احتفلت تونس، أمس، بالذكرى الثانية لثورتها التي أنهت الحكم الأمني لبن علي، وكانت بداية لشرارة الربيع العربي التي وصلت إلى مصر وليبيا وبلغت سوريا وامتدت شظاياها إلى عدة دول عربية أخرى، إلا أن الثورة التونسية التي أخرجت قادة إسلاميين ويساريين من السجون والمنافي وأدخلتهم إلى القصور والكراسي، ما زالت تترنح تحت وقع الاحتجاجات الاجتماعية والتجاذبات السياسية، وكذا تصاعد التهديدات الأمنية، ما أثر في الاقتصاد الذي وإن سجل بعض النمو إلا أنه لم يصل إلى مستوى ما هو مأمول.
كخطوة رمزية لتهدئة الأوضاع الاجتماعية في تونس، وقّع أمس رئيس الحكومة حمادي الجبالي والأمين العام للاتحاد العام للشغل حسين عباسي ورئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة وداد البوشماوي على ''عقد اجتماعي''، بمقر المجلس الوطني التأسيسي، بعد أداء مراسم رفع العلم التونسي بمناسبة الذكرى الثانية للثورة بحضور كل من الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة حمادي الجبالي ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر.
ومثل حضور الرئاسات الثلاث مجتمعة مراسم الاحتفال بالذكرى الثانية ''لثورة الياسمين'' فرصة للتأكيد على تماسك الترويكا التي تقودها حركة النهضة متحالفة مع حزبين علمانيين، رغم أنه كان من المقرر إعلان حكومة موسعة في الذكرى الثانية للثورة قبل أن يتأجل الأمر. ودعت أغلب أحزاب الترويكا والمعارضة أنصارها للمشاركة في وقفة رمزية بشارع الحبيب بورقيبة أشهر شارع في تونس العاصمة، والذي شهد أكبر المظاهرات التي أطاحت بنظام بن علي. ورغم مظاهر التآلف الحكومي إلا أن أحزاب الترويكا مازالت إلى حد الآن لم تتوافق على مسودة للدستور تعرضها مجتمعة على الشعب للاستفتاء، كما أن نسبة البطالة مازالت مرتفعة ووصلت إلى 19 بالمائة، أو ما يعادل 700 ألف بطال، في حين لم تتمكن الحكومة من توفير سوى 100 ألف منصب شغل خلال العام الماضي.
من جهة أخرى، اضطرت الحكومة إلى الاستعانة بالجيش أول أمس في مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا لضبط الأمن بعد أسبوع من المواجهات بين الشرطة والمحتجين، رغم تدخل رئيس الحكومة حمادي الجبالي وإقناعه نظيره الليبي علي زيدان بفتح الحدود، إلا أن هذا لم يهدئ من غضب المحتجين على تدهور أوضاعهم المعيشية والذين يعتمدون في معيشتهم على الحركة التجارية مع ليبيا. كما تظاهر العشرات من سكان سيدي بوسعيد في شمال تونس، أول أمس، بسبب حرق مجهولين لمقام الولي الصالح سيدي أبى سعيد الذي سميت باسمه المنطقة، الأمر الذي استنكرته الرئاسة التونسية، ووصفته ب''الجريمة والاعتداء على التراث الوطني''، ووجهت أصابع الاتهام إلى التيار السلفي الذي يعتبر التقرب إلى الموتى والأضرحة شركا بالله، استنادا إلى فتاوى العلماء، حيث أحرقت العديد من الأضرحة في تونس، لكن مقام سيدي بوسعيد فجّر غضبا شعبيا ورسميا نظرا لشهرة هذا الضريح، كما أنه يعد مقصدا سياحيا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مصطفى
المصدر : www.elkhabar.com