الجزائر

ثروة من القمامة



- جمع أكثر من مليوني طن من المواد الأولية 20 بالمائة منها بلاستيك- السيدة شلال دليلة مديرة المؤسسة تؤكد أن وهران بإمكانها أن تكون ولاية نموذجية في خلق الثروة عن طريق استغلال النفايات
- مركز عين البيضاء للمواد الهامدة سيكون مصدرا حقيقيا للاستثمار في مجال قطاع الأشغال العمومية
- تنظيم عدة عمليات للبيع بالمزاد العلني لمواد قابلة للرسكلة منها البلاستيك والورق والألمنيوم والحديد
في الوقت الذي أصبحت النفايات المنزلية تشكل عبئا ثقيلا على رؤساء المجالس البلدية ومصدر قلق وإزعاج للمواطنين مما تسببه من ثلوث بيئي يهدد الصحة العمومية بات من الضروري التفكير في تحويل هذا الضرر إلى منافع ومكاسب حقيقة إذا ما تم استغلال القمامة في مجال الاستثمار من خلال رسكلتها وتدويرها والاستفادة من ثروتها الطاقوية الناتجة عن استخراج مادة» بيو غاز» من موادها العضوية وإلا أن الوصول إلى هذه المرحلة في بلادنا يقف عند حدود التجارب الذي تقوم بها بعض المؤسسات المختصة في الاستثمار الفلاحي ولم تصل إلى مرحلة الاستغلال الفعلي لهذه الطاقة المتجددة فان البرامج المسطرة في هذا المجال تكتفي فقط بكيفية التخلص منها ورسكلتها واستغلال موادها العضوية كسماد لتغذية الأراضي الفلاحية أو ردمها دون تحويلها إلى طاقة بديلة عن الكهرباء ولا ينكر جاحد أن الدولة خطت خطوات عملاقة في تدوير النفايات المنزلية من خلال إنشاء مراكز للردم التقني على غرار وهران التي تتوفر على ثلاثة مراكز للردم التقني بكل من بلديات حاسي بونيف و ارزيو والعنصر ومركز الفرز بالمدينة الجديدة
وحسب مديرة المؤسسة التي تسير هذه المراكز السيدة شلال دليلة فإن هذه المراكز تؤدي دورها الكامل في استرجاع يوميا أطنان من النفايات المنزلية لاسيما مادة البلاستيك والزجاج والكرتون التي تعتبر مواد أولية يمكن استغلالها في الصناعة التحويلية وأيضا استخراج المواد العضوية من القمامة غير أن الاستفادة من عصارة هذه المواد تتطلب توفر إمكانيات كبيرة وأجهزة وتوظيف تكنولوجيا حديثة لاستخراج الطاقة
مركبات ومصانع تتماشى والتطورات
ولبلوغ الهدف يتعين إنشاء مصانع ومركبات لأجل الاستثمار الناجح في مجال الطاقات المتجددة عن رسكلة النفايات التي باتت بالنسبة للكثير من الدول الأوروبية ثروة مالية وطاقوية هامة وجب الاستثمار فيها وتطويرها خاصة مع إمكانية استغلالها في عديد المجالات انطلاقا من الصناعة المهتمة بالرسكلة مرورا بالمجال الفلاحي وصولا للإنتاج الطاقوي الذي بات يشكل هاجسا أمام بعض الدول مضيفة أن وهران بمكانها أن تكون ولاية نموذجية في خلق الثروة عن طريق استغلال النفايات أولا بحكم موقعها الجيواستراتيجي و تنوعها الجغرافي ومساحتها الشاسعة ولديها كل الإمكانيات التي تجعل من هذه الولاية رائدة في هذا المجال لبعث أول مشروع لاستغلال القمامة في إنشاء مركز لا نتاج الطاقة المتجددة خصوصا وأنها تضم اكبر مراكز للردم التقني كما ساهمت السلطات الولائية في إبلاء أهمية في جمع النفايات واستغلالها بطرق احترافية وذلك بفرز كل النفايات كجزء أول للاستغلال المحلي الأمثل لهذه الثروة التي لا تقدر بثمن. من خلال تصنيف النفايات في عمليات الفرز التي تتم بمركز الفرز بالمدينة الجديدة وهي خطوة تمهيدية للاستفادة من هذه المواد بعد انتقاءها. عن طريق انجاز وحدات أو مصانع لإنتاج الطاقة بواسطة تقنيات حديثة توصل إليها الباحثون تسمح باستخراج البخار أو استغلال الرماد بعد الحرق في صناعة الاسمنت او استغلال الغاز الحيوي المنبعث من القمامة لتوليد طاقة كهربائية بديلة عوض ان تدفن مثلما يحدث حاليا تحت التراب وحسب السيدة شلال دليلة مديرة مؤسسة تسيير مراكز الردم فإن ولاية وهران تضم ثلاث مراكز منها مركز الردم الواقع بحاسي بونيف الذي يحول إليه مايقارب 1350 طن من النفايات هذه الأخيرة تتضاعف مع كل من فصل الصيف أين يتوافد على عاصمة الغرب الجزائري العديد من الزوار من الداخل والخارج وكذا في شهر رمضان المبارك بسبب ارتفاع نسبة استهلاك المواطن خلال هذا الشهر الفضيل هذا الي جانب مركز العنصر الذي يتسع لجمع حوالي 185 طن من النفايات المنزلية ومركز الردم بأرزيو الذي يتم تحويل اليه 200 طن من النفايات هذه المنطقة ومن جانب أخر فان المؤسسة قد خصت مركز أخر بمنطقة عين البيضاء للمواد الهامدة على غرار جمع بقايا الأشغال العمومية كالحصى والرمال والإسمنت هذا المركز وحسب ذات المسؤولة من المنتظر أن يغير وجهته ليكون مصدر حقيقي للاستثمار في مجال قطاع الأشغال العمومية بحيث سيكف العاملين به على إعادة بيع هذه المواد إلى المواطنين عن طريق فتح المزاد العلني والأموال التي يتم الحصول عليها من العملية تستغل لتوسعة مشاريع المؤسسة
