جمعية وهران ‏''الجمعاوة'' يفوزون دون إقـناع

وتتزامن عودة مغني للتدريبات مع تماثل رفقاء آخرين له في النادي للشفاء من إصاباتهم المختلفة، على غرار السوري فراس الخطيب، الغائب هو الآخر عن المنافسة منذ فترة معتبرة.

من المقرر أن يجتمع مجلس إدارة اتحاد الحراش خلال الأسبوع الجاري، حيث يهدف هذا اللقاء حسب مصادر من النادي، إلى تقييم العمل الذي قام به المجلس منذ تنصيبه في بداية الموسم الجاري وبعث المشاريع الذي انطلق في تحقيقها من بينها الحصول على مقر جديد للنادي ومنشآت رياضية لفائدة الفريق.
وكان مجلس الإدارة قد اتخذ في اجتماعه الأخير قرارا بعدم إضافة أعضاء جدد في صفوفه، وهو الموقف الذي لم تهضمه بعض الأطراف القريبة من النادي، حيث فهمت أن مجلس الإدارة متخوف من أن انضمام وجوه ذات نفوذ مالي كبير قد يقلص من دور أعضائه في حياة النادي، الذي تلقى في الفترة الأخيرة عروضا من أصحاب شركات خاصة يريدون المساهمة ماليا ولا يمكن لمجلس الإدارة رفضها ما دام اتحاد الحراش في حاجة إلى فتح رأس مال الشركة، وهو المنفذ الوحيد الذي يمكن النادي من مسايرة سياسة الاحتراف بدون عوائق كبيرة.
وكان نقص الأموال في النادي من بين الأسباب التي جعلت إدارة النادي تتراجع عن مطالبة الرابطة بمشاركة الفريق في إحدى المنافسات العربية أوالإفريقية، حيث يتطلب خوض أطوارها تخصيص أمول طائلة.
لكن يتعين حسب ما أكدته هذه الأطراف على مسيري اتحاد الحراش، الاستعداد جيدا لهذه الفرضية من خلال تدعيم رأس مال الشركة في المستقبل القريب، لا سيما وأن الفريق يراهن في الموسم الجاري على لقب البطولة أو الكأس، بالنظر إلى النتائج الإيجابية التي ما انفكت تسجلها تشكيلة المدرب بوعلام شارف منذ انطلاق المنافسة.
ويتوقع الملاحظون أن يكون اجتماع مجلس الإدارة ساخنا بسبب تباين بعض المواقف بين أعضائه حول كثير من المسائل الخاصة بتسييره، وفي مقدمتها قضية فتح رأس مال الشركة على المستثمرين الخواص.
من جهة أخرى، علمنا ان الطاقم الفني بقيادة بوعلام شارف، قد يلجأ إلى تنظيم تربص مغلق للفريق خلال فترة توقف المنافسة، حيث يعتبر أن اللاعبين يوجدون في حاجة ماسة إلى مكان يواصلون فيه تحضيراتهم في تركيز كبير بعيدا عن ضغط الأنصار، الذين أصبحوا يتوافدون بأعداد كبيرة على ملعب أول نوفمبر خلال الحصص التدريبية، مما يعيق عمل المدرب شارف ومساعديه بشوش وبن عمار في القيام بمهمتهم على أكمل وجه.
ولا يستبعد ان يقيم الفريق تربصه القادم بتيبازة، حيث تعود زملاء الحارس دوخة منذ الموسم المنصرم على التوجه إلى فندق الأزرق الكبير الموجود بهذه المنطقة السياحية والهادئة.

كشفت مصادر مسؤولة من نصر حسين داي، أن المدرب نور بن زكري يقترب من ترسيم عودته إلى الفريق، ويأتي ذلك في خضم المجهودات التي تبذلها إدارة النادي التي ذهبت إلى حد مطالبة المقربين من بن زكري بالضغط على هذا الأخير لكي يقبل بالعرض إلى درجة أنه لم يتمكن من التراجع إلى الوراء.
ويكون بن زكري قد اشترط على المسيرين مقابلة المدرب الحالي للفريق، نبيل مجاهد، من أجل التأكد من رضاه عن مساعدته في تسيير الفريق، بما أن بن زكري سينصب كمناجير عام لكن مع حصوله على حق التدخل في المسائل التقنية والانضباطية. بن زكري لا يريد أن يشعر مجاهد بأن مجيئه إلى النصرية يهدف إلى إزاحته من العارضة الفنية، بل بالعكس، أكد للمسيرين على ضرورة الاحتفاظ به، كونه ـ بن زكري ـ يجهل عدة أشياء عن اللاعبين الذين يشكلون تعداد الفريق، ويهمه كثيرا أن يستعين بمجاهد لكي يباشر مهمته بدون صعوبات كبيرة، غير أن إدارة النادي تتخوف من انسحاب مجاهد من العارضة الفنية، لا سيما وأنه سيقبل على مضض التعامل مع بن زكري بسبب الوضعية الصعبة التي يتواجد فيها الفريق. وكان المسيرون قد سارعوا إلى تجديد الثقة فيه حتى لا يشعر أنهم سيتخلون عنه بمجرد قدوم بن زكري. وتعتقد بعض الأطراف القريبة من النصرية أنها متأكدة من أن عمل الثنائي بن زكري ـ مجاهد سيرجع بالفائدة على الفريق، وسيساعد هذا الأخير على الخروج تدريجيا من منطقة الخطر، بما أن البطولة لا زالت طويلة وأن نصر حسين داي يملك تشكيلة شابة قادرة على مقاومة الكبار.
من جهة أخرى، توصلت إدارة النادي إلى وضع حد لحالات سوء الانضباط التي كانت واقعة في الفريق وأثرت على مسيرته في البطولة، وقد كان لمسيريها محادثات طويلة مع اللاعبين حول هذا الجانب، حيث وضعوا خطوطا حمراء لا يمكن لزملاء صايب أن يتجاوزوها أثناء المشاكل الداخلية التي يكونون طرفا فيها، وهو ما يفسر العفو عن الحارس ناتاش والمهاجم حفيظ اللذين عادا إلى التدريبات بعد أن عوقبا بدفع غرامة مالية عن تصرفاتهما السابقة.    

