باتت صالونات الحلاقة والتجميل على الطريقة اللبنانية، منافسا قويا للصالونات العادية في قسنطينة، خاصة مع اقتراب فصل الصيف ومناسبات الأعراس وحفلات النجاح، إذ تشهد إقبالا متزايدا من طرف النساء اللائي لا يدّخرن فلسا واحدا في سبيل الحصول على أحسن النتائج والتشبه بالمرأة اللبنانية والخليجية.
تسعى سيدات وشابات قسنطينة إلى التجديد وتغيير اللوك لإضفاء مسحة جمال عصرية، خاصة أن الاهتمام بالمظهر الخارجي أصبح سمة من سمات العصر التي تولي لها النساء قدرا كبيرا من الاهتمام والتمعن، حيث تنفقن بسخاء مقابل جمال ولو مؤقت تصنعه أخصائيات التجميل ومصففات الشعر بمراكز التجميل، لدرجة أصبح من الصعب التعرف على وجه المرأة الحقيقي عقب الصبغات، قصات الشعر المختلفة وعمليات التجميل حتى وإن كانت بسيطة، على غرار رسم الحاجبين وتحديد الشفاه.
وتمكّنت صالونات الحلاقة الرفيعة والتجميل بقسنطينة، من أن تبدع في مجالها وتنجح في استقطاب النساء الباحثات عن آخر صيحات قصات الشعر، ألوان الصبغات المميزة، والماكياج اللبناني الذي يزيدهن جاذبية وتألقا، يجعلهن يتباهين بمظهرهن الخارجي، بدءا من ثقافة تنظيف البشرة التي كانت من قبل بيتوتية وبمواد طبيعية ووصفات متوارثة من جدة لأم.
وتجمع صاحبات صالونات التجميل على أن الشابة أو السيدة تأتي وفي مخيلتها صورة لفنانة معينة تحاول تقليدها وتجسيدها، دون الأخذ بعين الاعتبار نوع الشعر أو لون البشرة أو حتى شكل الوجه، وهو ما يوقع أخصائيات التجميل في مشاكل مع اللائي لا يقنعهن شكلهن النهائي، خاصة أنهن لا تنتصحن بنصائح الأخصائية ومقترحاتها. فالعديدات، حسبهن، تغيرن في شعرهن بين شهر وشهر من لون لآخر ومن قصير إلى طويل، بالاعتماد على تقنية وصل الشعر المستحدثة في صالوناتنا وكذا توصيل الأظافر وفق الشكل الذي تختاره الفتاة أو العروس، وكلها تقنيات تقبل عليها حواء الجزائرية بغية الظهور بشكل جميل وجذاب تنافس به مثيلاتها من جميلات العالم.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فهناك من النساء من تفضل الماكياج الدائم باللجوء لرسم الحواجب، الشفاه بآلة الوشم وكذلك زرع الخال، وأكثرهن إقبالا النساء اللواتي ليست لديهن حواجب على الأطراف أو الفتيات اللائي يفضلن تقليد حواجب النجمات العربيات كهيفاء وهبي، نانسي عجرم وغيرهن. وتدوم مدة الماكياج الدائم من سنة إلى خمس سنوات باستعمال مستحضرات خاصة، كما تلجأ بعض الصالونات لاستعمال هذه التقنية لكن بواسطة الحرقوس التونسي، غير أن مدته لا تدوم طويلا بل تتراوح بين خمسة عشر يوما وشهر على أقصى تقدير.
من ناحية أخرى، برزت وبقوة عبر مختلف صالونات التجميل الحديثة التي تتم فيها مثل هذه العمليات، موضة أخرى، هي موضة زراعة الخال أو الخانة، هذه الأخيرة التي ترمز إلى الجمال العربي الأصيل. ويعتقد الكثيرون أن من خصائصها، سواء للرجل أو المرأة، إضافة مسحة من الجمال على الوجه. وغالبا ما تعتمد طالبات هذا النوع من التجميل، على ما يتم طرحه في صالونات التجميل العربية والخليجية، وما تقوم به بعض الممثلات والمطربات اللبنانيات والخليجيات، باعتبارهن أكثر من يهتمن بهذه التقنيات من التجميل في العادة. ولا يقتصر الأمر في هذه الصالونات على المقبلات على الزواج فحسب، وإنما امتد أيضا إلى الفتيات الصغيرات والمراهقات، إلى درجة أن كل واحدة منهن، تطلب لوك معينا كإحدى الممثلات أو المطربات، حيث قد لا يحتاج الأمر إلى كثير من الوقت أو الجهد ولكنه يحتاج إلى ثروة صغيرة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/06/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : قسنطينة: م. صوفيا
المصدر : www.elkhabar.com