الجزائر

جلسة تعذيب بمبنى بشطارزي ''الكرسي والحاكم'' تسقط في الخطابية والديماغوجية الفجّة



عُرضت، مساء أوّل أمس، مسرحية الكرسي والحاكم للمخرج خالد غربي، المنتجة من قبل مسرح وهران الجهوي، بمبنى محي الدين بشطارزي بالعاصمة، في إطار المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف. متناولة العلاقة بين الحاكم والرعيّة، من خلال قصّة رئيس حكومة يُعتقل خطأً، فيكتشف حجم الظلم الواقع على رعيّته، في سراديب التعذيب.
وجعل المخرج خالد غربي جمهور بشطارزي يعيش صورا من التعذيب وانتهاك الكرامة الإنسانية، على يد أشخاص يُفترض أنّهم وُجدوا لخدمته. ورغم أن الأمر بدا للوهلة الأولى محاولة جريئة لطرح الأسئلة السياسية الصعبة، رغم هروب المخرج إلى الفانتازيا لتقديم حكاية لا مكان ولا زمان فيها؛ إلاّ أن تسارع الأحداث سرعان ما يكشف عن هشاشة الطرح.
يقدّم العمل المقتبس عن نص المصري السيّد الشوربجي، رئيس الحكومة في صورة الرجل المثقّف، النزيه والمثالي، بينما يُدين الرجال المحيطين به، والذين يُقدَّمون في صور مغرقة في السلبية؛ تكريسا لنظرية الحاكم ملاك تحيط به شلّة من الشياطين ؛ لتكون النتيجة مقاربة سطحية، لم تكتف بلغة مجرّدة من جماليات الفن الرابع، وضائعة بين التراجيديا والكوميديا، بل سقطت في الخطابية والديماغوجية الفجّة، وهو ما حوّل خامس ليالي المهرجان الوطني المحترف إلى ما يشبه جلسة تعذيب.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)