الجزائر

جبهة التحرير الوطني ... الصراعات ومرحلة ما بعد بوتفليقة



جبهة التحرير الوطني ... الصراعات ومرحلة ما بعد بوتفليقة

تقييم مرحلة ما بين المؤتمرين الثامن الجامع والتاسع أو بالتحديد' جبهة التحرير الوطني... الصراعات ومرحلة ما بعد بو تقليقة '.


الى متصفحي الموقع الرسمي للأفلان '' ركن الكلمة للمناضل '' وبالتحديد ما بتعلق بالمؤتمر التاسع تحية نضالية وبعد :

لنبتعد قليلا عن لغة التراشق والمهاترات عديمة الفائدة ولنستغل جيدا هذا المنبر أو بالتحديد ركن الكلمة للمناضل لتقديم المساهمات والنقاشات البناءة من أجل استشراف المستقبل بانعقاد المؤتمر التاسع وأيضا تقييم حصيلة الأداء السياسي للهياكل والهيئات القاعدية ومدى تطابقه مع البرنامج السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني واللوائح التنظيمية والاقتصادية والاجتماعية التي صادق عليها المؤتمر الثامن الجامع والذي لم يكن جامعا في اعتقادي بقدر ما سعى الى تعمبق و تكريس مفاهيم التفرقة والشقاق والاقصاء والتهميش للغير بحكم الاختلاف في القناعات و الرأ ى والتصورات المستقبلية لبناء الحزب و هياكل وهيئات قوية تستجيب للانشغالات والتطلعات المشروعة للقاعدة النضالية وقد أمتدت آثار هذه المفاهيم الى يومنا وسينعقد المؤتمر التاسع المقبل في جو مشحون ومتأثر بنتائجها السلبية وفي جو تتجاذب فيه مصالح جناحين أو فريقين متصارعين على التموقع والتمركز الجيد في انتظار مرحلة ما بعد بوتفليقة.

من خلال الوضع العام الذي ساد هياكل وهيئات حزب جبهة التحرير الوطني القاعدية ( محافظات وقسمات ) والتي أنشأت في خضم صراع فكري سيمتد الى عقود من الزمن زج فيه حزب جبهة التحرير الوطني بهدف القضاء عليه ووضعه في المتحف ، وفي تعليقي الأول'' المستهدف للصراع الفكري القائم بين فريقين ولدوا من رحم واحد وكل واحد منهما يريد أن يسجل في شباك الآخر نتيجة مريحة وعريضة من الأهداف لبلوغ النهاية و أيضا استغلال هياكل الحزب كمقرات اجتماعية لمؤسسات تمتهن تجارة البزنسة والابتزاز السياسي بمناصب المسؤوليات '' أشرت الى ذلك من باب التأكيد على ضرورة السعي الى التصالح ولم الشمل ورأب الصدع وفتح نقاش جدي وهادف لتقريب الأفكار والتصورات وتوضيح المفاهيم بما يعود بالفائدة والنجاح على جبهة التحرير الوطني التي ستكون من دون شك الصخرة التي ستتحطم عليها كل المحاولات المستهدفة لوجودها كتنظيم سياسي جماهيري يقود البلاد الى بر الآمان.

الطرح الأول : يجسد الطرح الأول للفكر االذي استعجل نوعا ما تحقيق الهدف في ظل التوازنات القائمة وقتها والقاضي باستعادة حزب جبهة التحرير الوطني لمكانه الطبيعي ودوره الريادي بمعنى الكلمة و تخليصه من عقلية التبعية المفرطة للنظام وذلك من خلال التحرر الكلي من طغيان الادارة والنظام وجباروته بالاستخدام الأمثل والحقيقي لأرمادة هياكله وهيئاته وجيوش مناضليه في تحقيق أهدافه الأساسية وعلى رأسها الوصول الى السلطة بمرشح للرئاسيات يخرج من صلب قواعده النضالية وبالتالي سيكون مسؤولا عن تنفيذ برنامجه الانتخابي (السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي) الذي ينال التزكية الشعبية و ينطبق هذا الطرح على ما هو مشاع بتسميته بالمعسكر أو الجناح البنفليسي .

الطرح الثاني : أما الطرح الثاني فهو يجسد فكر الوصول الهادىْ الى السلطة ولو على حساب تمييع وتقزيم دور حزب جبهة التحرير الوطني كتشكيلة سياسية حاكمة من دون تاج باستغلال التمركز والتموقع الاستراتيجي خلف البرنامج السياسي لمنقذ الجزائر الذي حقق ترشحه في 1999 اجماعا وطنيا وكان بحق قائد المرحلة الحرجة التي مرت بها البلاد وكادت الدولة الجزائرية برمتها أن تصاب في كيانها لولا الحكمة والحنكة السياسية والحكم الراشد الذي طبع فترة حكم فخامة الرئيس عبدالعزبز بوتفليقة وهذا الفكر يجسده المعسكر التصحيحي بقيادة الأمين العام الحالي عبدالعزيز بلخادم ، الذي يساير الوضع الى ما بعد مرحلة بوتفليقة.

