-وعن وحشية الجرائم الفرنسية في حق الجزائريين سجل العديد من المجاهدين والمجاهدات شهاداتهم الحية عن ما تعرضوا له من تعذيب وما عانوه من آلام وجراح عميقة ،لم تندمل رغم مرور السنين والأجيال ومن بين هذه الشهادات نذكر:
1- شهادة علي بن مونة: المدعوا خلال الثورة التحريرية (المذبوح) ولد عام 1922، إلتحق بصفوف جيش التحرير عام 1956 بصفة مسبل، وفي عام 1957 انضم نهائياً لصفوف جيش التحرير الوطـني
وأسره العدو في نفس السنة ونقله إلى مركز التعذيب بـ"المنصورة" ولاية برج بوعريريج،(1) وعن ما تعرّض له من عذاب قال ما يلي:" على إثر إلقاء القبض عليّ شرع جلادو العدو في تعذيبي لمعرفة أسماء المناضلين ومراكز الثورة، ولما دخلت مركز المنصورة نقلت لقاعة التعذيب، وعلى إثر ذلك طلب مني جندي نزع ملابسي ففعلت، وربط خيوط الكهرباء بأجزائي الحساسة، وبلّل جسدي بالماء ثم أوصل التيار الكهربائي، وبعد الصراع مع التيار لعدة مرات حولوني إلى حوض به ماء قذرٍ وصابون، وقبل أن يغطسوا رأسي بالماء صبوا عليّ جام غضبهم ضرباً بالهراوى واللّكمات، ولما لم يتمكنوا من أخذ أي معلومات عن الثورة تركوني مقيدا دون أكلٍ أو شربٍ، وذات ليلة جردوني من ملابسي وحملوني إلى داخل شاحنة، فوجدت خمسة معتقلين في نفس الوضع عراة، وسارت بنا الشاحنة إلى ضفة وادٍ يـبعد عن المركز بحوالي 2 كلم. وطلبوا منّا أن ننـزل وكلما نزل مجاهد قابله جندي بالضرب بمؤخرة البندقية إلى أن يغمى عليه ،ثم أخرجوا سكاكينهم وبدأوا يذبحون المعتقلين واحداً تلوى الآخر، وبسبب الضربات القوية التي تلقيتها فقد أغمي عليّ تماماً، ولما أفقت عند الفجر وجدت ذئباً يتقدم نحونا لأنّنا كنا على مقربة من بعضنا البعض ،ووجدت أنّ الدماء قد غطت جسدي عرفت أنّني مذبوح، ولما أشرقت الشمس حملت نفسي وقصدت منزل مواطن أعرفه بالناحية. فلما اقتربت من صاحب المنـزل رآني وأنا عريان والدماء قد كست جسدي صرخ وفرّ، فناديته فتقدم مني ورمى عليّ بثوبٍ كان يرتديه ، ونقلني إلى منزله فغسلت جسدي وأحضر لي ملابس لبستها واسترحت عنده قليلاً، إلى أن أعاد اتصالي بصفوف جيش التحرير الوطني..
تاريخ الإضافة : 21/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب الصورة : a.mokrani
المصدر : internet