الجزائر

ثنائية تخفي



ثنائية تخفي
قبل أن تحط الحملة الانتخابية الرحال وتفتح مراكز الاقتراع الأبواب رسمت كثير من الأوساط السياسية و الحزبية و الاعلامية السيناريو المحتمل لما قد تكون عليه الحملة الدعائية لهذا الاستحقاق المهم في تاريخ الجزائر ، و هو ما قد يوجه الرأي العام المقتدي وراء ما يسمع و يقرأ و يشاهد ، و هذا بدوره يعطي صورة نمطية عن الحدث وفقا لما تريده الأوساط المذكورة بقصد منها أو بغير قصد .و لنكون أكثر وضوحا فإن حديث بعضهم(المرشحون) عن القطبية المحتملة من خلال ما ستجود به الحملة من برامج و خطابات من شأنه أن يضعف شوكة المرشحين الأقل تأثيرا -ربما- من غيرهم خاصة عندما يأتي الحديث عن القطبية من بعض المتنافسين أنفسهم ليجعلوننا نطرح سؤالا مفاده لماذا ترشحوا ما دام الخوف يسكنهم بتفكيرهم في هذه القطبية و عرضها على الناخبين و بذلك يكونون هم أنفسهم قد أضروا ببرنامجهم و خدموا غيرهم ممن يتنافسون معهم من أجل ولوج القصر الرئاسي .و بأكثر توضيح ..فقد هالنا تصريح لويزة حنون التي أشارت إلى أنّ "القطبية الثنائية" و تقصد بن فليس و بوتفليقة خطر و كأنها تشير إلى اغلاق اللعبة السياسية نظرا للحجم الذي يظهر به هذان المرشحان و ترسم صورة وكأن لا بديل عنهما لدى الناخب الجزائري.و إذا كان الأمر كذلك فكيف نسمي أربعة ترشيحات باقية ؟ هل هي مجرد أرجل تجري في السباق من أجل ألا تصل؟ ثم لماذا لا تقتنع لويزة حنون حقيقة بأنها النموذج البديل مع أنها تصرح دوما بذلك و تقول أن حزبها إذا لم يحرز المرتبة الأولى فسيأتي ثانيا.و هذا في حد ذاته ثقة في النفس تعطي الانطباع على ما يجب أن يكون عليه المرشح لاستحقاق مثل الرئاسةو من هنا نستشف لبسا في التصريحين مع أن السيدة تخوض الانتخابات للمرة الثالثة و تعرف دواليب السياسة و العمل الحزبي و النضال النقابي و تنظّر بالحجة و الدليل حين تخطب في الشعب فهل استعصت عليها السياسة التي يخوضها المرشحان المذكوران ؟ أم تراها تعمل بالتكتيك من أجل فض ما تراه قطبية ثنائية تهدد ها و تأخذ منها الأصوات الانتخابية ؟أو ربما من غير قصد تصنع حملة انتخابية لغيرها خاصة أن الاستحقاقات بحملاتها الانتخابية قد برهنت في أكثر من مناسبة أن أخطاء البعض في التحامل على منافسيهم بكشف نقائصهم و زلاتهم وأخطائهم غالبا ما يتحول إلى غنيمة حرب لهذا المتنافس نفسه .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)