في ظاهرة دخيلة على مجتمعنا
جزائريات يحتفلن بطلاقهن!
*يوتوبرز يشجعن على حفلات الطلاق!
يبدو أن الاحتفال بالطلاق بات يزحف إلى مجتمعنا وبعد أن كان في حدود ضيقة صار يُشهّر له عبر الفايسبوك والوسائط الاجتماعية بغية لفت الانتباه ونقل العادة الغريبة إلا أن الظاهرة لا تخلو من الانتقادات لاسيما أنها تعارض أعرافنا وتقاليدنا فالمجتمع الجزائري وضع مكانة خاصة للأسرة ومن شأن تلك الممارسات ان تؤثر عل البناء الأسري وتهدم تماسكه فإن كان الطلاق أبغض الحلال فكيف للبعض أن يحتفلوا بتفكك الرباط المقدس ويكون الأمر أسوأ في حال وجود أبناء كضحايا لإنهاء الرابطة الزوجية.
نسيمة خباجة
الاحتفال عادة وحسب الطبيعة والفطرة يرتبط بمناسبة سعيدة كالزواج والنجاح وغيرها من المناسبات السارة لكته زحف في الفترة الأخيرة إلى تنظيم احتفاليات الطلاق وتفكك الرابطة الزوجية والغريب في الامر انه صارا سلوكا ممارسا في مجتمعنا الذي كان وإلى وقت قريب يرفض المرأة المطلقة رفضا قاطعا وتندب من كان مآلها الطلاق حظها فورقة الطلاق ترادف الدخول في معترك صراع مجتمع لا يرحم لكن في الوقت الحالي صار الطلاق يقترن أحيانا بزغاريد وحفلات ومأدبات غذاء وعشاء ومدعوين وكعكات يدون فيها بالبنط العريض طلاق سعيد وسط مناصرة البعض وحيرة البعض الآخر.
كعكات طلاق وزغاريد!
تختلف الاسباب لكن الهدف واحد وهو ترسيخ احتفالات الطلاق كذكرى تحمل آلاما في باطنها لكن تطبعها مظاهر الفرح والتعافي من الجراح والتحرر من قيود زوج متجبر تذوقت المطلقة مرارة العيش معه لسنوات حسب ما تراه مناصرات الاحتفال بالطلاق بحيث تختلف الدوافع فمن الانتقام إلى مداواة جراح الماضي أو حتى الظهور بمظهر المرأة الحديدية التي لا تنحني ولا تسقط رغم قساوة الظروف.
اقتربنا من البعض لرصد آرائهم حول الظاهرة فتباينت الأراء. تقول السيدة كريمة إنها بالفعل سمعت عن حفلات الطلاق والتي تظهر عبر الستوريات وغيرها بظهور كعكة الطلاق والحفلات الصاخبة وكأنه عرس لكن المتمعن يكشف انها ما هي سوى حفلة طلاق ورأت ان الظاهرة غريبة في مجتمع محافظ فمهما يكن فإن الطلاق يزعزع استقرار أسرة ومن الممكن ان يخلف ابناء كضحايا طلاق وحتى ولو ارتاح الطرفان من انتهاء علاقة استمرارها مستحيل إلا أن الابناء يشكلون نقطة ضعف مما يجلب اليأس والحزن للزوجين معا فلا يليق الاحتفال بالطلاق احتراما لنفسية الأبناء المحطمين من تفكك علاقة أسرية وافتراق أبويهم.
السيدة ريمة قالت إنه بالفعل الظاهرة تزحف إلى الجزائر تقليدا لدول غربية وحتى دول عربية بحيث صارت تقام حفلات الطلاق التي تزينها الحلويات و التورتات التي تحمل مجسم العريس والعروس ولكن العريس يكون متدحرجا إلى اسفل الكعكة ولا يعلو الكعكة مع العروس مثلما اعتدنا عليه في إشارة إلى الطلاق إلى جانب الزغاريد وكأنها حفلة عرس ورات أنها لا تناصر الظاهرة كونها تحمل سلبيات كثيرة وتشجع على الطلاق وهدم الأسر.
يوتوبرز يشجعن على الاحتفال بالطلاق
هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا لم تأت من العدم بل ساهمت فيها العديد من الظروف والمسببات كما حرضت بعض اليوتوبرز على العادة تحت غطاء التحرر من قيود ازواج متسلطين حسبهن وشجعت يوتوبرز معروفة في الجزائر مؤخرا على الاحتفال بالطلاق بعد ان نشرت على نطاق واسع فيديوهات وستوريات احتفالا بطلاقها من زوجها بحيث رغبت ان تبدي لمتابعيها انها لم تتأثر بالطلاق بل زادها قوة للاستمرار واستكمال الشهرة وكشفت انها هي من طلبت الطلاق من زوجها السابق.
فدور المؤثرين من الجنسين معا بارز في انتشار مثل تلك الظواهر التي باتت تزحف إلى مجتمعنا بسبب أفكارهم التي يغرسونها في عقول معجبيهم.
عادة دخيلة تمس بمكانة الأسرة
مهما كانت الظروف والاسباب تتفق الآراء على ان الاحتفال بالطلاق الذي صارت أرقامه مرعبة في الجزائر هو سلوك لا يتقبله العقل لما يحمله من مساس بمكانة الأسرة فالطلاق هو مرادف لتشتت أسرة شئنا ام ابينا ويحمل آثارا نفسيه على كل اطراف العلاقة الاسرية بما فيهم الابناء وحتى الأزواج فكيف لبعضهن ان يحتفلن بالطلاق على خطى افكار غربية تبجل تحرر المرأة ولو كان على حساب استقرار الأسرة ومصلحة الابناء فلا يعقل الاحتفال بالطلاق مهما كانت الاسباب والظروف فعادة الاحتفال ستساهم في توسيع فجوة التشجيع على الطلاق بدعوى الانسلاخ من قيود الزوج والأسرة حسب مناصري الاحتفال بتفكك العلاقة الأسرية وحتى ولو زحفت الظاهرة إلى مجتمعنا نجدها في حدود ضيقة فأعراف المجتمع الجزائري تقدس الرابطة الزوجية وتقيم مكانة هامة للأسرة لتجنب أبغض الحلال.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/01/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com