توقف اضطراري لهدم البنايات الفوضوية في مستغانم : حالة طوارئ مخافة وقوع انزلاقات وانهيار منازل بحي الدرب

تحول حي الدرب وسط مدينة مستغانم الى بؤرة توتر قابلة لانفجار شعبي في ظل حملات هدم البنايات الفوضية التي شرعت فيها السلطات المحلية استجابة لقرار والي مستغانم لإزالة كل مظاهر العمران «القبيح»، وتنذر الحرب التي تقودها السلطات في حق كل ما هو عشوائي ويرمز الى البناء في الأحياء العتيقة بذات المدينة بمواجهات مفتوحة ومحتملة بين السلطات الأمنية والعائلات المعنية بفقدان مبانيها غير الشرعية. وتشير المعطيات الى أن العملية الأولى التي فجرت غضبا منقطع النظير في وسط 5 عائلات إثر إزالة بيوتها غير الشرعية في حي الدرب، ادت الى توقف اشغال الهدم مؤقتا بأمر من السلطات الولائية ريثما يتم اخماد بؤرة التوتر ثم معاودة تطبيق مخطط الهدم من جديد. وقد رفضت العائلات الخمس التي تعرضت لتهديدات السلطات بهدم منازلها العشوائية لعدة سنوات، مبارحة الشارع لليوم الرابع على التوالي عن هدم منازلها بحجة عجزها عن إيجاد مأوى مناسب لها أنها امتنعت من جهة اخرى عن الاحتماء لدى الأقارب. وتفيد المعطيات أن ما لا يقل 20 موظفا ينتمون الى العائلات الخمس اشعروا إدارتهم بعدم الالتحاق بمناصب شغلهم الى غاية إيجاد مخارج نهائية لظروفهم القاهرة، وقد أبدت العائلات صلابة في التعاطي مع السلطات التي بررت قرارات الهدم بمخاطر كانت تحدق بذات العائلات لوجود تشققات خطيرة كانت مرشحة ان تعصف بأرواح افرادها . العائلات التي احتجت بقوة على قرارات الهدم وقامت بانتفاضة في الطريق الرابط بين وسط المدينة وحي الدرب بعرض أثاثها وممتلكاتها في عرض الطريق، قالت إنها لا تملك الأموال لاستئجار مساكن بسبب ارتفاع الايجارات واشتراط دفع الحقوق كاملة نقدا وبتسبيق لمدة سنة، وهو ما جعلها تطالب بحق الحصول على مساعدات السلطات العمومية كتوفير سكنات لائقة لها او انتشالها من «الشارع». في السياق ذاته، هدد رجل مسن بمعاودة الاحتجاج في قادم الايام أمام مبنى الولاية بعدما فشل في إشعال النار في جسده بفعل تدخل رجال الامن لحظة رش نفسه بكمية من البنزين محاولا استعمال عود ثقاب لجعل جسده «كومة من رماد»/ مع العلم أن الرجل المسن يعتبر من بين العائلات الخمس التي تعرض مبانيها الى الهدم نفذته المصالح المختصة فجر يوم الاربعاء الفارط. وبحسب مصادرنا، فان حي الدرب العتيق يسجل اكثر من 50 حالة بناء غير شرعي مثلما هو الحال للأحياء القديمة الاخرى، الأمر الذي أربك سكان «الدرب»، مخافة تعميم عمليات الهدم على منازلهم بعدما وضعت السلطات المحلية قائمة كبيرة تضم العشرات من المباني المشيدة بصفائح الزنك وبقايا قش لهدمها بالكامل، ونقل مصدر مسؤول ل«البلاد» أن السلطات ارجأت عدم البث في عمليات الهدم لأيام قليلة فقط ريثما يتم محاصرة الضغط الرهيب الحاصل في الدرب واحياء أخرى أبدت تضامنها مع العائلات 5 التي هدمت منازلها.
في سياق متصل بالموضوع، تقضي بعض العائلات في حي الدرب لياليها تحت النجوم وسط مخافة اجتياح الجرافات فجرا لهدم مساكنها في ظل تلقيها اشعارات بالهدم منذ دخول مخطط القضاء على البنايات الفوضوية حيز التنفيذ. يشار الى أنه تم تعزيز الامن بقوة في حي الدرب للسيطرة على اي انزلاق أمني قد يحدث في الساعات المقبلة.