الجزائر

جزائريون بالاسم واللّون فقط..


بعد مرور نحو سنتين على دورة زيغنشور بالسينغال في 1992، التقيت صدفة، بأحد محلات المركز التجاري بالأبيار بالجزائر العاصمة، شخصا عرفت من كلامه مع صاحب المحل وبعض الزبائن بأنه كان ضمن الوفد الجزائري الذي راح يدافع عن لقبه الوحيد قاريا. ونحن نتحدّث عن سقوط ''الخضر'' وخروجهم من الدور الأول يجرّون أذيال الخيبة، كان صاحبنا يتحدّث بدقّة عمّا حدث وبدا متأكدا من كل كلمة يقولها، قبل أن يضع حدّا لتساؤلاتنا حين أشرنا إلى القمصان الغريبة التي لعب بها رفقاء موسى صايب، ونزع معطفه، وقال ''أترون هذه البذلة الرياضية، إنها البذلة التي نالها كل عضو من الوفد الجزائري في دورة السينغال، فمحدثكم كان مكلّفا بالعتاد والألبسة الرياضية''. وواصل المتحدّث مستعيدا الماضي بتأثر كبير ''تمعّنوا في الألوان، إنها ألوان العلم الفرنسي، لقد كانت قمصان اللاّعبين بنفس الألوان، وتفاجأنا لذلك، لأن شركة ''أديداس'' التي تعاقدنا معها منحتنا الألبسة في السينغال، وقبل يوم واحد من موعد المباراة الأولى، كان لزاما علينا أن نتفادى المهزلة ونبحث في العاصمة داكار عن قمصان أخرى بألوان العلم الجزائري، لذلك بدت القمصان غريبة الشكل وحتى أرقام اللاّعبين لم تكن مثبّتة جيدا''، ليضيف ''لو لعبنا بالقمصان التي وصلتنا لوجدت نفسي اليوم في السجن''. تذكّرت ذلك بمجرّد أن قرأت بأن وحيد حاليلوزيتش، بتزكية من رئيسه محمّد روراوة، قرّر عقد ندوة صحفية بفرنسا وليس بالجزائر، وبدا لي الأمر غريبا أن يلتقي مدرّب وطني برجال الإعلام للحديث عن منتخبهم.. في بلد آخر. أعترف بأن تمادي صحافتنا في انتقاد البوسني لعدم توجيه الدعوة لكريم زياني، لا يستند إلى أي منطق، لأن ذات الإعلام هو الذي انتقد رابح سعدان لتماديه أيضا في الاعتماد على زياني، فموقف الإعلام المتناقض كاد يصيب ''المحارب'' بالجنون. وإذا اعترفت بذلك واقتنعت بأن للمدرّب حرية اختيار المحاربين، وبأن الحكم عليه سيكون بعد المعركة، فيجب أن يقنعني روراوة بمبرّرات اتخاذه من الجزائر سوى الاسم واللّون، في كلّ مرّة تتيح له الفرصة ذلك. لقد عاد المنتخب إلى داره وأصبح يقيم تربّصاته بمركز سيدي موسى، بعد فترة رحلات بين مراكز التحضيرات في أوروبا، وعاد التفكير إلى تنظيم مباريات ودية في الجزائر دون سواها حتى فوق أرضية ميدان كارثية، ومزج المدرّب الجديد بين المغترب والمحلي لتحقيق التوازن وتمثيل الكرة المحلية في المنتخب. كنّا نظن أن الاتحادية حفظت الدرس واقتنعت بأهمية اقتراب اللاّعبين من بلدهم حتى في أبسط الجزئيات التي تتعلّق بنقطة التنقّل نحو وجهات المنتخب، لكن هذا لم يحدث طالما أنها لم تتحرّج في الإعلان أن مكان التقاء مدرّب وطني بإعلام جزائري من أجل الحديث عن منتخب جزائري، سيكون ''بكل أسف'' في فرنسا.    rafeec2005@yahoo.fr 
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)