الجزائر

ثاتشر من جديدالمرأة الحديدية ثير جدلا حتى في السينما



 

ينتظر سكان بلدية بعطة الواقعة على مسافة 120كلم شمال شرق ولاية المدية بمحاذاة جبال الأطلس البليدي، تخصيص مشاريع تنموية لتثبيت سكانها بهذه المنطقة الريفية الذين يناهز عددهم ثلاثة آلاف نسمة، خاصة وأن العديد من العائلات التي نزحت نحو مدن وتجمعات سكانية، وترغب الآن بعد استعادة الأمن العودة إلى خدمة أراضيها.
رغم أن السكان استبشروا خيرا بعد قرب فتح الطريق الوطني رقم 64 الرابط بين بلدية العمارية بالمدية وبلدية بو'رة بالبليدة، مرورا ببلدية بعطة والعيساوية بفك العزلة عن المنطقة، إلا أن عدة نقائص لا زالت تشكل هاجس المواطنين الذين أكدوا لنا أنهم بحاجة ماسة إلى عدة ضروريات؛ وعلى رأسها الهياكل الصحة والمرافق الشبانية والدعم الفلاحي لتوفير مناصب الشغل.
وذكر لنا أحد المواطنين أن الطريق الوطني رقم 64 من شأنه فتح آفاق واسعة لحركة التنمية بالبلدية نظرا لموقع الطريق الإستراتيجي، والذي لم تنته به الأشغال، خاصة بالنسبة للشطر التابع لولاية البليدة، ويبقى أمل السكان في أن يكون هذا الطريق بداية لمشاريع أخرى تفك العزلة عن هذه البلدية التي عانت الأمرّين خلال سنوات المأساة الوطنية، حيث نزح ثلثا السكان إلى بلديات ومدن مجاورة فرارا من تبعات الوضعية الأمنية الصعبة، وعدم وجود ضروريات الحياة.
وأمام هذه الوضعية، تبقى الكرة في شباك المسؤولين، كل حسب اختصاصه، في مساعدة المواطنين للعودة إلى قراهم ومداشرهم، والذي يشيرون أن ما توفره أراضيهم من خيرات يجعلهم في غنى عن طلب المساعدة، مناشدين الجهات المعنية بضرورة تسهيل طرق الدعم الخاصة بالبناء الريفي والاستفادة من الدعم الفلاحي، حيث أكد العديد من العائدين بأنه لو توفر السكن والماء والكهرباء، مع دعم الفلاحة، لعاد كل سكان بعطة، لأنهم مرتبطون بخدمة الأرض أباً عن جد.
وفي لقائنا مع بعض شباب المنطقة، أكدوا أنهم بحاجة إلى مرافق ثقافية ورياضية، باستثناء الملعب الجواري الذي أُنشئ حديثا وأصبح المتنفس الوحيد لكل أطفال وشباب منطقة بلدية بعطة، في انتظار قاعة متعددة الرياضات، أما المتمدرسون بمختلف الأطوار، فأشار بعضهم أنهم يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى المتوسطات والثانويات المتواجدة في منطقة العيساوية بالنسبة للطور الثاني، أو العمارية، الأمر الذي انعكس سلبيا على تحصيلهم العلمي.
وفي الجانب الصحي، تبقى النساء الحوامل بهذه البلدية يتكبدن عناء السفر من مقر إقامتهم إلى بلدية العمارية للفحص، قاطعات مسافة 40 كلم ذهابا وإيابا، معرضات بذلك صحتهن وصحة الجنين إلى مخاطر كان بالإمكان تفاديها لو أن المسؤولين على قطاع الصحة اهتموا بذلك، ويضطر أرباب العائلات إلى الاستنجاد بسيارات ''الكلاندستان'' بثمن لا يقل عن 500 دج في غالب الأحيان، للوصل إلى المرافق الصحية.
 
توفي أمس الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ ايل بصورة مفاجئة بعد تعرضه لنوبة قلبية عن عمر يناهز 69 عاما، ست عشرة سنة قضاها على رأس هذا البلد الذي يعد بمثابة آخر قلاع الشيوعية في العالم.
