انطلقت هذه الدراسة من فرضيّة أنّ جسد المرأة ليس معطى بيولوجيّا أو طبيعيّا بقدر ما هو بناء تاريخيّ وثقافيّ واجتماعي صنعته قوى الهيمنة المتصارعة في المجتمع. وبناء على ذلك، تناولت هذه الدراسة السوسيولوجيّة موضوع جسد المرأة في مدينة عمّان كرهان للصراع بين قوى التقليد وقوى الحداثة. فتمّ رصد ثلاثة أنماط رئيسية لهذا الجسد، وهي أوّلاً الجسد الشّرعي أو جسد الجماعة في الفرد، وهو الجسد الحامل لكل معاني اقتصاد الشّرف أو الاقتصاد المحلّي. وثانيا، الجسد الفتيش الذي يعبّر على منطق اقتصاد السّوق وعلى ثقافة الاستهلاك. وأخيرا وليس آخرا ما عبّرنا عنه بالجسد المتحرّر الذي يسعى جاهدا إلى تحويل نفسه من إنتاج للقوى الاجتماعية الخارجة على إرادته إلى ملكيّة خاصّة يمكن التحكّم فيها وإخضاعها شيئا فشيئا إلى سلطته وقرارته واختياراته كفرد قادر أن يتّخذ مسافته من الجماعة التي ينتمي إليها. ولقد أشرنا إثر رسمنا إلى هذا الأطلس الى ندارة وجود هذا الجسد المتحرّر وخاصّة في الأحياء الشعبيّة وإلى هيمنة الجسد الشّرعيّ على فضاء المدينة حيث أنّه الجسد الأكبر والأوسع انتشاراً بين جميع الطبقات والفئات على الإطلاق وخاصّة عند الفقراء والمستضعفين. وهو وإن اختلفت درجة وطريقة حمل معانيه وتمثّلاته وتجليّاته على مستوى الممارسة فأنه يبقى النّمط السائد دون منازع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/05/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - Utoom Maysoon
المصدر : Insaniyat Volume 17, Numéro 59, Pages 11-31