توقيف الحملة الانتخابية وساركوزي يصف الحادثة بـ''المأساة الوطنية'' اعتداء على مدرسة يهودية في فرنسا يخلف 4 قتلى

 وصف الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الاعتداء الذي وقع على مدرسة يهودية، مخلفا أربعة قتلى، بـ المأساة الوطنية . كما أقر دقيقة صمت، اليوم، في جميع المدارس الفرنسية. وكان ساركوزي قد تنقل، فور وقوع الحادثة، إلى مدينة تولوز، رفقة وزير التربية، لوك شاتل، ورئيس مجلس المؤسسات اليهودية بفرنسا (كريف)، ريشار باسكي. وتنقل بدوره مرشح الحزب الاشتراكي، فرانسوا هولند، إلى تولوز واصفا الحادثة بـ البشعة ، معبرا عن تضامنه مع الجالية اليهودية بفرنسا . وأدانت بدورها مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان،  العملية.
وبعد وقوع الحادثة أعلن في فرنسا عن توقيف الحملة الانتخابية الرئاسية، وتساقطت التنديدات من الولايات المتحدة الأمريكية والفاتيكان وإسرائيل والاتحاد الأوروبي والمؤتمر اليهودي الأوروبي، فيما شددت بلجيكا الحراسة على المدارس اليهودية. وفي تفاصيل الحادثة، وفق تقارير إعلامية، فقد قام شخص مجهول بإطلاق النار على تلاميذ مدرسة يهودية بمدينة تولوز، جنوب غربي فرنسا، مستعملا سلاحين، ما أدى إلى وقوع أربعة قتلى، ثلاثة أطفال ورجل، إضافة إلى جريحين في حالة خطيرة، ولاذ الفاعل بالفرار ممتطيا دراجة نارية. وقد استعمل الجاني سلاحا أول تعطل ثم سلاحا ثانيا، إثـر اقتحامه للمدرسة اليهودية. وقال النائب العام، ميشال فالي، إن الجاني أطلق النار على الأطفال والكهول وتبعهم داخل المدرسة . الرجل الذي مات مع طفليه يدعى جونتان ساندلر ويحمل الجنسية المزدوجة فرنسية وإسرائيلية، كان قد قدم من القدس في سبتمبر الماضي لتدريس المواد الدينية في المدرسة المستهدفة.
وأشار وزير الداخلية، كلود غيون، إلى أوجه التشابه بين اعتداء أمس والاعتداء المزدوج الذي استهدف، الأسبوع الماضي، عسكريين، أسفر عن مقتل ثلاثة منهم من أصول مغاربية وجرح رابع، في مدينة منتوبان القريبة من تولوز. حيث أن الرصاصات التي استعملت في الاعتداء على المدرسة من نفس عيار الرصاصات التي استعملت في اعتداء منتوبان. وفتحت محكمة باريس المختصة في مكافحة الإرهاب ثلاثة تحقيقات.
وتعتبر حادثة أمس الثانية من نوعها بعد تلك التي حدثت في 1982 في شارع ليروزي بباريس، مخلفة 6 قتلى و22 جريحا من الجالية اليهودية.
وتعد الجالية اليهودية بفرنسا الأهم بأوروبا، حيث يقدر عددها بـ530 ألف يهودي، متمركزة في منطقة باريس والشمال الشرقي والجنوب الغربي، من بينهم 25 ألفا بتولوز وحدها، حسب الإحصاءات اليهودية الفرنسية. ويمارسون طقوسهم في 300 معبد، ومنضوون ضمن 60 جمعية يشرف عليها كريف .