الجزائر

تيبازة... يناير عند أهل شنوة فرصة لإثبات الذات



تيبازة... يناير عند أهل شنوة فرصة لإثبات الذات
تعيش مختلف مناطق ولاية تيبازة منذ أيام على وقع الاحتفال برأس السنة الأمازيغية التي جعل منها الأسلاف منذ القدم موعدا لإثبات الذات من خلال عادات و مظاهر اجتماعية تتعلق أساسا بالهوية و خدمة الأرض للتعبير عن مدى ارتباط الإنسان بأرضه.و يحمل تاريخ ال12 يناير أول يوم للسنة الأمازيغية قيمة رمزية فائقة عند سكان أهل شنوة و مناصر و حجوط جنوبا إلى الداموس و قورارية و سيدي غيلاس غربا إلى تيبازة و البلج . وهي نفس مظاهر الاحتفال تشهدها قرى و مناطق تيبازة. "و للتعبير عن الاختلاف و جعله وسيلة من وسائل المقاومة و رفض الاستعمار لم يكن سكان منطقة شنوة إبان الاحتلال الفرنسي يحتفلون برأس السنة الميلادية" حسب المهتم بشؤون التاريخ الثقافي للمنطقة عبد القادر بوشلاغم منتج برامج أمازيغية و منشط إذاعي بالمحطة المحلية للإذاعة الوطنية بتيبازة."لذلك فقد شكل موعد الاحتفال برأس السنة الأمازيغية دائما موعد لإثبات الذات و مواجهة الغزو الثقافي و الطمس الثقافي الذي مارسته فرنسا وقتها و ظل أهل شنوة متمسكين بها رغم الفقر و الظروف الصعبة التي كان يعيشونها وقتها سكان شنوة " يقول بوشلاغم.كما شكل الاحتفال بهذا الموعد فرصة لإحياء مظاهر التآزر و التضامن الاجتماعيين بين السكان خاصة في المناطق الريفية هناك بأعالي جبل شنوة أو أغبال و بني ميلك و الداموس ومسلمون و سيدي غيلاس أين حافظ السكان نسبيا على مظاهر الاحتفال العائلي مقارنة بأجواء الاحتفال داخل المدن حيث ما تزال العائلات تحضر على مدار أيام للاحتفال بالموعد حسب ذات المتحدث.و يبقى الاحتفال بيناير رغم الاختلافات المسجلة هنا و هناك عبر مختلف مناطق الوطن محطة تاريخية هامة في تاريخ الشعب الجزائري و مرجعا يؤرخ لهويته الأمازيغية و ثقافته -يقول بوشلاغم .الكسكس و البركوكس بنكهة الكويرات أهم أطباق ينايرو تلعب الأمهات و الجدات دورا أساسيا في سهرة رأس السنة الأمازيغية بعد اجتماع كل أفراد العائلة لتروي القصص و الحكايات و الأساطير و البطولات للأحفاد بعد تناول طبق شهي من الكسكسي أو البركوكس يحضر بالدجاج الذي ينحر في نفس يوم الاحتفال حسب التقاليد.و وفقا للعادات المحلية تعكف العائلات قبلها طيلة الأسبوع على طلاء البيوت و شراء الأواني الفخارية الجديدة لاستقبال السنة الجديدة ك "فأل خير" على انطلاقة جيدة و سنة تعود بالخير على كل العائلة فيما يبقى الطفل -على اعتبار أنه يرمز للمستقبل- يحتل مكانة مرموقة خلال الاحتفال حيث يسلم له ختاما للحفل طبق مليئ بالحلويات و الفواكه كخطوة ترمز لمستقبل زاهر.و يعد تقليد التضحية بالديك لإعداد أطباق البركوكس المرفوقة بالكويرات التي يتم تحضيرها باستعمال الحبوب ومختلف أنواع الأعشاب والتوابل و الفطائر إلى طرد قوات الشر و تضفي الحلويات "نكهة" خاصة بالاحتفال بيناير.و يلاحظ أنه فيما تراجع هذا التقليد نوعا ما في المدن إلا أنه حافظ على مكانته داخل القرى.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)