وتمت عملية استخلافه بنجله الأصغر كيم جونغ أن، الذي لم يتعد سنه الثلاثين في سابقة هي الاولى في تاريخ الأنظمة الشيوعية التي عادة ما كان يحكمها رؤساء في خريف أعمارهم ضمن عملية استخلاف سلسلة تمت بنفس الطريقة التي تم خلف الرئيس الراحل والده كيم ايل سونغ.
ولكن الرئيس الكوري الشمالي الجديد يبقى بمثابة لغز محير بالنسبة للعواصم الغربية التي فشلت في جمع المعلومات اللازمة حول شخصيته ولا نواياه وماذا يريد فعله بمجرد توليه قيادة البلاد. بل إن صورته بقيت محل كتمان إلى غاية سبتمبر الماضي عندما ظهر لأول مرة إلى جانب والده الراحل في حفل بالعاصمة بيونغ يونغ.
واكتفت مصادر المخابرات الكورية الجنوبية في برقياتها المحدودة جدا بالقول إن سونغ أن ولد من الزوجة الثالثة للرئيس الراحل ذات الأصول اليابانية وتابع تكوينه في المعاهد السويسرية ورقي إلى رتبة جنرال بأربعة نجوم في الجيش الكوري رغم صغر سنه.
وساد العاصمة الكورية أمس حزن كبير بمجرد إعلان وفاة كيم جونغ ايل حيث أعلن عن حداد وطني ونكست الرايات الوطنية وأغلقت المحلات التجارية وتوقفت كل مظاهر الحياة في وقت كان فيه مئات الأشخاص يتوافدون على القصر الرئاسي لإلقاء النظرة الأخيرة على رئيسهم الراحل.
وفي نفس الوقت الذي أغلقت فيه حدود البلد وأعلنت حالة الطوارئ استنفرت العواصم الآسيوية والدول الغربية حكوماتها مباشرة بعد الإعلان عن وفاة الرئيس جونغ ايل وسط مخاوف من تداعيات هذا الرحيل المفاجئ لرئيس دولة نووية رافضة لمنطق الدول الغربية رغم التحولات التي عرفها العالم منذ أكثر من عقدين.
ولكن عدة مصادر وأجهزة استخباراتية غربية وأسيوية كانت تنتظر مثل هذه الوضعية وخاصة منذ أن أصيب الرئيس الراحل بنوبة قلبية سنة 2008 وهو ما جعل سلطات بلاده تستعد لخلافته بطريقة سلسة بهدف تفادي أي انزلاق باتجاه الفوضى الشاملة في بلد يعد من أفقر بلدان العالم.
وهو ما حرصت على تأكيده مختلف وسائل الإعلام الكورية الشمالية الرسمية التي طالبت كل شرائح الشعب الكوري من الجيش والطلبة والعمال إلى مبايعة الرئيس الشاب.
وبنظر العديد من المتتبعين للشأن الداخلي الكوري الشمالي، فإن الرئيس الجديد سيواصل على نهج أبيه وخاصة ما تعلق بعلاقات بيونغ يونغ مع الدول الغربية والقبضة الحديدية التي تجمعهما منذ عدة سنوات على خلفية برنامجها النووي بقناعة أن الرئيس الشاب تم تحضيره في مناصب المسؤولية في بلاده منذ عدة سنوات.
وقد كانت التجربة الصاروخية التي نفذتها كوريا الشمالية صباح أمس تزامنا مع إعلان وفاة الرئيس جونغ ايل بمثابة رسالة واضحة باتجاه الدول الغربية بأن لا تنتظر أي تحول في المواقف المبدئية لآخر الإمبراطوريات الشيوعية في العالم.
وهي الأمنية التي عبرت عنها مختلف العواصم الغربية من برلين إلى باريس وواشنطن ولندن والتي أبدت رغبة في إمكانية حصول تحول في الموقف الكوري من الوضع العالمي وأن تباشر مفاوضات جادة مع الدول الغربية من اجل إذابة الجليد العالق في المفاوضات السداسية الخاصة بالملف النووي الكوري الشمالي والمتعثرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
بينما اضطرت السلطات الكورية الجنوبية إلى وضع قواتها في حالة تأهب قصوى تحسبا لأي طارئ في نفس الوقت الذي عززت فيه حراستها على طول حدودها مع جارتها الشمالية الممتدة على طول 240 كلم في المنطقة العازلة بينهما منذ الحرب الكورية سنة .1953 

من منّا لا يتذكر التصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش منتشيا بتمكن قوات بلاده من الإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين وسقوط العاصمة بغداد وهو يردد أن أمريكا حاملة لواء الحرية جاءت لتلقن العراقيين الديمقراطية التي حرموا منها في عهد ''الديكتاتور''.   وأكد أن وحدات المارينز إنما جاءت إلى العراق من أجل النزهة على ضفاف نهري دجلة والفرات في تأكيد أن المهمة لن تطول مادام القضاء على نظام صدام حسين كان الهدف المرجو من اكبر عملية إنزال عسكري منذ الحرب العالمية الثانية.
