من المفارقات العجيبة في العراق أن وزير الثقافة الذي أشرف على تنظيم تظاهرة ''بغداد عاصمة الثقافة العربية'' هو وزير الدفاع السابق الذي أبعد من وزارة الدفاع إلى وزارة الثقافة، فاقترح على المثقفين العرب الذين تقاطروا على بغداد لحضور هذه التظاهرة، اقترح عليهم الضغط على حكومات بلادهم لترقية وزارات الثقافة في البلدان العربية إلى مصاف وزارات السيادة مثل وزارة الدفاع والداخلية والخارجية. هذا الاقتراح هزني من الأعماق، وقلت إذا كان العراق أثبت لنا بأن وزير دفاعه يمكن أن يكون وزيرا للثقافة .. فهل تصلح وزيرة الثقافة عندنا لأن تكون وزيرة للدفاع؟ أو يصلح وزير دفاع الجزائر لأن يكون وزيرا للثقافة؟
الدكتور أحمد بن بيتور قال: إنه سيترشح للرئاسيات القادمة، وأنه سيمدن منصب وزير الدفاع بتعيين وزير الدفاع مدني؟ وهنا فإن خليدة تومي وزيرة الثقافة هي الشخصية المناسبة لتولي وزارة الدفاع، حسب نظرية العراق في العلاقة بين الثقافة والدفاع؟
وبالفعل لو كان على رأس وزارة الدفاع السورية مثلا بثينه شعبان، هل كانت هذه الوزيرة تقصف أحياء المدن السورية بطائرات الميغ وبصواريخ سكود؟ نعم وزير الدفاع العراقي على حق، فالجيوش العربية أصبحت مهمتها الأساسية هي محاربة الشعوب، ولهذا وجب أنسنتها بتعيين النواعم والكواعب على رأس وزارات الدفاع لتتعامل عسكريا مع الشعب برفق وإنسانية .. لتجنب المجازر التي حدثت في العديد من الدول العربية من المحيط إلى الخليج.
الملفت في الموضوع أن وزير الثقافة العراقي اشتكى للمثقفين العرب ظاهرة العنف في بلاده .. وقال لهم: ساعدوني على تلطيف رعونة رجال السياسة والعسكر للخروج بالعالم العربي من هذا الوضع العنفي المزري ؟
من حق وزير الثقافة القادم من وزارة الدفاع أن يقول هذا الكلام.. لأن الوضع في بغداد حول هذه المدينة الحالمة في الشعر والموسيقى إلى ثكنة كبيرة تنتشر فيها المتاريس بصورة غير معقولة .. حيث بين متراس ومتراس يوجد متراس، وتحولت زهور شوارعها إلى أشواك الأسلاك الشائكة.
منذ 20 سنة، كان النقاش بين المثقفين العرب في المناسبات الثقافية يجري حول أفضل الصيغ لتوحيد الأقطار العربية، لكن اليوم يجري الحديث حول تحديات ضمان الوحدة القطرية لكل بلد خاصة في البلدان التي عرفت ما يسمى بالربيع العربي .. لقد أصبحنا في حالة ألعن مما كنا عليه في وقت الاحتلال ..؟
[email protected]
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/03/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سعد بوعقبة
المصدر : www.elkhabar.com