الجزائر

جعلني زوجي أسعد امرأة بعدما أدخلني هذا المكان



جعلني زوجي أسعد امرأة بعدما أدخلني هذا المكان
تحية طيبة وبعد: من أجل العبرة والموعظة الحسنة، أقص عليكم ما حدث لي، وحوّلني من امرأة تعيسة غير راضية بحياتها لأنني زوجة رجل فقير، إلى امرأة سعيدة قنوعة، أحبت ظروفها وهي على الدوام تسأل الله أن يرزقها العفو والعافية في الدنيا والآخرة وتردد دائما الدعاء المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم «اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همي ولا مبلغ علمي اللهم ولا تجعل مصيبتي في ديني»، ذلك لأن الحياة حقا متاع الغرور.كثيرا ما كنت أردد عبارة أن الأموات أفضل مني، لأنهم ارتاحوا من متاعب الدنيا، ولأنني رافضة لواقعي كافرة بقدري، عكس زوجي الذي حاول مرارا وتكرارا أن يُقنعني بأن الفقر ليس فقر المال، بل الفقر إلى الله، كان يعطيني الأدلة والبراهين من الكتاب والسنة ويشرح لي المعاني، فلم أكن أبالي بكلامه، وعشت دائما على أمل أن يأتي اليوم الذي أصبح مثل قريبتي فلانة، أو صديقتي التي تنعم بالرفاهية ورغد العيش، ولما وصلت مع زوجي إلى طريق مسدود، وكان سبب ذلك عسر الحال والحاجة الملحّة، طلب مني على غير العادة، أن يرافقني في نزهة، علما أنه لم يفعل هذا من قبل، مما جعلني أرفض لأن سوء الظن جعلني أفكر في حيلة زوجي وكيف سيحاول إرضائي حتى تعود المياه إلى مجاريها، لكنه تمسك بالعرض وكلف نفسه حتى أقنعني فرافقته وكانت المفاجأة، لم أكن أتوقع أن وجهتي هي المقبرة، أكبر مقبرة في مدينتي، تساءلت عن السبب وقلت في نفسي قد يلحق بي الأذى ويقتلني، لأنني نغصت عليه حياته وأفرطت في النكد فتراجعت، ولأن زوجي لبيب فقد فهم نظرة عيني، فأعطاني الأمان وشد يدي برفق، وراح يكلمني عن تلك الجثث والقبور المتناثرة هنا وهناك، وآخر ما ختم به كلامه أن قال «هؤلاء الأموات من تشبهين نفسك بهم، فهل هم حقا أحسن حال منك، وقد انقطع عنهم كل شيء ومن بينهم المحسن والمسيء، العابد والعاصي وأنت تتمتعين بالحياة الزائلة التي جعلها الله معبر ضيق إلى حياة الخلود، إنها فرصتك لبلوغ الجنة، فمن لم يعش الجنة في الدنيا وظل رافضا لما قسمه له الله، فإنه لن يعيش جنة الآخرة».كلمات كانت في الصميم، قلبت حياتي من النقيض إلى النقيض، لقد استطاع زوجي بحكمته البليغة، أن يجعلني أسعد امرأة لأنني حقا زهدت الدنيا ولم أعد أفكر سوى في التقرب إلى الله عسى أن يغفر لي ما كنت عليه من جهل سنوات الضلال.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)