وتتم العودة إلى تلك التصريحات وما تلاها من أحداث وقد غادر آخر جندي الأرض العراقية أمس بعد مرور تسع سنوات على عملية قيل حينها أنها ''جراحية'' ولكنها كانت في الواقع عملية احتلال مدمر أعادت هذا البلد وشعبه إلى نقطة الصفر.
والمأساة التي يعيشها الشعب العراقي أكبر دليل على هذه الحقيقة ولم يعد في العراق من يؤكد عكس ذلك بما فيهم أولئك الذين ابتهجوا ورحبوا بدبابات ''ابرهامس'' وهي تخترق سكون شوارع بغداد بل حتى أولئك الذين ركبوا تلك الدبابات من أجل ضمان خلافة الرئيس العراقي المعدوم.
ومن يقوم بعملية تشريح بسيطة لما آلت إليه الأوضاع في بلاد الرافدين يزداد قناعة أن أمريكا إنما جاءت لتدمير بلد كان يحمل كل مقومات نهضته ورأت فيه خطرا على حساباتها وخططها في كل منطقة الشرق الأوسط وقد تمكنت من ذلك في نهاية مهمتها أمس.
فالعراق الموحد بعرقياته وطوائفه لم يعد كذلك، فقد انفصل إقليم كردستان وأصبح أشبه بدولة داخل دولة وجاءت الطوائف الأخرى لتعلن عن نفس النزعة الاستقلالية في الانبار بالنسبة للسنة والبصرة بالنسبة للشيعة وأصبح الولاء للعشيرة والطائفة أكبر منه إلى الدولة المركزية.
وهي نتيجة طبيعية بعد أن انهارت مقومات الدولة وركيزتها الجيش النظامي وزالت مؤسساتها التشريعية وسادت الفوضى الجارفة في بلد فقد بوصلة توجهاته العامة في سياق الخطة الأمريكية التي أتقن بول بريمر اول حاكم أمريكي للعراق تطبيقها، وهو الذي تفنن في طريقة تفكيك الدولة العراقية بذريعة قطع  كل صلة مع النظام السابق وإحكام القبضة الأمريكية على كل شاردة وواردة في بلد يحمل في جنباته كل بوادر التفكك العقائدي والطائفي وحتى العرقي.
وقد كان لحل الجيش العراقي السابق ومطاردة كل من اشتمت فيه رائحة حزب البعث بالاغتيال أو التصفية أو الهجرة القسرية ''توابل'' اجتمعت لتكرس عملية التفكك التام وزرع الريبة بين أبناء الشعب الواحد في نفس الوقت الذي شجعت فيه المخابرات الأمريكية على ميلاد أول الخلايا ''الجهادية'' في المناطق السنية بهدف إيجاد المبررات الوهمية للإبقاء على عملية احتلال كانت تبدو في النهاية أنها ظرفية.
ومن ينظر إلى الواقع العراقي اليوم وبعد قرابة عقد من الاحتلال يتحسر على أيام الديكتاتورية الصدامية ليس لأنها كانت النموذج ورغم قمعيتها إلا أنها جنبت العراقيين رغم كل سلبياتها حالة الاقتتال وحيف العيش الذي يعيشونه في بلد يعد من أغنى بلدان العالم.
وحتى وإن تمكنت إدارة الرئيس جورج بوش من تحقيق أهدافها من خلال هذه الخطوات التدميرية، فإنها سقطت في النهاية في سوء تقديراتها لما أصبح يعرف في الخطاب الإعلامي الأمريكي بالمستنقع العراقي.
