الجزائر

جريمة فرنسا الاستعمارية تجاوزت الأعراف الدولية وحقوق الإنسان



الدراسات الأكاديمية محتشمة بسبب نقص المادة الأرشيفيةالتجارب الفرنسية النووية بصحراء الجزائر، هي جريمة ارتكبت في حق سكان منطقة رقان الذين اتخذته فرنسا كحقل تجارب، من أجل بلوغ مصاف الدول النووية على جثث الجزائريين، وما تزال آثارها المدمرة لحد الآن، لكن للأسف تبقى الأعمال الأكاديمية حول هذا الموضوع محتشمة، نظرا لنقص المادة الأرشيفية التي تسمح للباحث بالتعمق في الدراسة، هذا ما أوضحه أستاذ قسم التاريخ بجامعة الجزائر 02 بوعزة بوضرساية في تصريح ل»الشعب» بمناسبة الذكرى ال58 للتفجيرات النووية.
أبرز الدكتور بوعزة، جريمة فرنسا الاستعمارية التي تجاوزت الأعراف الدولية وحقوق الإنسان المنصوص عليها في المواثيق الدولية، بحيث تحدت الرأي العام العالمي وقامت بتنفيذ مشروعها الجهنمي وهو تفجير القنبلة النووية المسماة اليربوع الأزرق بتاريخ 13 فيفري 1960، بمنطقة الحمودية غير بعيدة عن رقان متخذة سكان المنطقة وبعض المجاهدين الأسرى كحقل تجارب، من أجل تطورها التكنولوجي على حساب الجزائريين، رغم رفض جبهة التحرير الوطني الممثل الشرعي للشعب الجزائري لإجراء التجارب النووية التي هي في الحقيقة تفجيرات.
وأضاف الباحث الجامعي، أن هذه التفجيرات قوتها تعادل حادثة تشرنوبيل وقنبلة هيروشيما، والتي لا تزال آثارها السلبية وتداعياتها على صحة السكان، بحيث خلفت تشوهات خلقية وسممت الأرض وقتلت الحيوان، مشيرا إلى أن فرنسا اعتبرت الصحراء خارج إطار الجزائر وأن لها الحق في إجراء التجارب النووية، وهو طرح خطير قال الأستاذ بوضرساية. واصفا فرنسا بالمجرمة التي عان أجدادنا من سياسيتها القمعية والظلم والتمييز ومحاولة طمس هويتنا إبان فترة الاحتلال، واستمرت المعاناة بعد الاستقلال بجريمة أخرى أكثر وحشية وهي انعكاسات تفجيراتها النووية.
وحسب الأستاذ بوضرساية فإن، التنديد بهذه الجريمة لا يفيد الجزائر في شئ، قائلا:» على الجزائر الاعتماد على قوتها السياسية والعسكرية، وتفرض على فرنسا الاعتراف بجرائمها»، لكنه استطرد بالقول أنه في ظل العولمة والهيمنة الغربية المسألة صعبة إلا إذا كانت لنا الإرادة السياسية لمواجهة فرنسا وإجبارها على الاعتراف بجريمتها مثلما فعلت ليبيا مع ايطاليا، إلى أن بلغ الأمر بتقبيل الرئيس الايطالي برلسكوني يد الرئيس الليبي المرحوم معمر القذافي.
في هذا الشأن، أشار إلى أن العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر أضعفتها كقوة إقليمية، ما جعل فرنسا تسعى للعودة إلى الجزائر عبر البحث عن منفذ اقتصادي وثقافي واجتماعي، للدخول، مضيفا أنه إن توفرت لنا الإرادة السياسية سنصل إلى إرغام فرنسا على الاعتراف أمام الرأي العام العالمي، والتعويض المادي لضحايا هذه التفجيرات التي ما تزال تحصد الكثير من الأرواح ناهيك عن الأمراض المزمنة والمسرطنة.
وفي رده عن سؤال حول الدراسات الجامعية حول التفجيرات النووية، أكد الأستاذ الجامعي أن هناك هيئات علمية ألقت على عاتقها مسؤولية تنظيم ملتقيات حول هذا الموضوع، كما أن أقسام التاريخ عبر جامعات الوطن بدأت تهتم بالموضوع وتنجز أعمال أكاديمية لكشف جرائم فرنسا، والتي حسبه تبقى محتشمة في ظل غياب المادة الأرشيفية التي تسمح للباحث بمواصلة البحث والتعمق.
تطالعون ملفا كاملا عن التفجيرات النووية في عدد الغد


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)