الجزائر

جامعيون يدعون إلى اعتماد العربية الفصحى كلغة جامعة في العالم العربي و بعض البلدان الإفريقية



تطرق المتدخلون في ثاني أيام الندوة الدولية حول "التعدد اللساني و اللغة الجامعة" اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، بإسهاب إلى ظاهرة التنوع اللغوي داعين إلى اعتماد العربية الفصحى كلغة جامعة في البلدان العربية و بعض البلدان الإفريقية. وأوضح محمد تحريشي أستاذ بجامعة بشار في هذا الشأن أن "التعدد اللغوي أمر إيجابي إذا اقترن بالفرد أما إذا كان على مستوى المجتمع فيصبح أمرا سلبيا" داعيا في الوقت ذاته إلى استعمال لغة جامعة تحقق التواصل بين أفراد المجتمع. وطالب تحريشي بالاعتراف باللغة العربية كلغة جامعة مع الاعتراف بمختلف اللهجات مشيرا إلى وجود "تلوث لغوي" بالجزائر إذ يوجد بها من يتلكم بلغة و يكتب بلغة و يفكر بلغة ثالثة. واعتبر تحريشي أن اللغات الأجنبية لا تطرح كبديل للغة الجامعة مبرزا أن تلك اللغات يمكن توظيفها كمعارف إضافية. و ضرب المتدخل المثل بالاتحاد الأوروبي الذي قال عنه انه يسعى إلى توحيد لغته مضيفا أن هنالك من يفكر بالعودة إلى اللغة اللاتينية. وأشار المتحدث إلى انه يمكن استعمال سياسة التعدد اللساني في الترويج التجاري لافتا أن العديد من الدول المتقدمة تعتمد تلك السياسة سيما في المعاملات التجارية و الاقتصادية و السياحية. و من جانبه يرى علي يعقوب أستاذ بالجامعة الإسلامية بالنيجر أن "إنهاء الصراعات في غرب إفريقيا يتأتى بتوحيد اللغات" مقترحا اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية كونها "الأقرب للبلدان الإفريقية المسلمة".وأضاف يعقوب في ورقته المعنونة بمعضلة التعددية اللسانية في غرب إفريقيا المشاكل و الحلول أن العودة إلى اللغة العربية يحل الكثير من المشاكل مردفا أنه "لا ضير من استعمال الفرنسية والانجليزية لكن فقط في مجالات البحث العلمي".و أما محمد ثناء الله الندوي أستاذ بجامعة على كره بالهند فدعا إلى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على "الفوضى التي تفرزها ظاهرة التعددية اللغوية التي قال عنها أنها واقع معيش في الوطن العربي و في بلاد المسلمين". و في المقابل ذهب يوسف مقران أستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة إلى أن الجزائر بموجب موقعها في منطقة المتوسط يجب أن تستسلم لظاهرة التعدد اللغوي. أما عمارية حاكم فاعتبرت التعددية اللسانية ظاهرة اجتماعية وليست معضلة لغوية مفسرة التغير اللغوي المستمر بتطور المجتمعات و حركيتها. وضربت السيدة أمينة بوكيل أستاذة بجامعة قسنطينة في ورقتها مثالا عن التعايش السلمي الذي تعرفه اسبانيا في مجال التعدد اللغوي حيث تعتبر الاسبانية اللغة الرسمية في حين تعد اللغات الأخرى ثانوية تستعمل في نطاق إقليمي محدود. و كانت الندوة الدولية حول التعدد اللساني و اللغة الجامعة المنظمة من طرف المجلس الأعلى للغة العربية قد انطلقت أشغالها أمس الثلاثاء بمشاركة تسعة بلدان إلى جانب 24 جامعة جزائرية و تستمر هذه الندوة إلى يوم غد الخميس.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)