دخلت مسرحية "ثورة" للمصمم عبد القادر جريو، وإنتاج المسرح الجهوي لسيدي بلعباس، منافسة المسار الأول من المهرجان العربي للمسرح، المقام في العاصمة العراقية بغداد، مساء أول أمس الخميس، بمسرح "الرشيد"، بحضور جمهور عربي منوع، ليكتشفوا العمل الجزائري الوحيد في المهرجان.العرض الذي دام أكثر من ساعة، حمل لوحات مشهدية بجماليات سينوغرافية، عززت البناء الدرامي للمسرحية، وعادت قصة العمل إلى فكرة الثورة كحل للانعتاق من المحتل، مهما كان شكله، وقد تضمنت رموزا للمحتل الفرنسي الذي أحكم قبضته على الشعب الجزائري، لسنوات طوال.
تروي المسرحية قصة ثلاثة شباب ثوار، دون تحديد زمن تاريخي معين، يحاولون التحرر من المستعمر، هؤلاء الثلاثة يمثلون نماذج لمناضلين، قد يكونون ضمن أي ثورة في العالم، الأول مناضل حقيقي ينتظر حتفه، لأنه يعرف أن مصيره الموت، أما الثاني فهو انتهازي، وبالنسبة للثالث، فهو يطالب بجزء من السلطة لغنيمة بعد نهاية الثورة.
وتظهر شخصية رابعة، مهادنة تتصف بالخذلان، والذي يقف تارة مع الثوار مهونا لهم الوضع، ثم تارة ثانية نجده عميلا مجرما، وفي العرض أيضا شخصيتان أخريان تشكلان طرفي الصراع، هما "ماريان" التي حملت دلالة المحتل، بينما كانت "نجمة" مثال الوطن، ينتظر أبناءه ليحرروه. وشخصية أخرى، مثلت دور الشعب، أداها الممثل البارع عبد الله جلاب، سواء في المعاناة أو المقاومة، سرعان ما يقوم بطرد "ماريان" المحتل من الباب الكبير.
وشكل الباب العالي الذي توسط الخشبة محورا حساسا في تحرك الممثلين وأدائهم، غير أن الإضاءة لم تكن في مستوى العرض، وظهرت بعض الأخطاء في بعض المشاهد على غرار تسليط الضوء على شخصية "لخضر"، الذي لم يكن موفقا.
العرض المبني على اقتباس نصين من نصوص الكاتب الجزائري كاتب ياسين، هما "الجثة المطوقة" و"الأجداد يزدادون ضراوة"، حملت لمستي الثنائي يوسف ميلة وهشام بوسهلة، التي ضمنوها روحا جديدة معاصرة، ونسجها الفريق على الخشبة بلوحات مدهشة، وقد ظهر جهد الممثلين بأداء لافت على الركح.
وفي تجربة أولى للمهرجان العربي، اعتمدت على فكرة إقامة أستوديو تحليلي للعروض المشاركة خاص لعروض المسار الأول، وهي المسرحيات المتنافسة على الجائزة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. مرت مسرحية "ثورة" الأولى على المكان لتوضع تحت المجهر النقدي، ومما جاء للناقدين اللبناني عبيدو، والسوري هشام كفارنة، حديثهما عن إيقاع المسرحية، كما تكلما عن الثورة كفكرة للعرض الجزائري، وعلاقة الجزائريين بها من الناحية التاريخية.
وحظي العمل بتجاوب الجمهور العراقي، وحسب ما استقته "المساء" لم يكن العرض مبهما بالنسبة لهم رغم أنه كان بالدارجة الجزائرية، ذلك أن السياق الدرامي، كما أن الأحداث التي وقعت في الجزائر تشبه ما حدث من حرب في العراق.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/01/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : دليلة مالك
المصدر : www.el-massa.com