ثاحمّامتس (الحمّامة) ............ سرّ الأجداد !!
تعتبر ثاحمّامتس (الحمّامة) من رموز مدينة البليدة، والأطلس البليدي الأوسط بصفة عامّة، وهي عبارة عن طبق كسكسي يعدّ خصّيصا في فصل الربيع، يضاف إليه عشرات الأنواع من الأعشاب الجبلية التي تعطيه لونه الداكن ونكهته الرائعة !!
يبدأ موسم جمع الحمامة مع بداية ثافسوث " الربيع" إذ تعتبر من رموزه ، أين تبدأ النباتات بإنتاج براعمها وأزهارها، وتكون غضة طرية ( قبل ما تعسلج !! ) تخرج العائلات إلى الغابات "باش ألقضّن ثاحمّامتس" = لكي يجمعوا الحمّامة، ويصطحب الرجل أو المرأة شابّا أو طفلا ليعلمه أسماء النباتات، منافعها، الجزء الذي يستعمل منها، النباتات السّامة .... إلخ، عادة يجمعون جزءا صغيرا من كل نبتة تنموا على وجه الأرض، إلّا :
- النباتات ذات النّسغ الأبيض ( غرسن أكفّاي = عندهم الحليب) : مثل شجرة التين
- النباتات السّامة : مثل أذرييس ( بونافع) أو سجرة مريم ، منهم من يجمعهما لكن يضعهما في الماء الذي تطهى فوقه الحمامة
-النباتات القاسية جدّا : مثل إذلس (الديس) ومنهم من يأخذ قطعة صغيرة من النبتة
ملك الحمامة هو الحلحال ( أحلحال أو أمزّير بتمازيغت lavande sauvage )، الذي يعطيها لونها، ورائحتها الرائعة، لذا يكثرون منه، يجمعون كذلك أوراق أو براعم العشرات من النباتات (سنذكرها في مقال خاص بإذن الله بأسمائها الأمازيغية والعربية) : زعتر، فليّو، بيبراس، لونجا ، سلمث، ثيمزّوقلّا، نّابطا، ثيمجّا، أوزّو، ثسمّومتس، امليلس ....... إلخ وحتى أوراق الأشجار : أشكير، إذقل، تيقرسلتس، ثايدا ، ثبرقوقث، ثجوجتس، أحمببلوك، لنجاصث ...... إلخ
تجمع النباتات (الحمّامة) ، تنظّف، تجفّف ثمّ تطحن، وتظاف إلى الكسكس وتخلط به، ثم تطهى على البخار، منهم من يفضّل أكلها بزيت الزيتون، بالسكر، باللبن أو الرايب، كلّ حسب ذوقه، ويأكلها الجبايلية عادة بعد صلاة الصبح، بعدد فردي من الملاعق ( 5، 7 ، 9 ملاعق ..... إلخ) كل يوم من أيام الربيع، للإسفادة من كنوز الطبيعة وتصفية أجسادهم من الأمراض
تاريخ الإضافة : 11/06/2017
مضاف من طرف : nemours13
صاحب المقال : Farouk Kh
المصدر : net