تعتبر بلدية بني صاف ثاني أكبر بلدية بعد عاصمة الولاية عين تيموشنت، بتعداد سكاني يوازي 65 ألف نسمة وتمتد على شريط ساحلي يمتد على مسافة 20 كيلومترا وهو ما أهلها لتكون الوجهة المحبذة للعديد من الزوار داخل وخارج الوطن. بني صاف التي تملك 06 شواطىء محروسة وميناء للصيد البحري الذي يضم حوالي 70 باخرة و40 قاربا للسردين و80 زورقا صغيرا، عرفت قديما باسم سيقا عاصمة النوميديين التي تقع على ضفتي وادي تافنة على بعد 04 كيلومترات من مصب شاطئ رشقون.
وقد مرت هذه المنطقة بعدة مراحل تاريخية، منها الاستيطان الفينيقي بجزيرة رشقون من 650 ق.م، ثم المملكة النوميدية تحت زعامة الملك سيفاكس من حوالي 302ق.م إلى 220ق.م، والذي لعب دورا هاما أثناء الحرب البونيقية 2، بين أعظم قوتين في تلك الفترة وهم القرطاجيون والرومان لمحاولة إيجاد حل سلمي لهذه الحرب وذلك في 206 ق.م، ثم مرحلة الاحتلال الروماني من القرن الأول بعد الميلاد إلى القرن السادس، حيث ازدهرت سيقا وعرفت رقيا كبيرا انعكس على المنشآت العمرانية التي عرفتها المدينة منها الحمامات، الأسوار والمعابد، وأخيرا مرحلة الفتوحات الإسلامية من القرن السادس الميلادي أين كانت المدينة قاعدة للتبادل التيجاري بينها وبين بلدان الأندلس إلى غاية تحطيمها في القرن الثالث عشر ميلادي. ويعود تاريخ عمارة منطقة بني صاف، إلى الحقبة الاستعمارية، حيث بنى الفرنسيون حصنا بجزيرة رشقون لمنع البريطانيين من جلب جيوشهم وذلك في سنة 1835، كما عرفت المدينة الاستيطان الإسباني بشاطئ سيدي بوسيف، والذين حفروا مغارات في سفح الجبل واتخذوها مسكنا لهم إلى غاية اكتشاف المستعمر لمنجم الحديد ليؤسس شركة مقطع الحديد، وهو ما دفعه لبناء ميناء لتسويق المعدن إلى أوربا والتي انتهت الأشغال به سنة 1890. طبيعة بني صاف الساحلية غرست في سكانها حب التعاطي والتواصل مع كل ما هو ثقافي، حيث نجد على بعد 04 كيلومترات فقط من المدينة، جزيرة رشقون، التي تعد معلما تاريخيا طبيعيا فريدا من نوعه، تستوطنها أصناف وأنواع من الأحياء والنباتات بعضها في طريق الانقراض بحيث يسعى القائمون عليها إلى تصنيفها كمحمية طبيعية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبيد محمد
المصدر : www.al-fadjr.com