جاب الله يسعى إلى لم شمل النهضة التاريخية

يسعى رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، إلى لم الشمل والتصالح مع بعض الأطراف السياسية التي كان له معها خصومة سياسية في وقت مضى، في إطار ما يمكن تسميته ب"النهضة التاريخية".وحسب ما كشفت عنه مصادر مطلعة ل"البلاد"، فإن عبد الله جاب الله، سبق أن التقى مع قيادات هذه الأحزاب، وأبرزها فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة، فيما لم تنف مصادرنا أن يكون جاب الله التقى بجهيد يونسي رئيس حركة الإصلاح الوطني وجمال بن عبد السلام رئيس جبهة الجزائر الجديدة حاليا، لبحث سبل لم الشمل. وحسب ذات المصدر، فإن مساعي جاب الله ليست بالجديدة، مؤكدا أنه من الناحية المبدئية كل الأطراف توافقه وتزكيه، غير أنه من الناحية العملية التطبيقية لم يتم التوصل إلى اتفاق بخصوص كيفية لم الشمل، وكيفية وآليات عقد مؤتمر جامع لهذه الأحزاب وهل يتم الاتفاق حول رئاسة أو أمانة عامة وبعض التفاصيل التي وقع حولها الاختلاف، الأمر الذي أجهض لحد الساعة المشروع رغم الاتفاق المبدئي. وحسب ما تناهى إلى مسامع "البلاد"، فإن رئيس جبهة العدالة والتنمية استغل فرصة إعداده لمشروع الدستور الجديد الذي قدمه شهر ماي المنصرم ليطلق مبادرة صلح مع بعض القيادات التي كانت معه في الأحزاب الإسلامية التي أسسها بدءا من 1991 ثم غادرها، وفي هذا الصدد، بعث جاب الله، حسب نفس المصادر، دعوات إلى العشرات من هذه الأسماء لإثراء مشروع وثيقة تعديل الدستور الخاصة بحزب جبهة العدالة والتنمية، الذي أسسه بعد موجة الإصلاحات السياسية والتشريعية في أفريل 2010.
ويتزامن هذا الحراك داخل جبهة العدالة والتنمية، مع ما تقوم به حاليا حركة مجتمع السلم للم الشمل، حيث يرى بعض المراقبين أن هذه المساعي تعبر عن رغبة سياسية جديدة قديمة لدى جاب الله في لم شمل الأحزاب الإسلامية بصفة عامة، رغم فشل التجربة في العديد من المراحل والمحطات التي مرت بها، كما قد تكون مرتبطة بالتحضير للاستحقاقات القادمة والمقررة في 2014.