يمارس بعض المصطافين في الآونة الأخيرة طقوسا غريبة على ضفاف مياه البحر، وبالضبط في الشواطئ، متناسين بذلك المتعة والاستجمام، حيث يقوم بعض الشبان وفي مقدمتهم النساء بتجسيد طقوس لا تمت لتقاليدنا ولا لديننا بصلة، سعيا منهم لحل بعض المشاكل الاجتماعية كإبعاد العين، التخلص من السحر وفتح رباط الزواج أمام مرأى الجميع.المتعة والاستجمام ليس هدف كل من يقصد شواطئ البحر.. هذا ما تأكدنا منه بعد زيارتنا لبعض الشواطئ الواقعة غرب العاصمة، التي رغم جمالها الطبيعي الأخاذ إلا أن بعضا من المواطنين طمس عن أنظاره سحرها، ليتم تجسيد طقوس غريبة لا تمت بأي صلة بديننا وتقاليدنا أو حتى بموسم الاصطياف نفسه. في حين أن الجنس اللطيف يؤديها في الغالب، إلا أن الرجال ليسوا في منأى عن ممارستها، حيث يراقب حرس الشواطئ كل الأمكنة التي يتربع فيها المصطافون، لتكون أنظارهم رقيبا على أحداث قد تكون عادية وعابرة عندنا، وليعتمد بعض من الجزائريين طرقا لحل بعض من مشاكلهم الاجتماعية، التي لم يعتمدوا فيها على تخمين عقولهم أو اللجوء إلى طبيب لعلاجهم، لكنهم اختاروا الطبيعة وجعلوها منبرا للقضاء على همومهم بعدما ضاقت عليهم السبل.”حجابات” في خيم المصطافيناخترنا شاطئ ”الكولونيل عباس” الواقع ببلدية دواودة، في ولاية تيبازة، لقضاء فترة ما بعد الظهيرة، خاصة أنه يتميز بحسن التنظيم والنظافة، حيث يشمل قسمين، قسم نصبت فيه الشمسيات وقسم نصبت فيه خيم عائلية، لتكون هذه الأخيرة اختيارنا لنستقر بها. وبعد فترة وجيزة لمحنا شيئا غريبا مربوطا بإحكام على غطاء الخيمة من الداخل، وهو عبارة عن نوع من الملابس الداخلية للنساء ملتف بجوارب نسائية بإحكام، كان مخبأ بين قضيب وغطاء الخيمة. لنضطر بعدها إلى تغيير المكان والبحث عن خيمة جديدة. وفي هذا الإطار قالت لنا إحدى السيدات أنه تتردد على هذه الخيم شابات في مقتبل العمر اتخذنها مكانا للممارسة بعض الطقوس، مشيرة إلى أنهن يعرفن إقبالا كبيرا من الزبائن دون حسيب أو رقيب. .. ودفع مياه البحر بالأقدام لرد العينتنتهج كثير من النساء المتزوجات والفتيات العازبات طريقة معينة لرد العين والمساعدة على فك السحر، حسب اعتقادهن، وأغلبيتهن يقطن في البيوت القصديرية والأحياء المتواضعة التي تقرب من الشواطئ، حيث شاهدنا بأحد الشواطئ غير المحروسة غرب العاصمة جمع من النساء في شكل مجموعات وصفوف عند موج البحر، يرتدين ”جلابات” ويسبحن بها، ويقمن دفعة واحدة برد مياه الموج عندما تصل أطراف أقدامهن. كما يكثرن النظر يمينا وشمالا ويحملن المياه ويرمينها على ظهورهن. راودنا فضول كبير لمعرفة مايجري، لأن الطريقة هي نفسها عند كل واحدة منهن، لنستغل فترة ذهاب فتاة شابة منهن إلى السباحة، ولنستدرجها في الحديث حول سبب المكوث الطويل عند الأمواج وتضييع فرصة الاستمتاع بالسباحة، لتقول لنا أن سبب قدومهن الأساسي للبحر ليس من أجل الاصطياف فحسب، بل يعتمدن هذه الطريقة لرد عين الحاسدين والاستعانة على فك السحر”. كما يتم إحضار نساء في فترة النفاس وإعانتهن على دخول البحر، رغم أن حالتهن تستدعي استشارة الطبيب والحذر من مثل هذه المغالطات. لكن تعطي شواطئنا مع هذه التصرفات صورة مجتمع لم يرتق بعد إلى ثقافة سياحية. وطالما كان البحر موضوع أساطير وقصص حوريات البحر اللواتي تحبذ الناس إليها بغرابتها وبعدها عن المألوف، وليبقى إلى يومنا هذا غريبا..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/08/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سمية كحيلي
المصدر : www.al-fadjr.com