على ملعب بن حداد، حيث أجبر مضيفه رائد القبة على اقتسام غلة اللقاء، بعد انتهاء مواجهاتهما بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، وقد كان الرائد سباقا إلى هز شباك الحارس المتألق موجار بهدف من بن شريفة في الدقيقة 18 قبل أن يعدل المهاجم الشاب عامر يحيى الكفة ثلاث دقائق بعد ذلك، ويعد هذا الهدف الثاني لعامر لحد الآن بعد الأول الذي وقعه الجولة الفارطة ضد سريع المحمدية.
وكما توقع المدرب جمال بن شاذلي فإن المباراة كانت صعبة وقوية على أشباله لانتفاضة القبيين لتعويض إخفاقهم في الجولتين الماضيتين، وقد كان بوسعهم تحقيق مبتغاهم لولا براعة الحارس موجار، الذي وكعادته كان صمام الأمان لفريقه، خصوصا في الشوط الثاني، الذي لعبه ''الجمعاوة'' بتعداد ناقص، بعد طرد الحكم عاشوري المدافع المحوري واسطي زوبير في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول عقب اعتدائه على داود بوعبد الله، وهو القرار الذي قوبل باحتجاجات كبيرة من لدن المسيرين الوهرانيين، وأجبر المدرب بن شاذلي على إجراء تغيير تكتيكي بسد هذه الثغرة الدفاعية بإقحام المدافع شيخاوي مكان المهاجم بالغ، تاركا بقية المهمة للحارس موجار الذي تحمل عبء الشوط الثاني والريتم القوي الذي فرضه الرائد فيه، ونجح لوحده في إفشال كل محاولات مهاجمي الرائد، خاصة للعائدين من العقوبة داود بوعبد الله وبر'ي'ة، اللذين وجدا منفذا من الجهة اليمنى لدفاع الجمعية الوهرانية التي شغلها الشاب يوسف ياسين، ورغم الضغط الكبير الذي فرضه أشبال المدرب رشيد حمادة في ربع الساعة الأخير من المباراة مستغلين التراجع الكبير لضيوفهم الوهرانيين، إلا أن قرار الحارس موجار كان هو النافذ بإنهاء هذه المواجهة دون فائز.
المهاجم بسام شاوتي، الذي جدد مدربه الثقة فيه للمرة الثانية على التوالي، بمناسبة لقاء القبة كدليل على استرجاعه لإمكانياته ومستواه الذي فقده بسبب تلاحق الإصابات عليه، اعتبر نقطة التعادل التي ظفر بها فريقه من ملعب بن حداد بالمستحقة بالنظر للجهود الكبيرة التي بذلها زملاءه، واستبسالهم طيلة اللقاء، خاصة في شوطه الثاني في ظل النقص العددي لفريقه، كما أنها مشجعة، خاصة وأن خرجة ثانية أخرى صعبة في انتظارهم الأسبوع القادم في بسكرة، وتابع يقول: ''الأمور تسير كما نشتهي في بداية هذه البطولة، وما حققناه لحد الآن من حصاد إيجابي، سيقوينا أكثر في بقية المقابلات التي سنتعاطى معها بنفس العزيمة، وفريقنا له كامل الحظوظ للصعود، لكن علينا وضع أرجلنا على الأرض، وعدم الوقوع في شراك الغرور لأن مشوار البطولة لايزال طويلا، وهناك عديد الفرق التي ترغب هي الأخرى في الصعود، فما علينا سوى كسب المزيد من النقاط التي ستؤمننا في نهاية المطاف''.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)