الجزائر

جزائريون يقتنون الشوكولاطة والماكياج بأسعار خيالية



تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في نسختها الجزائرية ما يمكن تسميته ب غزو الكابة ،حيث لاحظ مرتادو الصفحات التجارية في الفايسبوك تزايد الاعلانات الخاصة ببيع مختلف انواع الشوكولاطة و مواد التجميل و العديد من المواد الكمالية الاخرى التي تم وقف استيرادها منذ بداية السنة الجديدة . و بعدما كان الامر يقتصر على الادوية و الملابس الجاهزة خلال السنوات الاخيرة مع بعض المواد الاخرى بشكل محدود ،لاحظ الجزائريون و خصوصا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا تزايد الاعلانات الترويجية لبيع المنتجات المعنية بوقف الاستيراد على غرار الماركات العالمية للشوكولاطة و مواد التجميل و صلصات الموائد و العديد من المواد الكمالية الاخرى التي انقطعت عن الاسواق و تضاعفت اسعارها بمجرد اعلان الحكومة بموجب قانون المالية 2018 عن وقف استيراد اكثر من 900 منتوج . و بحسب عدد من النشطاء في الموقع الازرق فإن الاعلانات الخاصة بمنتوجات الكابة تشهد اقبالا و رواجا كبيرين في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يفتح مزاد الكتروني لشراء هذه المواد النادرة في السوق الجزائرية بمجرد الاعلان عن البيع و باسعار قياسية في بعض الاحيان ، و هو ما أرجعه بعض التجار إلى قرار الحكومة الاخير و القاضي بوقف استيراد اكثر من 900 منتوج،اضف إلى ذلك رداءة المنتوج المحلي و تضاعف اسعاره هو الآخر . و بحسب عدد من الخبراء الاقتصاديين فإن انتعاش تجارة الكابة يعتبر أمرا منطقيا وكان منتظرا بالنظر للنمط الاستهلاكي الجزائري الذي تعوّد على الكثير من السلع وبين ليلة وأخرى يجد المواطن أن هذه السلع قد تم منع استيرادها، وبالتالي يطرح تجار الكابة أنفسهم كبديل. ويضيف هؤلاء أن الجزائر تعيش حالياً المشاهد نفسها التي عاشتها قبل 30 و40 سنة، حين فرضت الأزمة الاقتصادية التي عاشتها الجزائر سنة 1986 وما تلاها من سنوات الإرهاب على الجزائريين جلب الموز والشيكولاتة في الكابات وبيعها بأسعار خيالية.و في السياق لفت الخبير الاقتصادي فرحات علي في تصريحات حديثة إلى أن تجارة الكابة وإن كانت حلا للبعض، كالباحثين عن الدواء مثلا، إلا أنها تبقى تشكل خطراً على الاقتصاد الوطني، لأنها تنعش السوق الموازية للعملة الصعبة، وهو ما حدث أخيرا حين قفزت أسعار الدولار والأورو في السوق السوداء ، كما أن غياب الأثر يجعل من السلع، خاصة الاستهلاكية، تشكل خطرا على صحة المواطن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)