قال ''بيان النصيحة'' الذي أصدرته جمعية العلماء المسلمين إن الوضع في البلاد العربية والجزائر يسوده فساد سياسي يتمثل في استبداد النظم وتهميش الطاقات الصامتة والتحايل على الإرادة الشعبية والتلاعب بالمواثيق وتمييع القضايا الوطنية، محذرة من التفكك الأسري والانحرافات الاجتماعية التي تفتك بالمجتمع والأسرة الجزائرية، واعتبر عبد الحميد عبدوس عضو المجلس الوطني للجمعية ومدير تحرير ''البصائر'' لسان حالها أن البيان تعبير واضح على التذمر وفقدان الأمل ''الذي كانت الجمعية تظن أنه سيأتي عبر تشريعيات ماي القادم''.
وقال البيان إن ''الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البلاد الجزائرية والعربية يمر بمخاض عسير يوشك أن يُخرج للناس آفات لا قبل لهم بها إن لم يحسنوا التعامل معها''، وأن هناك اجتماعا لمظاهر الانحراف الاجتماعي كالتفكك الأسري واعتداء الفروع على الأصول وانتشار تعاطي المخدرات وتفشي العدوانية وغلبة اليأس على كثير من النفوس وشيوع الانتحار بين الشباب والأطفال ''وهي كلها مظاهر جزائرية منتشرة بقوة'' قبل أن يزيد البيان أيضا إشارة ''للفساد السياسي لاستبداد الأنظمة وتهميش الطاقات الصامتة والتحايل على الإرادة الشعبية والتلاعب بالمواثيق وتمييع القضايا الوطنية'' دون أن يشير إلى استثناء للجزائر من هذا الفساد، وهو ما يعني أن جمعية العلماء المسلمين في حالة انتفاضة حقيقية غير مسبوقة على النظام التي لم تعهدها في فترة المرحوم عبد الرحمان شيبان، إذ لم يتوان عبد الحميد عبدوس عضو المجلس الوطني للجمعية ومدير تحرير لسان حالها (جريدة البصائر) في القول ''أوافق الرأي الذي يعتبر فحوى البيان بأنه نغمة جديدة، فهذه قراءة سليمة''.
ودائما حول البيان الصادر بعد دورة المكتب الوطني الجمعة، يقول مدير تحرير البصائر أنه جاء ''بعد حالة من الترقب والانتظار كانت دخلت فيها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لما سيتمخض عن المناسبات السياسية الكبرى، إذ كان الأمل في نتائجها، إلا أن تلك الآمال يبدو للشعب أنها لم تتحقق''، مضيفا ''جمعية العلماء المسلمين ضمير الشعب الجزائري وهي تعبر عما يجول في نفس الجزائريين''.
واعتبر البيان على النطاق الخارجي أن ما كان مأمولا من جهة أخرى من الثورات العربية ''خاصة في تونس وليبيا ومصر تكاد البشرى تنقلب إلى قطع من الليل المظلم''. ودعت الجمعية في هذا الباب إلى الحفاظ على وحدة الأوطان وحماية المكاسب الشرعية واحترام إرادة الشعوب السياسية والارتقاء إلى ثقافة التداول السلمي على السلطة وحل المشكلات الاجتماعية بالتركيز على التنمية الشاملة الناجعة والفعالة وصوغ المنظومة القيمية ''التي يتعرض صرحها للتحطيم''، داعية أيضا الى تحمل العلماء لمسؤولياتهم الحضارية بالمحافظة على استقلاليتهم.
وقد يفتح ''بيان النصيحة'' على جمعية العلماء بقيادتها الجديدة بابا ينفث سخونة من السلطات التي لم تعهد الجمعية بمثل هذه الشدّة تجاهها طيلة عقود من الزمن، خاصة وأن السلطة تعلم المكانة الاجتماعية والدينية التي تحظى بها الجمعية كرمز تاريخي ولو أنها كانت بعيدة عن السياسة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/06/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبد اللطيف بلقايم
المصدر : www.djazairnews.info