الجزائر

جامعيات وسيدات أعمال بعنابة يدمن الشيشة



جامعيات وسيدات أعمال بعنابة يدمن الشيشة
تعرف المقاهي الشعبية والنوادي المفتوحة على البحر بمدينة عنابة، خلال حلول موسم الاصطياف، إقبالا واسعا، خاصة من طرف النساء والجامعيات وسيدات الأعمال، كون هذه الفضاءات توفر لهن جلسة حميمية مع الشيشة، أو كما يسميها التوانسة الأرڤيلة.
في بونة، ما عليك إلا أن تقصد مقهى المنظر الجميل المطل على شاطئ ريزي عمر، أومقهى الشعب بالقرب من محطة كوش نورالدين لنقل المسافرين، وكذا مقهى الأمل.. لتعرف مدى تأثير هذا النوع من أنواع التدخين على الزبون الذي يروق له أن يجلس جلسة حميمية يتقاسم فيها الشيشة.
لكن من المظاهر الدخيلة على مجتمعنا، فإن الشيشة ليست مقتصرة فقط على الرجال، بل لها تأثيرها الكبير على بعض النسوة، هذا ما أكده أحد أصحاب هذه المقاهي، ليضيف أن لديه سجلا خاصا لكراء الشيشة لمدة تتجاوز يومين أو ثلاثة أيام، إذ أن الطلب عليها من طرف النساء عادة ما يتجاوز عدد الرجال، وبحكم أن عدد الشيشة في المقاهي لا يكفي الطلبات فإنه يتم ضبط المواعيد لاقتنائها.
وحسب وحيدة، جامعية عمرها 20 سنة، التقينا بها في مقهى المنظر الجميل، فان قصتها مع الشيشة بدأت في أول لقاء لها مع بائعة هوى كانت قد وجدتها في إحدى الملاهي، ومنذ ذلك الوقت أصبحت تلتقي بها وتعمقت الصداقة بينهما حيث أصبحت بائعة الهوى تحضر لها الشيشة، وقتها وجدت نفسها تتناولها.. وهنا كانت بدايتها مع الشيشة التي أصبحت معبودتها.
ليندة، سيدة أعمال تبلغ من العمر 46 سنة، كانت تعشق الشيشة عن طريق التلفزيون ومن خلال الأفلام والمسلسلات العربية، ومع ظهور الشيشة في المقاهي كانت من بين السباقات لكرائها، كون عادتنا وتقاليدنا تمنع المرأة من استهلاك الشيشة داخل المقاهي، الشيء الذي دفعها إلى كرائها من أصحاب المقاهي وإن ارتفع ثمنها.. مع العلم أن سعر الشيشة المصرية يصل خلال فصل الصيف 8900دج، مقابل 6500 دج للشيشة التونسية.
غير أن العديد من الزبائن يشتكون من نقص عدد الأرڤيلات، والسبب أرجعه أصحاب المقاهي إلى أن مدينة عنابة لا تتواجد بها سوى 6 محلات لبيع المعسل المستورد من مصر، بالإضافة إلى جمر الأرڤيلة المستورد من بريطانيا.
وحسب أصحاب بعض المقاهي فإن الأرڤيلة تتكون من آلة بها أربعة أجزاء رئيسية، الجزء العلوي الذي يدعى بفدية الجمر، ثم الجزء الأوسط المصنوع من مادة النحاس الخالص الأصفر والأبيض، وبه يتصل الجباد، وهو الأنبوب الذي يدخن به، ثم الجزء السفلي وهو عبارة عن قارورة زجاج أين يوضع الماء لتبريد الدخان المنطلق من الموقد الذي يوضع به المعسل، وعادة ما يكون بذوق الفاكهة كالتفاح والفراولة وغيرها، يضاف إليها قليل من تبغ السجائر.
وقد الإقبال على الأرڤيلة واسعا خاصة خلال ليالي فصل الصيف الطويلة، حيث تمتد السهرات إلى بروز خيط الفجر الأولى، أين تتضاعف الأسعار بالمقاهي الشعبية منها المتواجدة بوسط مدينة عنابة. وقد ساهمت الأرڤيلة في تعزيز السياحة بعنابة من خلال الباحثين عليها، خاصة من طرف السواح الأجانب والمغتربين الذين يجدون ملاذهم في تذوق الأرڤيلة بأيدي جزائرية خالصة، أين تزداد روعة المكان مع انبعاث نسيم البحر ونوبات المالوف وطقطقات الأندلسي الجميلة النابعة من أصالة المكان.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)