من هذا المنضور وعلى أساس هذا الفكر المتناقض في بعض جزئياته فقط أختتمت أشغال المؤتمر الثامن الجامع وقد انعكست آثار هذه الاشكالية الفكرية على القواعد الحزبية وتجسدت اثناء عملية اعادة هيكلة الحزب التي جرت في سنة 2005 وقد أفرزت هذه العملية جملة من التناقضات ساهمت الى حد كبير في انشاء ما أفضل أن أطلق عليه حاليا تسمية بالمؤسسات الاقتصادية ذات الطابع السياسي التي تجسدها هياكل الحزب ابتداء من القسمة والمحاقظة والجهاز المركزي التي تقتصر تركيبتها البشرية من المنخرطين لعائلات معينة وفئات اجتماعية تخضع للولاءات وهي مختصة في الاتجار والبزنسة بمناصب المسؤولية وتتخذ من المحطات الانتخابية الخاصة بانتخاب أوتجديد أعضاء غرفتي البرلمان .والمجالس البلدية والولائية مواسم مربحة في جمع الغلل وحصد النتائج الوافرة من المال السياسي.

وعلى ضوء هذه الاستنتاجات اسمحولي أن أطرح الاسئلة الموالية :

بماذا نحكم على هياكل وهيئات داست على أحكام القانون الأساسي والنظام الداخلي ولم تسهر على تطبيقه ؟ وعندما ندوس على القانون الذي هو بمثابة القاسم المشترك بيننا كمناضلين يعني أننا نتبنى تلقائيا منطق العمل بالفوضى العارمة وبهذا السلوك سيوصلنا حتما الى الطريق المجهول ؟ ولماذا نوهم أنفسنا بوجود هياكل وهيئات وهي في الواقع خالية من النشاط وعديمة الروح في ممارسة المهام الموكلة اليها وننتظر منها تحقيق النتائج ؟ وكعينة بسيطة على ذلك وأعتقد أنها حالة موجودة بمعظم المحافظات عبر الوطن لم تعقد محافظة الشلف أي من جمعياتها العامة النظامية المحددة منذ انتخابها في نوفمبر 2006 الى غاية انعقاد شبه جمعية عامة مؤخرا (انعدام توفر شرط النصاب القانوني 50+1) وبالتحديد في فيفري 2010 لاثراء مشاريع اللوائح المتعلقة بالتحضير للمؤتمر التاسع وقد اعتمدت تقارير ومحاضر وهمية لجمعيات القسمات وزكتها وأتحدى أي كان الجزم بغير ذلك.

أما عن حالة قسماتها فحدث ولا حرج، فمن أمناء القسمات من يضع مقرها بمحفظته أو صندوق سيارته أو جزمته عذزا أو مسكنه العائلي ويدفع مسبقا ثمن البطاقات ويحتجزها ببيته ويسلمها لمن يشاء و يقصي من يشاء ، ويحدد تعداد المنخرطين الذين يشكلون أعضاء الجمعية العامة للقسمة حسب هواه ويخيطها حسب مقاسه ، ولا يلتقي بمناضليه ولا يتواصل معهم الا بالمناسبات الانتخابية التي تحصر في كل خمس سنوات ، لا جمعيات عامة ولا حتى اجتماعات مكاتب القسمات تعقد دوريا وفق ما هو محدد بالنصوص الأساسية للحزب.

اذا لماذا نصرف الأموال الطائلة ونعقد المؤتمرات ونصادق على اللوائح والقوانين ثم نضعها جانبا ولا نعمل بها ؟ وبالمناسبة استحضر وقائع ثابتة يجسدها أمين محافظة الشلف وأمين قسمة الزبوجة وهي قسمتي المهيكل بها ومسؤوليتي الحالية تتمثل في عضو مكتب القسمة مكلف بالنشاط الاجتماعي والمحيط الجواري. ويتعلق الأمر بموضوع الجمع في عضوية هيئتين تنفيذيتين المخالفة للمواد 12 الفقرة 10 و78 من القانون الأساسي والمواد 12 الفقرة 5 من النظام الداخلي والتي بقيت قائمة منذ انتخاب مكتب المحافظة في نوفمبر 2006 الى بومنا لحاجة في نفس يعقوب أو ربما خوفا من انقلاب الأوضاع السابقة المكتسبة في غير صالحهما.

