عندما هدّد زعيم كوريا الشمالية كم جونغ أون الولاياتِ المتحدة الأمريكية الصيف الماضي بضربها إذا اقتضى الأمر ذلك خاطبها بالحرف الواحد قائلا : " نحن لسنا عربا نندّد و نشجب ، نحننضرب " تذكرت الجملة و تساءلت هل يكون المسلمون مسلمين كما أراد لهم الإسلام أن يكونوا ؟ يرون الحق حقا و يتّبعونه و الباطل باطلا فيجتنبونه ؟ يذودون عن كرامتهم ، و ينصرون إخوانهم و لو كانوا في مينمار ( و ليس بينها و بين الصين التي نذهب لطلب العلم فيها إلّا بضعة كيلومترات )... الروهنغا يحترقون فقد شواهم البوذيون على جمر حيّ و يقال أنّ رئيسة النواكر حائزة على جائزة نوبل للسلام و جائزة ساخوي و منحها الكونغرس الأمريكي ميدالية ذهبية هي أعلى الرتب في الاستحقاقات الأمريكية نظير كوم العذاب و التعذيب و التنكيل بها في سجون بلادها من قبل المجلس العسكري ، لأنّ يومها كانت تناصر الحركات الديمقراطية و تذود عن حقوق الإنسان أو هكذا كان يبدو للعالم لتزداد شهرتها بعد اغتيال أبيها و تهجير أسرتها من قبل الأنظمة الحاكمة، و لمّا صارت حاكمة لمّحت بأنها لا تستطيع حل المشكل في ظرف وجيز... مع أنّ المسلمين لا يشكلون سوى 4 بالمائة من السكان. عندما يصل حاصلٌ على نوبل إلى سدة الحكم في بلاده و يشغل كرسي القاضي الأول معناه أنّه بلغ أسمى درجات التسامح و طلّق أنانيته المجبول عليها البشرُ، و لنا في مونديلا أكبر مثل في عصرنا الحديث ، في حين نلاحظ أن التنكيل المبرمج و الممنهج في مينمار تقوده السلطة ( و لا أقول الدولة فحسب) و الشرطة تحت إمرة السيّدة الأولى خريجة معاهد حقوق الانسان في كبريات الجامعات و بالتالي الاستنتاج يقول أن الأمر يتعلق بإرهاب دولة، دولة إرهابية تضاف إلى الكيان الصهيوني و الضحية ، الوجه الثاني للعملة (المسلمون) . تنكيل وقتل و اغتصاب و حرق وإغراق ودفن ورمي البوذيين للمسلمين إنّما يذكّرنا بمحاكم التفتيش في اسبانيا ازابيلّا قديماً. أمريكا وجهت أول أمس طلبا ( و هو في الحقيقة أمر) للجمعية العامة الأممية لتسليط أكبر العقوبات على كوريا الشمالية و عدم استيراد منتجاتها و تجميد أصول زعيمها في بنوك العالم و تهجير الكوريين الشماليين إلى بلادهم فقط لأنّ الأمر يعني مصالحها و لأنّ تقتيل المسلمين جزء من مصالحها فلأبأس أن تغضّ الطرف عن جرائم البوذيين .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/09/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فاطمة شمنتل
المصدر : www.eldjoumhouria.dz