كان أحد مهندسي تتويج المنتخب الوطني بالتاج الإفريقي الوحيد خلال الدورة التي نظمتها الجزائر قبل 21 سنة من الآن، جمال عماني اللاعب الدولي السابق ولاعب بلوزداد، اتحاد العاصمة وأيدن سبور التركي ضيف ركن نوستالجيا في هذا العدد يكشف عن العديد من خبايا مسيرته الكروية الحافلة وحياته الشخصية المثيرة.
ينحدر جمال عماني من القبائل الكبرى وبالتحديد من منطقة معاتقة. وعلى هذا الأساس، فإن والده وهو مقاول معروف في مدينة الأربعاء كان يحلم بأن يراه ذات يوم يدافع عن ألوان الفريق الذي كان يتعصب لمناصرته وهو شبيبة القبائل، لكن عماني الابن كان له رأي آخر وهذا من اليوم الذي ذهب برفقة الوالد إلى ملعب 20 أوت لمتابعة مباراة بين فريقي بلوزداد (بلكور سابقا) وشبيبة القبائل كان ذلك سنة 1969 ذهبت رفقة والدي لحضور مباراة بين الشباب والشبيبة في ملعب العناصر، أراد أن يغرس فيه حب فريقه المفضل، لكن رؤية لالماس، كالام، سالمي والبقية جعلني أتفاعل مع الشباب ومن يومها صرت مناصرا لهذا الفريق يقول عماني الذي بدأ مسيرته الكروية في نادي الأربعاء قبل أن يحوله والده إلى تيزي وزو من أجل الدراسة ومن أجل اللعب لشبيبة القبائل التي وقّع على إجازة لها في فئة الأواسط رفقة صديقه سفيان مزياني. لكن الإقامة في تيزي لم تحلو له ليعود أدراجه بعد عام لا غير إلى الأربعاء ويتألق مع فريقها قبل أن يحقق حلمه باللعب لشباب بلوزداد سنة ,1983 الأمر الذي لم يرق لوالده الذي لم يتردد مرة في طرده من المنزل بسبب شبيبة القبائل قدمت مباراة كبيرة وسجلت هدف الفوز على الشبيبة، مما كلفني عقوبة قاسية من والدي، فعند العودة إلى المنزل وجدته في انتظاري ولم يتردد في أن يطلب مني البحث عن مكان آخر أبيت فيه .
ياحي لم يتحل بالشجاعة في نهائي الكأس
لم يحقق عماني الكثير خلال المواسم الخمسة التي حمل فيها ألوان بلوزداد أكثر من هذا يحتفظ بذكرى سيئة للغاية وهي السقوط مع ذات الفريق سنة ,1988 سقوط يقول محدثنا بأن عوامل كثيرة اجتمعت فيه، أهمها غياب الاستقرار في الفريق سيما على مستوى العارضة الفنية، لكن ما يتحسر عليه عماني أكثر هو خسارة نهائي الكأس في ذلك العام أمام اتحاد العاصمة لقد كنا أفضل بكثير من المنافس ولو تعاد المباراة مائة مرة ما كنا لنخسر أمامهم، لكن الحالة النفسية للاعبين قبل المباراة وتأكد السقوط للقسم الثاني كان له انعكاس واضح على أدائهم في النهائي يقول عماني الذي يرى بأن زميله كابران الذي ضيّع ضربة جزاء حاسمة في سلسلة الضربات الترجيحية التي حددت الفائز لا يتحمل المسؤولية بقدر ما يتحملها قائد الفريق حسين ياحي الذي لم يتحل بالشجاعة وقتها ورفض تنفيذ الضربة الخامسة لينوب عنه كابران الذي كان مشوش الذهن بعد أن وجد نفسه بديلا في تلك المباراة ليضيّع الضربة ويخسر الفريق الكأس.
