الجزائر

جزائرهم وجزائرنا؟!



جزائرهم وجزائرنا؟!
كتبت زميلة صحفية على جدارها على الفايس بوك، أن كلا من أرملتي الراحلين الشاذلي بن جديد وهواري بومدين تتواجدان بباريس من أجل العلاج.الخبر كان يكون عاديا، لأن السيدة بومدين تقيم في باريس أكثر من إقامتها في الجزائر، ولا أدري أين تقيم حليمة بوركبة الشاذلي، لكن الأكيد أنه على الأقل أن أحد أبناء الشاذلي يقيم وعائلته بباريس، وذريته رأت النور هناك، ما يعني أنهم مثل الكثير من الجزائريين يكونون استفادوا من ازدواجية الجنسية التي بموجب قانون قدمه والده الرئيس وقتها هدية إلى فرنسا فرانسوا ميتيران.لكن ما هو ليس عاديا، كيف لزوجة بومدين التي من المفروض أنها تحمي ذاكرته وذكراه، وتخرج علينا كل شهر ديسمبر تدافع عن اسم وإرث الرجل، أن تذهب للعلاج هناك، وهي تعرف أن زوجها قاطع هذه البلاد، ورفض العلاج في مستشفياتها، وأقسم ألا تطأ قدماه تراب فرنسا.لا الشاذلي ولا بوتفليقة أعطيا البلد مستشفى يليق بمقام رؤساء الجزائر يعالجون فيه ويتستر أطباؤه على حقيقة ملفاتهم الطبية عوض أن تكون بأيدي المخابرات الفرنسية تستعملها ورقة ضغط ومساومة.ليست حليمة ولا أنيسة وحدهما تعالجان في باريس.. بل كلهم، كل من مر بمنصب مسؤولية في هذه الدولة البائسة لا يقبل بالعلاج في مستشفيات الجزائر، حتى عقيلة رابحي النائبة القادمة من أحد دواوير الجزائر تكبرت على مستشفى مفتاح وعيرت مرضاه دون قصد عندما قالت في أحد البرامج التلفزيونية “أين تريدين أن يعالج الرئيس، في مستشفى مفتاح؟!”.لا يعالجون هناك فقط، بل كل أبنائهم مقيمون بين باريس ولندن والولايات المتحدة الأمريكية، لا يربطهم بالجزائر إلا ما يحول لهم من الريع الذي يبدو أنهم توارثوه أبا عن جد.ولماذا نلوم الرئيس وحده عندما يلجأ للعلاج في المستشفيات الفرنسية، وكلهم فرنسيو الوجدان والهوية؟!الجزائر بالنسبة لهؤلاء هي بنك يمول حاجيات حياتهم وحياة أبنائهم، ومقبرة يعودون إليها لنومتهم الأخيرة لا غير.لهم ولأبنائهم العيادات ومستشفيات خمس نجوم، ولنا مستشفى مفتاح، لهم الأساتذة العالميون، ولنا بلحمر وبلخضر وحمداش، لهم المعاهد والجامعات العالمية والشهادات، ولأبنائنا جامعات يقف على أبوابها بوابون برتبة لجان النهي عن المنكر والأمر بالمعروف، يمنعون الطالبات من الدخول إلى الحرم الجامعي بحجة أن لباسهن غير محتشم. لهم ولبناتهم الشقق الفاخرة المطلة على السين، والقصور في الهايد بارك، ولنا الاصطفاف على أبواب “عدل” علنا نفوز بشقة بعد عشر سنوات؟!يمكنون أبناءهم من اللغات، ويختارون لأبنائنا اللغة العربية، حتى أبناء وأحفاد دجالي جمعية العلماء المسلمين لا يفقهون حرفا في العربية، بل يحملون الشهادات من كبريات الجامعات الأوروبية والأمريكية.وتثور ثائرتهم هناك ويتهمون الوزيرة بشتى أنواع التهم، لأنها لا تتقن الحديث بالعربية، لأنهم لا يريدون لأبنائنا منظومة تربوية تحترم العقل، حتى يبقى أبناؤهم المتفوقين والأذكياء، ليحتلوا المناصب أبا عن جد، ويبقى أبناء عمال النظافة على حد قولة وزير العدل المصري، خارج أطر المناصب المهمة، لأننا نفتقر للهمة؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)