استطلاع قامت به قناة "الآن" الإماراتية يظهر ترحيبا كبيرا في الشارع التونسي حول الدور الذي من الممكن أن تلعبه الجزائرعلى عكس بعض الأصوات التي انطلقت في تونس خلال الساعات الماضية، والتي حاولت النيل من العلاقات الوطيدة والتاريخية بين الجارتين الجزائر وتونس، أظهر استطلاع لقناة "الآن" الإماراتية ترحيبا كبيرا في الشارع التونسي حول الدور الذي من الممكن أن تلعبه الجزائر عبر الوسائل التي تمتلكها في العديد من الصعد، والتجارب التي خاضتها لاسيما في مكافحة الإرهاب حيث اكتسبت خبرة في العشرية السوداء حول ملاحقة الجماعات الإرهابية في الجبال والمدن.
وقال أحد المستطلعين التونسيين "إن الجزائر بإمكانها أن تقدم مساعدات كبيرة لتونس في مجال مكافحة الإرهاب، حيث لديها تجربة وخبرة كبيرة في هذا المجال، وأثبتت نجاحها في التعامل مع هذه الظاهرة". وهو ما شاطره فيه مواطن آخر الذي اعتبر أن التجربة التي تفتقدها تونس في الحرب ضد الإرهاب هو متوفر لدى الجارة الجزائر"، فيما أكد مواطن ثالث أن الجزائر تمتلك قوة عسكرية لا بأس بها وتعتبر طرفا يستحق الثقة في مكافحة الخطر الإرهابي.
وعلى الاتجاه نفسه صرح مواطن تونسي آخر بالقول "إن الجزائر في حالة تدخلها العسكري المباشر ضد الجماعات المتطرفة في تونس لأنها بلد جار ويحترم السيادة الوطنية ولا يستغل التوترات الحاصلة هناك من أجل تنفيذ مشاريعه على عكس الدول الكبرى التي يمكن أن تصطاد في الماء العكر".
وتؤكد هذه التصريحات الإيجابية في حق الجزائر وما يمكن أن تقوم به لإخراج تونس من النفق المظلم الذي بدأت الدخول فيه مع اشتداد الاعتداءات الإرهابية، أن الشارع التونسي بعيد كل البعد عن التصريحات والأخبار غير الموثوقة التي روجتها جهات تونسية مؤخرا التي كادت تسمم العلاقات بين الجارتين المغاربيتين لولا التعقل الذي أبداه الطرفان على المستوى الرسمي.
وينظر غالبية التونسيون حسب ما ظهر في استطلاع قناة "الآن" إلى الجزائر بصفتها جزءا من الحل وليست جزءا من المشكل، خصوصا أنها تملك من الوسائل العسكرية والخبرة في مجال مكافحة الإرهاب، ما يشكل فرصة حقيقية لتونس لتجاوز الظرف الحرج في الوقت الراهن.
واللافت هو تخوف الشارع التونسي من التدخل الخارجي في شؤون بلادهم تحت غطاء مكافحة الإرهاب مما يشكل تهديدا لسيادتها الوطنية، في حين اعتبر أن الاعتماد على الجارة الجزائر خيار مناسب لتجنب مثل هذه الوضعية التي تجعلهم مخيرين بين الوقوع فريسة للجماعات المتطرفة وهيمنة القوى الكبرى، حيث أثبتت التجارب بينهما تاريخيا عدم وجود أي نوايا وأهداف خارج إطار العلاقات الودية والأخوية والتي تضع المصالح العليا والسيادة الوطنية للبلدين فوق أي اعتبار آخر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/08/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : علي العقون
المصدر : www.elbilad.net