توجت بكأس إفريقيا دون أن ألعب مع أنتوارب
من الشباب تحول عماني للجار اتحاد العاصمة لمدة لم تتجاوز ستة أشهر قبل أن يظفر بعقد احترافي مع نادي أنتوارب البلجيكي، هناك بقي عام لا غير من دون أن يلعب إلا نادرا والسبب شجار مع مدرب الفريق الأول استفزني بعد أن تركني بديلا في المباريات الأولى مفضلا مواطنه من جنسية يوغسلافية ولم أتردد في ضربه بالحذاء، مما جعله يقرر تحويلي للفريق الاحتياطي، وما يجهله البعض أني لما شاركت في كأس إفريقيا 1990 لم أكن ألعب مع فريقي، لكني عوضت ذلك بالإرادة الكبيرة والعمل البدني الكبير الذي كنت أقوم به هناك، دون أن أنسى الراحة الذهنية التي وجدتها في بلجيكا يقول عماني الذي يشيد مطولا بالمجموعة التي كان بجانبها في تلك البطولة وبالخصوص القائد ماجر الذي كان برأيه أحد المفاتيح الهامة في التتويج باللقب القاري الوحيد في تاريخ الجزائر.
شريف رحماني وراء تحويلي إلى تركيا
فتح عماني الباب للاعبين الجزائريين في تركيا لما انتقل لنادي أيدن سبور التركي مباشرة بعد كأس إفريقيا 1990 بتوصية من الوزير شريف رحماني الذي اقترحه لوزير تركي تابع معه تلك النهائيات، وتألقه اللافت في بلاد الأناضول هو الذي اختير أفضل لاعب محترف في تركيا سنة 1991 ساهم في التحاق شريف الوزاني، بلهوشات، نقازي، قادري، لونيسي وآخرين، كل هؤلاء حملوا ألوان هذا الفريق وحققوا نتائج باهرة، لكن لم يحمل هؤلاء ألوان الأندية الكبيرة في تركيا مثل غالتسراي، بيشكتاش أو فينرباشي الجواب لدى عماني بسيط إيدن سبور كان نادي الوزراء ورجال الجيش في تلك الفترة وكان ممنوعا على أي ناد الاقتراب من لاعبي ايدن في تلك الفترة، لكنه ليس نادما على شيء خاصة وأنه كما أكد لنا فقد جنى ثروة حقيقية باحترافه هناك.
أنا وعصاد ظلمنا كثيرا
عاد عماني سنة 1995 إلى الجزائر وقرر اعتزال الميادين بعد وفاة والدته والذي شكل صدمة قوية بالنسبة له، رافضا عروضا من الخليج وحتى من فريق القلب بلوزداد للعودة، ليتفرغ للتجارة من خلال المشاريع التي أقامها في الجزائر وفي اسبانيا أيضا قبل أن يقتاده رجال الأمن سنة 1997 إلى السجن وهو يتأهب للسفر إلى برشلونة كنت محل طلب بحث صادر في حقي من دون أن أعلم بذلك، وعلى هذا الأساس اقتادني رجال الأمن من المطار إلى السجن مباشرة أين مكثت عاما كاملا بتهمة دعم الجماعات المسلحة في الأربعاء، صحيح أني كنت ولا أزال متعاطفا مع الجبهة الاسلامية للإنقاذ ولا أنفي أني كنت أعرف العديد من المسلحين في الأربعاء كونهم أصدقاء وجيران لي إلا أنني كنت بعيدا عن أي نشاط وتم تلفيق تهمة باطلة لي، لقد عشت نفس التجربة الصعبة التي مر بها عصاد وقضيت سنة سوداء في السجن وشعرت بتنكر الجميع لكل ما قدمته لهذا الوطن مدافعا عن ألوانها ومساهما في التتويج بلقبه القاري الوحيد يقول عماني الذي عرف كيف يتجاوز بالمقابل وبسرعة محنة السجن لما قام بتحويل طارق لعزيزي لناد تركي مباشرة بعد حصوله على حريته.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/08/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: شعيب كحول
المصدر : www.elkhabar.com