تمكِّن الدراسة الموضوعاتية من الكشف عن الجوانب الخفية للنص الأدبيّ، بما يمهد للوقوف عند الرؤى الكامنة فيه، والتشكيلات الدالة فيه، من حيث بناؤه، وهندسة وحداته، ومن ثَـمَّ سرُّ فرادته ومتعته.
يختلف مصطلح "الموضوعاتية" عن مصطلحَي "الغرض" و"الموضوع"؛ ويوضح "تروسون" طبيعة العلاقة بين الغرض والموضوع، من خلال علاقتهما بالنص الأدبي فيقول: "الغرض عنصر غير أدبيّ، ولكنه يُعد مادة للأدب، أما بالنسبة إلى الموضوع، فإنه هو الذي يجسد الغرض ويميّزه، فتتحقق له بذلك أدبيته. و الموضوع لا يكون له وجود من دون غرض، ولا يكشف عنه إلا من خلال الأثر الفني" ، لأن الغرض قد يكون واحدا، يشمل مجموعة من الآثار الأدبية مثلا، كالمدح، أو الهجاء، أو الدعوة إلى الثورة، غير أنَّ كلَّ أثر أدبيّ له موضوع خاص به، مرد ذلك إلى الطريقة التي تم بها تناول الموضوع، والجوانب التي تمَّ التركيز عليها، وإلى الكيفية التي تمَّ من خلالها توظيف الغرض وتجسيده.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/01/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عبد الحميد شكيل
المصدر : تاريخ العلوم Volume 2, Numéro 3, Pages 85-99