وبغض النظر عن عدد قتلى جنودها وتريليون دولار الذي أنفقته على جهد الاحتلال فإنها في النهاية فقدت صورة الدولة الديمقراطية وكرست بدلا عنها النزعة الدينية للمحافظين الجدد الذين رفعوا خيار القوة كوسيلة لضمان سيطرة أمريكا وتبنوا الأفكار الصهيونية في الدفاع عن معتقداتهم الدينية وجعلوا الإسلام والمسلمين عدوهم الذي يجب الإطاحة به مهما كلفهم الثمن.
ولولا ضغط عائلات الجنود الأمريكيين الذين زج بهم في حرب جائرة والذين تم تغليطهم بفكرة نشر أفكار الحرية الأمريكية والجثامين المسجاة بالراية الأمريكية التي كانت تصل سرا إلى القواعد الأمريكية في كل يوم لما غيرت هذه العائلات مواقفها وبعد أن تأكدت أن أبناءها إنما راحوا يدافعون عن سياسة أمريكية صاغتها أقلية يمينية تحمل أفكار دينية لا علاقة لها بديانتهم المسيحية بقدر ما هي تجسيد لأفكار منظري الصهيونية العالمية.
ولكن تفطنهم كان متأخرا وخروجهم إلى أمام البيت الأبيض والبنتاغون في مظاهرات متواصلة لم يكن إلا نتيجة حتمية لمعاناة تلك العائلات وجعلت الرئيس الأمريكي الجديد يتلقف هذا الشعور مدافعا عنه لإنقاذ أمريكا من ورطة أخلاقية ولكن بعد فوات الأوان.
والمفارقة أن العراقيين سيستفيقون اليوم وقد غادر الأمريكيون بلادهم ليجدوا أنفسهم في دوامة أزمة سياسية حادة هي في الواقع نتيجة حتمية لمخلفات احتلال أمريكي وبذور الفرقة التي زرعها وبدأت تطفو إلى السطح ولا احد بمقدوره التكهن بما تحمله من مفاجآت لن تكون بالضرورة سارة !

الكلمة في بعض إيقاعاتها تكون أرسخ من جبل إذا كانت فكرتها أمضت في العقل ما يمضيه الجنين في بطن أمه حتى يكتمل ويخرج للحياة، ليثبت فيها ويضيف إليها ما ينفع الناس، أعلام الجزائر هم الفوانيس التي استطاعت في أحلك الظلمات أن تضيئ الطريق وأن تسطر ذلك الأثر الفكري الرائع والمحيي، وهذا ما أشادت إليه الأستاذة نادية شنيوني في كتابها الموسوم بـ»أعلام الفكر الجزائري« وقد اختارت منهم نخبة من الرجال الذين ساروا على طريق النور.
أمام القامات الفكرية الفاعلة، تتحول الأقلام الأخرى إلى مجرد أقلام تستهويها غواية الفكر وتبهرها نصاعته، فتستظل بأحد أنواره محاولة اقتطاف ثمرة من ثماره الشهية إلا أن الفكر لايسقط إلى الأسفل بل يصعّد إلى الأعلى، وقد جاء في مقدمة المؤلفة لهذا الكتاب قولها:
''وحتى لا ننسى، وحتى نتقدي بمن هم القدوة، نقتدي بمصابيحنا المضيئة التي أنارت تاريخ الفكر الجزائري بعلمها النافع الوفير، وبسيرها الأسطورية واقعية الأحداث التي كانت وستظل أساس جاذبيتها، فكرها اليقظ وعلمها الفائض المتدفق الذي جاد وأعطى في حقبة شحيحة صعبة، حقبة أنجبت فيها الجزائر كوكبة مشعة من مفكرين وأعلام، كان العلم حياتها، ومنبع صمودها، وسبب يقظتها وإيقاظ من حولها،  إيقاظ أمة بأكملها... من سباتها لتفتك حريتها التي راح ضحيتها أزيد من مليون ونصف مليون شهيد.. قربانا للجزائر الحبيبة''!
