الجزائر

جائحة "كورونا".. ضربة موجعة لذوي الاحتياجات الخاصة



رفع مولود دراجي، رئيس جمعية "الاتحاد والأمل" لذوي الاحتياجات الخاصة بولاية الجزائر، شعار حملة تحسيسية توعوية لذوي الاحتياجات الخاصة "احم نفسك وعائلتك"، في يومهم العالمي المصادف للثالث ديسمبر من كل سنة، من أجل المكوث في البيت وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، بهدف الوقاية من العدوى إثر انتشار جائحة "كوفيد 19"، التي طالت وتمس وتهدد صحة ذوي الإعاقة أكثر من غيرهم، بسبب تعرضهم لمسببات انتقال الفيروس، إلى جانب معاناتهم من تدني مستواهم المعيشي.يقول المتحدث؛ "اعتبار ذوي الاحتياجات الخاصة من الفئات الهشة في المجتمع، دليل على ضعفهم في حماية أنفسهم، والوقاية من حمل الفيروس أو نقله للعائلة"، وأضاف رئيس الجمعية "إن مرض كوفيد 19، يشكل خطرا كبيرا للكثير من الأشخاص من ذوي الإعاقة حول العالم، وعلى الحكومة والمجتمع المدني والجمعيات الخيرية أن تبذل جهودا إضافية، لحماية حقوقهم في الاستجابة للجائحة".
قال مولود دراجي؛ "إن الأهداف السامية لتخصيص تاريخ الثالث ديسمبر كيوم عالمي لتلك الفئة، هو دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في كل جوانب الحياة، ورفع التحدي وتثمين مشاركتهم في الحياة، من خلال توفير فرص العمل والتعليم والالتحاق بالدورات التدريبية، باعتبارهم فعالين ويمكنهم المساهمة في المجتمع، ونظرا للظروف الراهنة، يصعب رفع ذلك التحدي، بسبب ما قد يهدد حياتهم خارج بيوتهم، وهذا ما دفع الجمعية، حسب ما أشار إليه دراجي في حديثه ل«المساء"، إلى ضرورة البقاء في المنزل وعدم مغادرته إلا للضرورة القصوى، إلى حين زوال الجائحة، موضحا أنه على الجمعيات تخصيص الثالث ديسمبر لتوعية أكبر شريحة ممكنة من هذه الفئة، لرفع وعي المجتمع بجميع أطيافه بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وتمكينهم من التمتع بجميع حقوقهم والاندماج في المجتمع بصورة كاملة، إلى جانب خدمتهم في سبيل مساعدتهم على تخطي هذه الظروف الصعبة، ورفع الغبن عنهم ولو نسبيا، بإيصال ما يحتاجونه إلى بيوتهم، دون اضطرارهم إلى مغادرتها.
أضاف المسؤول، أنه في الوقت الذي يعاني الشخص العادي من العيش الطبيعي، في ظل هذه الأزمة، فما بالك بأصحاب الإعاقات، الذين يعانون في الأوقات العادية التهميش وعدم الاهتمام، فإن أزمة "كورونا" التي تعصف بالعالم، زادت الطين بلة، وألقت مخاوفها في نفوس هذه الفئة في الجزائر، فالأشخاص ذوو الإعاقة هم من الفئات الأكثر تهميشا وتعرضا للوصم في العالم، حتى في الظروف العادية، وما لم تتحرك الجهات المسؤولة سريعا لاحتوائهم، ضمن استجابتها لتفشي الفيروس، فإنهم سيتعرضون بشدة لخطر العدوى والموت مع انتشار الجائحة، لاسيما بالنسبة للأشخاص المتقدمين في السن، أو من حالاتهم الصحية مزمنة، أو من ذوي الإعاقة التي تؤثر على قدرتهم التنفسية، وكلهم وفقا لها معرضون بشكل خاص للإصابة بفيروس "كوفيد-19"، أو الموت جراءه.
إلى جانب هؤلاء، يقول مولود دراجي، هناك مجموعة أخرى من المعاقين لا تعرضهم الإعاقة في حد ذاتها، إلى خطر الإصابة، لكنهم يواجهون خطرا آخر، يتمثل في التمييز والعوائق التي تحول دون حصولهم على الخدمات الاجتماعية، والإدماج الاجتماعي، لاسيما أن المنحة المقدمة لتلك الفئة لا يستفيد منها الجميع، لأنه حق وجد لصالح فئة دون أخرى، فهو يخص من لديه إعاقة تقدر بنسبة 100 بالمائة، مما يعني أن من لديه إعاقة أقل لا يستفيد من هذا الحق، رغم أنه معاق، لاسيما أن في هذه الفترة يعاني المعاق ورب البيت أزمتين، بسبب الجائحة، في ظل انعدام مدخول للعيش، وهم اليوم في أمس الحاجة إلى الدعم المادي، بالنظر إلى تدني حالتهم الاجتماعية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)