الجزائر

ثلاثة فواعل ترسم خارطة الطريق، الجيش، الحراك ولجنة الحوار



دعاة الدولة المدنية يتعارضون مع مطالب الشعب المشروعةيرى الناشط السياسي والجمعوي رضوان بودوشة أن بوادر الحل بدأت تلوح في الأفق ولو أنها ليست بالكيفية المرجوة ولكن حسبه أن وتيرة هذا الانفراج ستتصاعد تدريجيا وفي علاقة طردية مع جملة الإجراءات التي ستعرف النور في الأيام القادمة وبالعودة إلى تشريح الواقع السياسي اليوم، يمكن القول إنه يحمل ثلاثة رؤوس أساسية مؤسسة الجيش، الحراك ولجنة الحوار.
وفي حديثه عن الجيش يقول بودوشة إنه لا يزال وفيا لمواقفه السابقة والتي ترتكز على الرئاسيات لا غير، حيث يؤكد بأنه لا حل للأزمة إلا بالإسراع في انتخاب رئيس جديد يكون هو المخول الوحيد لحل كل الأمور العالقة في البلاد، خاصة منها المشاكل السياسية المطروحة من قبل الحراك ومن قبل الشارع الجزائري.
موقف الجيش سليم لعدة اعتبارات
اعتبر الناشط السياسي وأحد مؤسسي المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين بودوشة، أن خصوم المؤسسة العسكرية من دعاة المرحلة الانتقالية متناقضون في طرحهم حيث يدعون ويدفعون نحو تعيين رئيس دولة بعيدا عن الانتخابات وهو الشيء الذي يتنافى جذريا مع مرافعاتهم وشعاراتهم اليومية، من أجل تثبيث الديمقراطية وسلطة الشعب على بلده، ومن ثمة التأسيس للدولة المدنية المنشودة.
وحسب ضيف ركن «الحراك والحوار» هذا الأمر وجب فضحه والتصدي له بكل حزم لأنه سلوك غير جدي بتاتا وهو بالأساس يتعارض مع المطلب القوي للحراك ولكل الجزائريين وهو بناء دولة المؤسسات، أما بالنسبة لأصحاب الشروط المسبقة والتي تريد فرض رأيها على الكل حتى قبل الجلوس لطاولة الحوار والسماع لمقترحات اللجنة، هذا تصرف لا يتناسب إطلاقا مع حجم الأزمة التي تعيشها البلاد والتي تتطلب حسب رأيه، انخراطا أكبر في مسعى الحوار بنكران الذات وبتنازل شريف تحتمه علينا الوطنية وروح المسؤولية.
الحراك حافظ على سلميته وعقلانية مطالبه، مبهرا العالم
عرج متحدثنا إلى هبة الحراك، فبعد أن أبهر العالم بسلميته ورقيه، هاهو اليوم يعطي درسا آخرا في حسن التبصر ورجاحة العقل، فرغم كل الإختراقات التي طالته إلا أنه أختار في معظمه طريق القانون فحافظ على سلميته وكذا عقلانية مطالبه، واليوم هو في اقتناع متزايد بضرورة حل سريع للأزمة عن طريق الإنتخابات ولا بديل عنها، مرتكزا بالأساس على تطمينات المؤسسة العسكرية، حيث لامس الشعب، بعد كل خطاب لقائد الأركان، يزداد قناعة بأطروحات الجيش وهو ما تترجمه الأفواج الكبيرة من شباب الحراك وخاصة الوجوه البارزة منه ممن كانوا يرفضون حتى فكرة التحاور، واليوم تغيرت مواقفهم و قبلوا الجلوس لأعضاء الهيئة، ليواصل حديثه، في ذات السياق ،» أن جزءا من الحراك مازال يرفض التقرب من مسعى الحوار ولكن هذا الرفض قد تراجع ويتراجع يوميا».
وفي رده على عمل اللجان المنتخبة، قال إنه مطعون فيها على كل المستويات وهذا أمر مفهوم لأن التزوير هو السمة الأبرز في الاستحقاقات منذ الاستقلال فما بالك بلجنة كريم يونس المعينة والتي كان من المؤكد تعرضها لإنتقادات وعراقيل وصعوبات جمة في أداء مهامها، ولو أن بعضها صحيح وموضوعي كتشكيلتها مثلا.
ورغم تحفظ بودوشة على هذه اللجنة، فيرى أنها أكثر توازنا كلما توسعت وانفتحت، مقدما في الشأن ذاته، تحية لأعضائها، وروح عزيمتهم وثباتهم وصبرهم، وإلى ما تحقق اليوم من تقدم ملحوظ في نشاطها والذي سيفضي لا محالة لإجماع ولو نسبي يسمح لنا بوضع تصور للكيفية التي ستكون عليها السلطة التي ستتكفل بالاستحقاق الرئاسي القادم لتكون اللبنة الأولى في سبيل الخروج من هذا المأزق السياسي الخطير.
في ختام حديثه، يقول رضوان بودوشة، إن الإعلان عن تأسيس هاته السلطة الوطنية بالكيفية التي نرجوها كالإستقلالية المطلقة والصلاحيات السيادية الكاملة بعيدا عن الجهاز التنفيذي هو صمَام الأمان لبلادنا من كل المخاطر التي تجمعت منذ بداية الحراك.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)