الكاتبة نادية شنيوني عايشت نخبة من هؤلاء المفكرين، واحتكت مع بعض الذين عايشوا من لم تلتقي بهم، فتكونت لديها فكرة عن هؤلاء العلماء العظماء، حيث أكدت لـ''المساء'' أن فكرة تقديم هؤلاء الأعلام استوحتها من الاحتكاك بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وعلى رأسهم رئيس الجمعية الراحل الشيخ عبد الرحمن شيبان الذي دعمها وشجعها على المضي في إخراج هذه الفكرة إلى النور، وكذا الشيخ الأكحل شرفاء والشيخ محمد الصالح الصديق، أطال الله في عمره، الذي كان المرشد والموجّه للمصادر والمراجع، بالإضافة إلى أن ''فكرة إبراز هؤلاء الأعلام المبرزين جاءت تكريما وإجلالا، اعترافا بهؤلاء المصابيح الذين أردت أن استفتح بأفكارهم باكورة أعمالي، وفي ذات الوقت أكرم من خلالهم أعلام وعلماء الجزائر وأفند تلك المقولة القائلة إن الجزائر ليس لها علماء وأعلام، وقد تتواصل الفكرة في سلسلة أعمال أخرى يمكن أن يعتمدها الاعلاميون والطلبة والدارسون، وذلك من خلال اِنتهاج أسلوب قد يبدو بسيطا في لغته لكنه عميق في أفكاره''.
الكتاب استهلته المؤلفة بتقديم شخصية جزائرية علمية قد تكون مغمورة، وهذه الشخصية هي العلامة محمد أبوراس المعسكري (1751 ـ 1823) وقد قدمت الكاتبة للقراء عن هذا العلامة مولده ونشأته، دراسته، رحلاته، أهم ما قيل فيه مؤلفاته، ثم تواصل هذه السلسلة العلمية الذهبية بعلامة جزائري أضاء المشرق والمغرب وهو الدكتور محمد بن أبي شنب، لتضيف لهذه السلسلة حلقة أخرى استطاعت أن تحوّل مجرى المجتمع الجزائري تحويلا جذريا من الركود إلى الحراك، عن طريق النهوض والإصلاح وهو الشيخ عبد الحميد بن باديس، ثم الشيخ الطيب العقبي ومحمد البشير الابراهيمي والشيخ المولود الزريبي والفضيل الورتلاني والمفكر الجزائري الكبير والذي يعد ابن خلدون الثاني، الأستاذ مالك بن نبي وفضيلة الشيخ الراحل عبد الرحمن الجيلالي، والشيخ الراحل عبد الرحمن شيبان، والأستاذ محمد الأكحل شرفاء، والأستاذ محمد الصالح الصديق والأستاذ الوزير مولود قاسم نايت بلقاسم، والمفكر الكبير الراحل محمد أركون.
هؤلاء الأعلام الذين تم انتخابهم لهذه السلسلة الفكرية والتعريف بحياتهم وآثارهم الفكرية والعلمية.
وبهذا تؤكد الكاتبة للمشككين والذين يحاولون تصغير دور الجزائر، فإن  قامة علمائها كقامة جبالها التي تتوج بالشمس وتتلحف بالثلج وتكتب على صفحات خضراء بحبر من النور فكرا يستقي سموه من السماء وتوهجه من الإسلام، وما تزال الجزائر تنتج العلماء وتقترح للعالم العربي والإسلامي الكثير من الأفكار الحضارية.

سواء كان ذلك في الحياة الواقعية أم على شاشات السينما، يبدو أنّ رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت ثاتشر أو ''المرأة الحديدية'' كما اشتهرت، لم تفقد ولو قدرا ضئيلا من قدرتها على خلق انقسامات في الرأي، كما يؤكّد ذلك الجدل المشتعل المفعم حول فيلم مرتقب ظهوره عنها.
تجسّد الرائعة ميريل ستريب شخصية الزعيمة السابقة التي تبلغ من العمر الآن 86 عاما، وتصوّرها كامرأة خائرة القوى تعاني من العته، فيما تعرض لقطات بنظام الفلاش باك عصرها الذهبي 1979 -,1990 فاللقطات الدعائية للفيلم الذي من المقرر أن يطرح في العرض الأول في بريطانيا يوم السادس من يناير المقبل، تجد مدبّرة منزل المرأة الحديدية وحدها في المطبخ وهي منكبة على إناء به عصيدة، وتقول لها: ''ها أنت ذي'، فتردّ عليها ثاتشر ''ها نحن '' متوهّمة أن زوجها دينيس الذي عاشت معه سنوات طويلة وتوفي عام 2003 لا يزال معها، وهذا الجانب تحديدا من العمل أثار ثائرة محبي ثاتشر في بريطانيا الذين يرون في هذا التصوير ''إهانة''.
