الجزائر



كلمة ستؤرق المملكة العربية السعودية، بل ستؤرقنا جميعا، لكونها قنبلة عنقودية تفجيراتها متعددة وخسائرها ستكون بالملايين ليس بالدولار فحسب بل بأكبر خسارة ستضرب المنطقة العربية والخليج تحديدا بإلحاق الأذى بالمملكة التي يبدو أن العد التنازلي لتفكيكها قد بدأ بالفعل.الكونغرس الأمريكي أعطى الأسبوع الماضي الضوء الأخضر لمتابعة المملكة قضائيا ضد جريمة 11/ 9 وأصبح الإعلام الأمريكي يشير إليها بالأصبع ويتهمها بأنها الداعم والممول للقاعدة ولأسامة بن لادن الذي روع أمريكا. لكن لماذا الآن؟ لماذا بعد 15 سنة من أحداث الثلاثاء الأسود؟ ولماذا لم يقولوا لنا هذا أثناء محاكمة بن الشيبة ومن معه وكانوا 15 إرهابيا ممن نفذوا وخططوا للاعتداء على أكبر قوة يحملون الجنسية السعودية؟ لماذا إذاً عاقبت أمريكا أفغانستان بتهمة الإرهاب والضلوع في جريمة برجي التجارة والبنتاغون؟ لماذا دمرت أفغانستان وتم فتحها أكثر على الفوضى بعد أن قدمتها لطالبان انتقاما من النظام الشيوعي الذي كان مواليا لروسيا؟ ثم ما دامت السعودية الراعي الرسمي للإرهاب حسب اتجاهات رياح السياسة الأمريكية الحالية والتي تبحث دائما عن عدو وهمي أو حقيقي، لا يهم ما دام يجر الرأي العام الأمريكي للأسوأ، لماذا استعانت بها وبأموالها وبإعلامها لتدمير العراق بتهمة حيازة النووي، وها هي شهادات المتآمرين تأتي تباعا وتقر بأن الجميع كانوا يدركون أن العراق لم يمتلك النووي وأنها مجرد أكذوبة دمرت بلدا، آخرهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.أمريكا لن يهمها طرح مثل هذه التساؤلات وهي لا تخجل من انكشاف كذبتها ولا تندم ولا تعتذر عما اقترفته من دمار، همها الوحيد توسيع رقعة الدمار لبسط هيمنتها أكثر، ثم أليس من المخزي إيجاد تهمة بحجم أحداث 11/ 9 التي ما زالت أمريكا تستغلها لسلب المملكة ملاييرها المودعة في بنوكها وما تحوزه هناك من عقارات واستثمارات؟ ستتوالى دعاوى ضحايا سبتمبر وتتراكم الملفات والقضايا والأسماء، وسيبكي ذووهم أمام كاميرات الإعلام الذي أعطى هو الضوء الأخضر لتضخيم البروباغندا، وستطول فصول التمثيلية لشهور بل لسنوات وستجرد المملكة وشعبها من كل ما يملكون، أليس هذا ما تريده أمريكا التي ستبحث حتما عن بديل للنظام السعودي تضعه حارسا على منابع النفط لتنفيذ مخططها، ولن ينفع آل سعود اعترافهم بإسرائيل وضحوا بالشعب الفلسطيني مثلما فعلوا منذ عقود. مخطط تقسيم المملكة معد منذ سنوات ووضع بجانب مخطط تفتيت العراق وسوريا وكل المنطقة العربية إلى دويلات طائفية متناحرة، وتأجيله لم يكن حبا في ملوك وأمراء آل سعود بل لأن أمريكا كانت في حاجة لأموالهم لتنشيط صناعة الأسلحة التي تقتنيها أموال سعودية وقطرية وترسلها إلى مناطق الدمار في سوريا والعراق وأفغانستان واليمن، اليمن تلك الحرب المنسية إعلاميا والتي تورطت فيها المملكة.ستدفع المملكة ثمن سياستها الرعناء أضعاف ما دفعه العراق وسوريا التي نفذت هي المخططات العدوانية عليها، والمؤسف أن الشعب البسيط هناك والذي عانى من ظلم الملوك والأمراء عقودا هو وحده من يتحمّل الضرر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)