وأشهد على هذا من موقعي المدرك جيدا لأوضاع الأفلان بالشلف وحقائقها وبالمناسبة أسر لمتصفحي الموقع بأمر في غاية من الغرابة والذهول ويتعلق بأمين المحافظة وقد أطلقت عليه مؤخرا اسم المحافظ ''كوجيا'' نسبة الى الحكم الذي ادار لقاء النصف النهائي في كرة القدم برسم نهائيات كأس أمم افريقيا بأنغولا بين الجزائر ومصر لأنه تجاهل مطلبنا وحقنا الطبيعي بحل الاشكال القانوني القائم و تعامل معنا كأعضاء مكتب قسمة بالحيل المقننة و بالخطوط ولانذارات الحمراء لسبب واحد فقط وهو أنه يتخذ من غرور وحلم أمين القسمة الأستاذ الجامعي والمقاول في نفس الوقت الممزوجين بالأوهام وسيلة للكسب الحلال ومحفظة للفلوس التي تدر عليه خيرا ونعمة ولأنه يجسد فعلا طينة أمثاله من ضعاف الشخصية وعدم التمالك النفسي والسلوك المتأثر جدا أمام بريق المال السياسي ولأن بالمقابل يجسد اللاعب في رواق الغرور السياسي والدائرة المغلقة الأستاذ 'حليش ' المثل الشعبي المشهور القائل '' فلوس الطماع من زهر الكذاب ''.

وعلى ضوء مثل هذا النوع من الوقائع المخزية كيف يمكن لنا التباهي بحزب سياسي قوي يطمح الى لعب الأدوار الأولى و الأساسية المتصلة بالتنمية الشاملة ويتطوير المجتمع الجزائري على جميع الأصعدة والمستويات.

ولماذا لا نتحلى بالشجاعة الكافية ونتقبل نتائج الانتكاسات المتتالية المسجلة في المحطات السياسية الماضية ( الانتخابات الخاصة بالمجلس الشعبي الوطني و بالمجالس الشعبية البلدية والولائية في ماي و نوفمبر2007 ) وآخرها محطة التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة التي جرت في 29/12/2009 وسجلت فيها جبهة التحرير الوطني تراجعا كبيرا ( بخسارتها لأكثر من ستة مقاعد وطنيا وبولايات محسوبة على الأفلان )

وهنا أتوفف قليلا وأفتح قوسا لأعلق على الحدث الذي صنتعه جبهة التحرير وأفتكت بموجبه مقعد السينا ( '' الفضل في الأساس يعود الى الله عز وجل أولا ثم الى عزيمة مجموعة من المناضلين والمنتخبين المخلصين والأوفياء الذين تكاملت وتكاتفت وتظافرت جهودهم وتوحدت تصوراتهم من أجل تحقيق هدف واحد ووفقوا في تنفيذ استراتيجية خطة خارطة الطريق التي رسم تفاصيل نجاحها بدقة القيادي الشجاع والمهندس الخبير الكميائي يوسف ناحت المتمكن في فن الحوار ولغة نزع الألغام من حقل المنتخبين الأفلانيين والتوغل الايجابي في صف المنافس الشيء الذي مكن جبهة التحرير الوطني في ولاية الشلف ولأول مرة أن تفخر فعلا أنها حققت انتصارا باهرا لم يكن بالسهل تحقيقه في وقت مضى بوجود عصابة مافيا '' ألكبون ورفقائه '') أقفل القوس وأعود للموضوع لأكمل

نتيجة التجاذب والصراع المصلحي الذي يطبع سلوك النخبة السياسية التي تتخذ من موقعها القيادي المتقدم في مراكز المسؤولية وتسعى للحفاظ على هذا المكسب ودوامه على أن تنجح في توريثه ولا تسمح لغيرها بفرصة التداول على المسؤوليات وتكامل المهام الشيْ الذي أفقد جبهة التحرير الوطني الثقة و ساعد على النفور وفقدان نسبة كبيرة من شعبيتها لدى جيل الشباب في غياب الدور الأساسي لهياكل الحزب التكفل بالجانب التوعوي والتحسيسي عن طريق التواصل بندوات وملتقيات التكوين والاعلام السياسي المساعدة على ترسيخ القيم النضالية لديه حيث أصبح لا يؤمن ببرامج الأحزاب السياسية ومن بينها حزب جبهة التحرير الوطني هذه الأحزاب التي أقتنعت ورذخت لمنطق تغيب وتمييع وتقزيم دورها في ممارسة اللعبة الديمقراطية على الساحة السياسية الوطنية كما يجب وأصبحت بمثابة أجهزة تابعة للنظام القائم أو بالتحديد لعب من الدمى وعرائس القراقوز ( مهرجانها تشتهر به ولاية الشلف) أولعب الشطرنج التي تحركها السلطة كلما أقتضت الضرورة ذلك وخير دليل على ذلك جهاز التحالف الرئاسي المشكل من جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم.