في المقابل، دافعت ستريب عن الدور ببسالة، إذ قالت إنّ كبر السن والإصابة بالخرف أو العته لا ينبغي أن ينظر إليه كوصمة، ''إنّها الحياة.. تلك هي الحقيقة''، حسبما قالت الممثلة الحائزة على الأوسكار، خلال مقابلة أجرتها معها مؤخرا هيئة الإذاعة البريطانية ''بي.بي.سي''، وقالت ستريب لصحيفة ''ديلي تلجراف'': ''أردت تقديم عمل عن الفناء وتقبل واقع فقدان الحياة.. ووجدنا قصة شعرنا أنّها تقّدم ذلك المضمون'.
وقالت ستريب، إنّ الفيلم يقدّم نظرة ''شخصية تماما'' لثاتشر وهي تخطو نحو النهاية، فصوّرنا ''انحسار وتناقص قوتها''، وقالت الممثلة التي قضت شهورا طويلة تشاهد وتستمع لتسجيلات فيديو وتسجيلات إذاعية كي تتمكّن من التعرّف على لغة الجسد والصوت عند ثاتشر، إنّ الحديث مع الناس عن ثاتشر كان ممتعا، لأنّ ''كلّ شخص كانت لديه وجهة نظر عنها''.
كان هدفها الرئيسي من تقديم العمل الذي أخرجته فيليدا لويد مخرجة ''ماما ميا''، هو ''معرفة أي شيء كان يجذب الناس إليها، ما ولد في قلوب آخرين ذلك الحقد الدفين عليها''، واعتمد الفيلم بشكل كبير على لقطات إخبارية ليذكر المشاهد بمعارك ثاتشر مع اتحادات العمال البريطانية والاحتجاجات الواسعة ضدّ حكمها وحرب عام 1982 مع الأرجنتين، بسبب جزر فوكلاند وهجمات القنابل التي شنّها الجيش الجمهوري الإيرلندي في بريطانيا- من بين نواح أخرى في حكمها الذي دام 11 عاما.
الفيلم قدّم تقييما بأثر رجعي عن بزوغ نجم ثاتشر الذي لم ينطفئ في عالم السياسة الذي هيمن عليه الرجال إبان سبعينات وثمانينات القرن الماضي، ومناوراتها السياسية بالإضافة إلى حياتها كأم، وقالت ستريب لديلي تلجراف ''ثاتشر كانت غريبة في عالمها وفي حزبها.. أعتقد أنني شغوفة بعملي قدر شغفها بعملها، كما أنني لا أرضى أن يسيء ''أحد'' فهم ما أحاول القيام به، مثلها تماما''، وقالت ستريب لـ''تايمز'' :''نحن في اليسار لم نكن نحب سياستها، لكننا كنا نضمر في أنفسنا شعورا بالإعجاب بما استطاعت كامرأة تحقيقه''، وأضافت''لا أزال أعارض كثيرا من ''أفكار'' سياستها.. لكنني أشعر أنّها آمنت بها وأنها كانت تنبع من يقين صادق''.
يقول مايكل بورتيلو وزير الدفاع البريطاني الأسبق والحليف المقرب من ثاتشر، إنه برغم أداء ستريب ''الرائع''، فإنه شعر بـ ''عدم الارتياح'' إزاء المشاهد التي صورت مرضها، وتنبأ بورتيلو ''أرى أنه عمل فني ضخم .. لكنه فيلم روائي مثير للجدل''، وتردّد أنّ مارك وكارول نجلي ثاتشر التوأم، أصيبا بهلع من الحبكة الدرامية للعمل الذي تردّد أنهما شبهاه بـ ''قصة خيالية من نسيج خيال اليسار''.
لكن لويد التي تصف فيلمها ''المرأة الحديدية'' بأنه ''فيلم أيديولوجي''، تقول إن المشاهدين سيدركون قدر الاهتمام والحذر الذي حرصت عليه ستريب في الحفاظ على ''كرامة'' ثاتشر.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)