يعيش الجزائريون مطلع أول يوم من فصل الخريف على وقع هواجس قوية و مخاوف من الفيضانات و السيول الجارفة ،خصوصا و أن الكوارث الأخيرة بكل من قسنطينة و باتنة و عنابة و تبسة،خلفت خلفت قتلى وجرحى وسط المواطنين، إضافة إلى خسائر مادية جسيمة، في ظل هشاشة البنية التحتية في العديد من المدن و القرى و عدم احترام البنايات لمعايير السلامة . و في السياق حذّرت نشرية خاصة لمصالح الأرصاد الجوية من استمرار تساقط الأمطار الرعدية على الولايات الشرقية. وحسب بيان ذات المصالح، فإن الولايات المعنية هي:عنابة، الطارف، باتنة، أم البواقي، خنشلة وتبسة. هذا وشهدت الولايات الشرقية خلال 48 ساعة الأخيرة تساقط كمية معتبرة من الأمطار. ما أحدث فيضانات في بعض الولايات على غرار ولايتي قسنطينة وأم البواقي. و قدّرت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، حجم الخسائر المادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية التي سجلت منذ مطلع العام الجاري، وبخاصة الفيضانات بنحو 25 مليار دينار أي ما يعادل ( 2500 مليار سنتيم). وكشف المندوب الوطني للمخاطر الكبرى لدى وزارة الداخلية الطاهر مليزي، أنه وإلى غاية 19 سبتمبر الجاري كلفت الكوارث الطبيعية وبشكل أخص الفيضانات التي تعرضت لها عديد المناطق عبر الوطن (18 ولاية) خزينة الدولة مبلغًا ماليًا قدره 25 مليار د.ج، وفقا لما نقلته وكالة الانباء الجزائرية على هامش اجتماع خصص لكارثة قسنطينة. وأوفد وزير الداخلية نور الدين بدوي، الخميس، الطاهر مليزي، إلى ولاية قسنطينة على رأس لجنة وزارية مشتركة بالتنسيق مع القطاعات المعنية للوقوف على مدى الأضرار التي خلفتها الاضطرابات الجوية الأخيرة التي شهدتها بلدية حامة بوزيان بولاية قسنطينة. وأعلنت اللجنة الوزارية المشتركة أنه "بعد المعاينة الميدانية للأضرار وأسبابها، تقرر اتخاذ جملة من الإجراءات الاستعجالية أهمها، فتح معبر المياه وتكليف مدير الري بتنقية وادي زياد وإزالة الأتربة والقاذورات، إنجاز حواف الطرقات وتكليف مدير الأشغال العمومية بتحضير البطاقة التقنية بشكل استعجالي، بالإضافة إلى تكليف محافظ الغابات بمباشرة عملية تشجير بمنطقة الانزلاق بمرتفعات الكانتولي وتطهير الغابة المتواجدة بالمنطقة. و قد شهدت عدة ولايات جزائرية في الآونة الأخيرة، تساقط أمطار طوفانية خلفت قتلى وجرحى وسط المواطنين، إضافة إلى خسائر مادية جسيمة، في وقت حمّل ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي، المسؤولية الكاملة للسلطات المحلية ولبنية بعض المشاريع التي أنجزت خلال السنوات الأخيرة دون إحترامها لمعايير السلامة. وشنّ الخبراء والمهندسون في الميدان العمراني، هجوما حادا على الوزارات المعنية على خلفية افتقادها لسياسة وطنية شاملة لمواجهة التحديات والكوارث الكبرى كالزلازل والفيضانات على مستوى ولايات الوطن، كما هو معمول به في بقية دول العالم. بالمقابل شرعت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية في التحضير لتنظيم ملتقى وطني حول تسيير المخاطر الكبرى، شهر أكتوبر القادم، يتمحور حول عديد المواضيع من بينها تقنين آليات الوقاية وتحسيس مختلف الأطراف المعنية (مؤسسات، صحافة، مواطنين ومهنيي تكنولوجيات الإعلام والاتصال). اما الهلال الأحمر الجزائري فقد شرع في التحرك على مستوى الولايات التي شهدت فيضانات في الأيام الأخيرة لجمع المساعدات والتبرعات وإعانة العائلات المنكوبة. وأوضحت رئيسته سعيدة بن حبيلس في تصريح صحفي امس أن الهلال الأحمر الجزائري ليس لديه الإمكانيات لإصلاح الأضرار التي سببتها السيول والفيضانات في كل من ولاية تبسة وقسنطينة، غير أن الجمعيات المنضوية تحت لواء الهلال تقوم بمتابعة ما حدث في الولايات المعنية وتعمل على جمع التبرعات والتحسيس بأهمية التكافل الإجتماعي في مثل هذه الكوارث.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/09/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إ ض
المصدر : www.alseyassi.com