كالعادة، لم تضيع جمعية وهران النقاط الثلاث داخل قواعدها، وهذه المرة في مواجهة نادي بارادو الذي ورغم هزيمته بهدفين لواحد، إلا أنه كان علقما لها طيلة التسعين دقيقة، حيث فرض نفسه بقوة وقدم أمامها مردودا طيبا يعاكس تماما وضعيته الحالية في جدول الترتيب، وهو الأداء الذي استبشر به العاصميون، وجعلهم يرون مستقبلهم من خلاله زاهرا، فقط عليهم التركيز لتصحيح بعض الأخطاء الدفاعية التي تأتي على كل العمل والاجتهاد طيلة الأسبوع، وهي الأخطاء التي كلفتهم هزيمة أخرى بعدما هز المهاجم الوهراني شباكهم بهدفين، قال عنهما بأنه دشن بهما عداد أهدافه الذي ينوي أن تتجاوز ما سجله الموسم الماضي (11هدفا)، كما اعتبر هذا الفوز تأكيدا من فريقه على فوز بسكرة، واستعادة الثقة بنفسه هو شخصيا بعد تأخره عن الإقلاع وإظهار إمكانياته المسلم بها.
وقد كانت مباراة أول أمس متكافئة، اقتسم فيها الفريقان شوطي المباراة، الأول كان جمعاويا أداء ونتيجة، وفيه حسمت الجمعية الوهرانية مصير اللقاء، كما ضيعت فرصة رفع الحصة أكثر من مرة، لعل أوضحها تضييع المهاجم بالغ ضربة جزاء في د,30 مقابل فرصة واحدة لبارادو كانت ناجعة عدل بها النتيجة بواسطة بويوسفي في د,19 كما أن نجاعته ظهرت أيضا في طريقة لعبه الجيدة التي تعتمد على اللعب الجماعي والنسج الجيد للهجمات، لكن من دون فعالية كبيرة قبالة المرمى الوهراني الذي كان في المتناول بعدما ظهر دفاعه مرتجا، خاصة على مستوى الظهيرين الأيمن والأيسر، وكل هذا تجلى في الشوط الثاني الذي كان لمصلحة نادي بارادو، الذي سيطر على الكرة بنسبة كبيرة لتوفره على لاعبين تقنيين، يحسنون التعامل والتصرف بالكرة كعمورالذي أدى مباراة مقبولة جدا، بودومي، بويوسفي، خلوفي وتيموتين، وهو ما اعترف به مدرب الجمعية بن شاذلي، وبرر به تراجع أداء فريقه في الشوط الثاني. موضحا أن تصريحات مسؤولي الفريق العاصمي بخصوص عزمهم على تدارك عثرتهم السابقة أدخلت الشك في إمكانيات لاعبيه، التي لم تظهر حسبه على حقيقتها، ولو كانت كذلك لما أهدروا ثلاثة أهداف أكيدة أمام فطانة حارس الضيوف بركي، الذي كاد يدفع غاليا ثمن اندفاع زملائه نحو الهجوم. بن شاذلي قال أيضا، أن غياب شعيب في خط الوسط، كان له تأثير على مردود فريقه الذي لم يكن مقنعا، لكنه عاد ليؤكد أن ما يهمه هو النقاط الثلاث التي تتيح للجمعية البقاء ضمن الأوائل في لائحة الترتيب كهدف آني، في انتظار اتضاح الرؤية في أمرالصعود والمراهنين عليه مع إسدال الستار على مرحلة الذهاب.
أما مساعد مدرب نادي بارادو خرباش، فقال في تصريح مقتضب جدا له، بأنه راض عن مردود فريقه رغم الانهزام وقادر على العودة في البطولة، وجمعية وهران لم تسرق مرتبتها الحالية.