الجزائر

جامعيات‮ ‬يحوِّلن‮ ‬الأماكن‮ ‬العمومية‮ ‬إلى‮ ‬أسواق‮ ‬يروّجن‮ ‬مواد‮ ‬التجميل‮ ‬وأغراضاً‮ ‬أخرى



جامعيات‮ ‬يحوِّلن‮ ‬الأماكن‮ ‬العمومية‮ ‬إلى‮ ‬أسواق‮ ‬يروّجن‮ ‬مواد‮ ‬التجميل‮ ‬وأغراضاً‮ ‬أخرى
أضحت قاعات الانتظار عند الأطباء وفي مراكز البريد وحتى في محطات الحافلات قبلة للكثير من الفتيات، وبالأخص الطالبات الجامعيات الباحثات عن مصدر رزق جديد لهن يساعدهن في تلبية مصاريف وأعباء الدراسة الثقيلة، وكي يخففن الحمل أيضا على أهاليهن فتراهن يتحينّ الفرص المناسبة مستغلات تواجدهن في الأماكن العمومية المزدحمة بالسيدات لعرض منتجاتهن والتي تكون في الغالب عبارة عن مواد تجميلية لإحدى الشركات الأجنبية أو بعض الأغراض المنزلية وأدوات الزينة مما تجود به أناملهن أو تحرص على صنعه إحدى السيدات المقربة منهن.تجد الكثير من الطالبات الجامعيات في ممارستهن لعمل مندوبة تجارية بطريقة قانونية عند إحدى الشركات أو بطرق عشوائية عند أقاربهن ومعارفهن فرصة في إثبات وجودهن وتحقيق استقلالهن المادي، لمجابهة المصاريف الضخمة التي تتطلبها الدراسة في الجامعة كالكتب الدراسية، والبحوث العلمية وهي في الغالب باهظة الثمن ويجب أن تخصص لها ميزانية معتبرة، زيادة على العناية بالمظهر الخارجي من لباس وزينة. وحتى لا يكن أقل شأنا من زميلاتهن، فقد ولجن عالم "الطراباندو" والربح السريع.
"ت. ه"، 21 سنة، طالبة في السنة ثانية بكلية الحقوق ببن عكنون، صادفناها في مركز بريد حسين داي وبحوزتها فهرس أي "كاتالوغ" لبيع مواد التجميل لإحدى الشركات السويدية والمتواجد مقرها غرب العاصمة، فعرضت علينا مشاهدة بعض المنتجات من "الكاتالوغ" والذي تبرز فيه صورة كبيرة عن المنتج ونوعيته، استعمالاته ثم المواد التي تدخل في تركيبته، زيادة عن سعره. وما علينا سوى اختيار ما نرغب في شرائه وستتصل بنا عندما يكون المنتَج جاهزا، ومن خلال الحديث معها أخبرتنا بأنها تعمل رفقة المئات من الطالبات الجامعيات من مختلف التخصصات والسنوات في هذه الشركة، فقد استطاعت أن تجمع مبالغ مالية معتبرة فقط من خلال ترددها على الأماكن العمومية التي تعرف ازدحاما شديدا كمحطات الحافلات ومراكز البريد، مستطردة أن العمل يبقى أفضل بالنسبة إليها من التسكع في الجامعة أو إهدار الوقت في المكوث بالبيت دون هدف طالما‮ ‬أنها‮ ‬تدرس‮ ‬لساعتين‮ ‬أو‮ ‬ثلاث‮ ‬كل‮ ‬يوم‮ ‬وبقية‮ ‬الوقت‮ ‬تستغله‮ ‬في‮ ‬العمل‮. ‬
ولأن قاعات الانتظار هي الوجهة المفضلة للطالبات اللواتي يحترفن التجارة وذلك للإقبال الكبير للسيدات والنشاط والحركة الدائمة داخلها، يحدث أن تصادف أثناء انتظارك لدورك في إحدى العيادات الاستشفائية العمومية أو داخل عيادات الأطباء الخاصة شرق العاصمة فتاة شابة تحاول إقناعك ببضاعة غالبا ما تكون أدوات لتزيين غرف النوم والاستقبال، لكونها تُباع من خلال الصور حيث تعرض عليك الفتاة والتي تعمل لصالح محل زينة كائن مقره بوسط العاصمة صوراً لبعض الأغراض وأسعارها، وعليك تحديد الغرض الذي تغرب في اقتنائه والتواصل معها. ومن بين العاملات في هذا المحل "نور" طالبة في قسم المالية بجامعة دالي إبراهيم، والتي ترى أن ممارستها للتجارة ساعدتها في اكتساب الخبرة الميدانية الضرورية بالنسبة إليها، وقد اتفقت مع أحد المحلات المعروفة باستيراد وبيع مواد الزينة على العمل كمندوبة تجارية وعرض منتجاتها للبيع باستعمال الصور ولديها نسبة محددة من الأرباح عن كل غرض تبيعه، مضيفة أن التواجد في الأماكن العمومية والبيع بهذه الطريقة يجنبها الطرق على أبواب الناس وإزعاجهم وهي تحمل بضاعة ثقيلة فأحيانا تُقابل بوابل من الشتائم وأحيانا أخرى يضايقونها بالمعاكسات، فهذه الطريقة‮ ‬هي‮ ‬الأمن‮ ‬والأسلم‮ ‬بالنسبة‮ ‬إليها‮. ‬
وقد شجع الإقبال الكبير للنساء وهوسهن بشراء كل ما تقع عليه أعينهن على توسيع الطالبات الجامعيات لنشاطهن، ليمتد فيشمل الحمامات وصالونات الحلاقة فهي الوجهة المفضلة عند العديد من الطالبات الجامعيات اللواتي يبعن فيها بعض الأشغال المنزلية التي تصنعها إحدى قريباتهن كالأم أو الأخت فيستظهرن أكمام فساتين الأعراس أو فوط الحمامات، أفرشة أسِرَّة وحتى بعض التركيبات من الكريمات والشمع الطبيعية المصنوعة من الأعشاب في المنزل، وكل ذلك في سبيل تحصيل سوق جديدة لمنتجاتهم وحتى تذاع شهرتهم وتنتشر أرقامهن الهاتفية وتتضاعف الحجوزات والطلبيات‮ ‬لديهن،‮ ‬وكانت‮ ‬جل‮ ‬الطالبات‮ ‬الجامعيات‮ ‬اللواتي‮ ‬تحدثنا‮ ‬إليهن‮ ‬قد‮ ‬أكدن‮ ‬أن‮ ‬نظرة‮ ‬المجتمع‮ ‬للمرأة‮ ‬البائعة‮ ‬قد‮ ‬تغيرت‮ ‬تماما‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬شجعهن‮ ‬على‮ ‬اقتحام‮ ‬هذا‮ ‬المجال‮. ‬


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)