جثمان بن بلّة يُحمل على عربة نقل جثمان بومدين ويُدفن بجواره
سي أحمد.. الرجل الذي عرفه الجميع ولم يعرفه أحد
ووري الثرى جثمان الرئيس الأول للجزائر المستقلة المرحوم أحمد بن بلة أمس الجمعة بمربع الشهداء في مقبرة العالية بالجزائر العاصمة بحضور الرئيس بوتفليقة الذي رافق الموكب الجنائزي من قصر الشعب إلى غاية المقبرة، كما حضر مراسم الدفن الرئيس الأسبق، الشاذلي بن جديد، وعلي كافي، الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة ومسؤولون سامون في الدولة.
في مشهد جنائزي مهيب ورمزي، يعكس مدى تجذر الثقافة السياسية في الجزائر، اجتمع ثلاثة رؤساء تداولوا على تسيير شؤون الحكم في البلاد المستقلة في جنازة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، الذي يعد أول رئيس عرفه الجزائريون الأحرار. حيث لم يفوت كل من الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد والرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي وفي مقدمتهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة فرصة إلقاء النظرة الأخيرة على الرجل الذي سبقهم إلى الرئاسة، وكانت جنازة الفقيد أمس مناسبة لالتقاء الرجال الثلاثة في مشهد تاريخي عز نظيره في أغلب بلدان العالم الثالث.
هذا، ولم يقتصر الحضور على الشخصيات الجزائرية فحسب، حيث تم تشييع الفقيد إلى مثواه الأخير بحضور الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي والرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، إضافة إلى الوزير الأول الموريتاني، مولاي ولد محمد الأغدس، ورئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بن كيران، ومستشار الملك محمد السادس، طيب فاسي فهري ونجل أمير دولة قطر جوعان بن خليفة آل ثاني والوزير الأول السابق المغربي، عبد الرحمن يوسفي. وحضر الجنازة أيضا رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، وممثل رئيس اللجنة الإفريقية، مفتاح مصباح أزوان، وكذا الأمين العام المساعد للجامعة العربية، محمد صبيح، فضلا عن ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. كما حضر التشييع أيضا العديد من ممثلي الأحزاب السياسية وتنظيمات المجتمع المدني وشخصيات وطنية، إضافة إلى جمع غفير من المواطنين.
وأكد وزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، في كلمة تأبينية، أن الفقيد يعتبر “رجلا كبيرا وهامة شامخة من أبناء الجزائر الذين أحبوا هذا الوطن وضحوا من أجله غير آبهين بالصعاب والمطبات التي تعترضهم”. كما عدد الوزير خصال الرئيس الراحل ونضاله الدؤوب من أجل انتزاع الاستقلال بدءا من انضمامه إلى الحركة الوطنية وهو في مقتبل العمر وصولا إلى مشاركته في تفجير ثورة أول نوفمبر التي توجت بالنصر وحصول الجزائر على استقلالها. وقال محمد الشريف عباس إن الفقيد كان أول من قاد البلاد بعد الاستقلال و”ساهم في وضع اللبنات الأولى للدولة الجزائرية التي كانت ساكنة في قلبه” معتبرا رحيله “خسارة للجزائر وللأمة العربية والإسلامية ولكل الشعوب التواقة للحرية والانعتاق”.
وأوضح أن “التاريخ لن ينسى المواقف المشرفة للرئيس الراحل فيما يتعلق خاصة بوقوفه إلى جانب سياسة الوئام والمصالحة وكذا إسهامه في الحفاظ على العدالة والمساواة”، مذكرا بأن الأجيال اللاحقة “ستبقى تذكر الرئيس الراحل وسيبقى قدوة لها ورمزا في مسيرتها المستقبلية” مضيفا بأن “هذا الرجل العظيم قد وهب نفسه للجزائر وظل مناضلا من أجل حريتها واستقلالها ثم رافقها في تطورها وازدهارها وسيبقى بعد رحيله ذلك الرجل المثالي”. واستطرد محمد الشريف عباس قائلا “لقد شاء القدر أن يغادرنا الرئيس بن بلة والجزائر تتأهب للاحتفال بالذكرى الــ 50 لاستقلالها” هذا الاستقلال الذي كما قال “شارك الراحل بن بلة في استعادته ولذلك سيبقى الراحل المناضل الرمز والقائد المحنك”.
وقد اصطف عدد كبير من المواطنين على جنبات الشوارع التي عبرها الموكب الجنائزي للترحم على روح هذه الشخصية الوطنية التاريخية حيث مر الموكب الجنائزي بشوارع ديدوش مراد والبريد المركزي وشارع جيش التحرير الوطني باتجاه مقبرة العالية حيث وضع الجثمان الذي كان مسجى بالعلم الوطني فوق عربة عسكرية وكان محاطا بعناصر الحرس الجمهوري ممتطين الدراجات النارية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/04/2012
مضاف من طرف : aladhimi
صاحب المقال : مالك رداد
المصدر : الفجر 2012/04/13