اذا لماذا لا نتقبل خسارة مواقع وتقديمها في طبق من ذهب لخصومنا السياسيين ولماذا لا نعترف بأخطائنا وتعنتنا ؟ ونحاول بشجاعة وعزم وثبات البحث عن وصفة علاج حقيقية لمختلف الأمراض التي تنخر جسم جبهة التحرير الوطني وعلى رأسها سرطان الفكر المتصارع والقناعات والتصورات المتضاربة لأعضائه وأعتقد أن مثل هذه المعاينات والحالات الجوهرية المكتشفة يجب أن يبحث فيها المؤتمرون اثناء المؤتمرات الجهوية المقبلين على انعقادها ابتداء من يوم الغد 10 مارس 2010 ويرفعونها كانشغال عام للمؤتمر الوطني التاسع المرتقب انعقاد جلساته أيام 19،20،21،22 مارس 2010 الجاري مع تبني استراتيجية جديدة ومحكمة لبناء الحزب تمكنه من الصمود في وجه المنافسة السياسية لمرحلة ما بعد بوتفليقة التي أتصورها وأصفها '' بالشرسة '' وأن تسعى القيادة السياسية المقبلة الى تخصيص حيزا كبيرا من النقاش السليم والهادف لهذا الموضوع الهام مستقبلا وبالتحديد خلال انعقاد دورات الجامعة الصيفية لجبهة التحريرالوطني.

ووصفة العلاج التي أقترحها من موقعي كمناضل بسيط عايش تجارب نضالية متعددة أمتدت لعقود من الزمن أي من التجربة الاحادية الى التعددية السياسية فهي تتلخص في قائمة الأدوية المحددة بالوصفة كالتالي : - الدواء الأول في الوصفة يتمثل في شروط الانضمام الى الحزب وهي الشروط التي يعتمدها كل تنظيم لبناء أسسه التنظيمية التي تمكنه من توفير الحصانة والحماية لنفسه والصمود في وجه جميع الهزات المحدقة به ، ويحب في هذا الاطار : - عند دراسة وانتفاء طلبات الانخراط و الانضمام الى صفوف الحزب يجب على القسمات التعامل معها بمنطق التشديد على توفر شرطي القناعة بالبرنامج السياسي والالتزام بالنصوص الأساسية والانضباط الحزبي عند الراغب في الانخرط وقبوله بقواعد ممارسة العمل السياسي و بالالتزام بالحقوق والواجبات وشروط الترشيح والترشح للمسؤوليات على جميع المستويا ت. – الدواء الثاني في الوصفة هو تطهير صفوف المناضلين من الانتهازيين والمتسللين والمتسربين من وكر التجوال السياسي وبقناعات ألوان سياسية مختلفة ( بالرجوع الى معالجة التعداد المشكل للتركيبة البشرية الحالية للقسمات الذي جاءت به عملية اعادة الهيكلة في 2005 ) وهي مهمة حساسة يجب أن تعهد للجان تتشكل من مناضلين مخلصين ونزهاء يتمتعون بتجربة وخبرة كافية ومعرفة جيدة للميولات السياسية لهذه الفئة من المنخرطين ومنحها خيار الابتعاد التلقائي أو أقصائها وشطبها بعد اثبات الدليل من خلال اخضاعها لتطبيق القواعد الانضباطية اللازمة المحددة بالنصوص الأساسية للحزب ومن خلال تفعيل دور ونشاط لجان الانضباط

- الدواء الثالث أراه أخيرا في الوصفة وذو مفعول قوي للشفاء هو الوصول الى قناعة تجعل من المناضل أو القيادي أو المسؤول في مراكز متقدمة من المسؤوليات في السلطة أن يخلد الى الاقرار بمنطق التداول على مناصب المسؤولية والتكامل في المهام لخدمة الوطن والكف أو العزوف عن صفات الجشع والطمع والجمع في عضوية مسؤوليات والسعي الجاد الى دوام نعمها ولم لا توريثها .

مساهمة المناضل عضو مكتب قسمة الزبوجة المكلف بالنشاط الاجتماعي والمحيط الجواري ... فاضل مرزي
المنشورة بصفحات الموقع الرسمي للأفلان '' صفحة الكلمة للمناضل " في الفترة ما بين 8 و 18 مارس 2010 م


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)