سرقة الحاويات وغياب الثقافة أفشلت عملية الفرز
أما فيما يتعلق بمشروع الفرز الانتقائي و الذي تبنته المجالس المحلية للبلديات بعد إبرام اتفاقية تنسيق وتعاون بينها وبين المؤسسة بحيث تم انجاز على مستوى البلديات على غرار طافراوى ارزيو وهران والسانيا مراكز فرز جمع المواد الأولية على أن تعود الأموال بيع هذه المواد لخزينة الخدمات الاجتماعية وحسب ذات المسؤولة فإن تجسيد المشروع على أرض الواقع قد أعطى نتائج ايجابية عكس الأحياء والمجمعات السكنية التي لم تعط أكلها رغم التعاون والتنسيق بين الجمعيات ولجان الأحياء بسبب سرقة الحاويات وغياب ثقافة الرسكلة لدى العديد من العائلات وفي هذا الصدد صرحت السيدة «شلال دليلة» أن الفرز الانتقائي لم يعط الصدى في الأحياء عكس البلديات التي جندت شاحناتها لهذا المشروع الذي يمكن أن يساعد على حل مشكل الديون العالقة للبعض منها التي لا تزال تبحث عن مصادر التمويل بحيث أن البلديات يمكن لها أن تعيد بيع نفاياتها بعد إعادة رسكلتها لتسديد ديونها بفضل هذه المداخيل المالية وحسب الأرقام المتحصل عليها من إدارة المؤسسة فإن عملية الفرز الانتقائي للمواد قد بلغت أهدافها بحيث تم جمع 4700 طن من الألمنيوم و 554620 كن من الكارطون وأكثر من 800 ألف طن من بلاستيك و123580 طن من الورق والحديد وغيرها من المواد الأولية الأمر الذي يعطى لمشروع الفرز الانتقائي أبعادا كبيرة والتفكير إلى خلق شركات ومؤسسات قادرة على محاكاة هذه العملية مباشرة من مصدرها لاسيما أن القاعدة الصناعية بالولاية تنعدم فيها مؤسسات مكلفة بالرسكلة مشروع الفرز الانتقائي قد أعطى للمؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني إلى تنظيم عدة عمليات للبيع بالمزاد العلني لمواد قابلة للرسكلة منها البلاستيك والورق والألمنيوم والحديد وغيرها هذه المواد التي لقيت استقطاب كبير من المتعاملين الذين ينشطون في تحويل المنتجات القابلة للرسكلة ومن جهتها فقد أوضحت أن مادة البلاستيك التي تشكل 20 بالمائة من النفايات المنزلية يشهد طلبا كبيرا من قبل المتعاملين الاقتصاديين وعليه فالبلديات مجبرة على صب وجهتها للاستثمار في هذه المادة وبالتالي الحصول على مصدر مالي إضافي لتغطية جزء من مصاريفها في مجال تسيير النفايات، كما أضافت نفس المسؤولة أن الدراسات التي قامت بها اللجان على مستواها أكدت أن المواد العضوية تمثل 60 بالمائة من القمامات المنزلية في حين أن النفايات الجافة تمثل نحو 30 بالمائة (الورق والمعادن)
لن يبقى سوى كميات قليلة من النفايات الموجهة للردم وعليه لابد على البلديات إعطاء أهمية للفرز الانتقائي الذي من شأنه فتح مجال الاستثمار
إعداد دفتر الشروط لإنتاج «بيوغاز
وفي نفس السياق أوضحت ذات المسؤولة أن كمية النفايات التي يتم جمعها من ولاية وهران يمكن استغلالها في إنتاج «البيوغاز» أو «سي أش 4» وحسبها فإن هذا الغاز المنتشر في الهواء يمكن استغلاله في عدد من القطاعات فحسبها فإن النفايات التي تمثل مصدر قلق و إزعاج للسلطات ونقطة سوداء فإنها أضحت مصدر للطاقة المتجددة و مادة أولية لانتاج غاز الميثان المستعمل لإنتاج الطاقة المتجددة للدول المتقدمة التي تقوم باستيراد النفايات من مناطق مختلفة من العالم ومادمت تقنية إنتاج البيو غاز لازالت بعيدة فان المفرغات لازالت تنبعث منها هذا الغاز والذي يتسرب إلى الهواء مسببا أمراض تنفسية كالحساسية والربو وغيرها من الأمراض المزمنة ولهذا فإن المؤسسة قامت بدراسة معمقة في هذا المجال ومن المنتظر أن تقوم بإعداد دفتر الشروط لجلب تقنية إنتاج الميثان لخلق مصدر التمويل والقضاء على مشكل النفايات بدلا من جمعها ودفنها .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)