الجزائر

جلول صديقي نائب عميد مسجد باريس الكبير ''جريمة مراح حطمت 20 سنة من جهد المسجد''


اعتبر الدكتور جلول صديقي، مدير معهد الغزالي لمسجد باريس الكبير، أول أمس، خلال ندوة صحفية بوهران، أن جريمة مراح حطمت 20 سنة من عمل المسجد لمد جسور الحوار في فرنسا عبر 852 جمعية منها 40 في تولوز لوحدها. وبغض النظر عن كونه مجرما قانونياً، إلا أن مشاكله العائلية والتربوية سهّلت مهمة اصطياده في أي ماء وحل .
 انتقد الدكتور صديقي: التوظيف السياسي لمنع دخول علماء مسلمين إلى فرنسا وليس لغرض ديني خلال الحملة الانتخابية، بعد أن كانوا يزورونها باستمرار ، على هامش الندوة للإعلان عن إمضاء مشروع اتفاقية بين معهد الغزالي لمسجد باريس الكبير وجامعة وهران ومعهد الحضارة الإسلامية، بالتنسيق مع الدكتور عبد الكريم بكري المكلف ببرنامج تكوين الأئمة والمرشدين بمسجد باريس. وندّد الدكتور بتحوّل الإسلام والمسلمين لكبش فداء خلال كل حملة انتخابية، متسائلا: أين كان الأمن الفرنسي قبل اقتراف مراح لجريمة القتل وهو صاحب سجل إجرامي وزار أفغانستان وباكستان وإسرائيل؟ . وتساءل  أيضاً عن دوافع الإخراج الإعلامي لقضية توقيف فرسان العزة بحضور الكاميرات، ورفض بصفة قطعية تحميل مسجد باريس مسؤولية تقصيره في توعية أبناء الجالية وتقوية الوازع الديني بين شباب المهجر بالقياس مع قضية مراح قائلاً: في حدود إمكاناتنا المادية المتاحة لا أعتقد أننا قصّرنا كمؤسسة دينية، لكن أظن أن انفصال والدي مراح ومشاكله التربوية والنفسية، جعلته لقمة سهلة الاصطياد في أي ماء وحل وشخص ضال يقدم على قتل نفس متعمّداً . وأضاف متحسراً: جريمة مراح هدّمت 20 سنة من جهد وعمل المسجد لمد جسور الحوار بين الديانات والحضارات .
واعتبر الدكتور صديقي أن مسجد باريس بات مرجعاً فقهياً في مسائل عديدة ، على غرار صوم رمضان والاحتفال بالعيد. وكشف بأن المسجد كأقدم مؤسسة إسلامية في فرنسا ممولة من طرف الدولة الجزائرية، يشرف على 450 مسجد، ويصل عدد من يؤدّون صلاة الجمعة بفرنسا كلّ نهاية أسبوع إلى حوالي 200 ألف مصلٍ، ويستقبل مسجد باريس 30 ألف مصلٍ خلال شهر رمضان. ويندرج إنشاء فيدرالية أوروبية تضم كلّ الجمعيات الإسلامية تحت لواء مسجد باريس، ضمن المساعي لتكريس هذه المرجعية الفقهية، رغم اختلاف المشاكل والتشريعات من بلد لآخر.
ولخّص الدكتور صديقي مهام المعهد في التصدي للهجمة ضدّ المذهب المالكي في أوروبا، من خلال تكوين الأئمة على المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية وقراءة ورش كتراث للمغرب الكبير، بالإضافة إلى تدريس مواد حول المذاهب المتبقية والعلوم الاجتماعية والإنسانية. كما يركّز المعهد على تكوين الأئمة والمرشدين في مجال الأخلاقيات البيولوجية وإجازة العلماء المسلمين لقضية التبرع بالأعضاء البشرية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)