تساءل سكان قرية الهضبة أو كما يسمونه بحي البلاطو المتواجد ببلدية خميس الخشنة، عن مصيرهم من التهميش والعزلة والظروف المزرية التي يتخبطون فيها في ظل صمت السلطات المحلية التي لم تتدخل لتسوية مشاكلهم العالقة. إن يومياتهم أصبحت لاتطاق بسبب انعدام أدنى ظروف العيش الكريم.
تتوقع المصالح الفلاحية لولاية تيزي وزو جني ما لا يقل عن 500 ألف قنطار من الزيتون وعصر 10 ملايين من الزيت، وذلك بعد حملة جني الزيتون الراهنة التي انطلقت عبر عديد بلديات وقرى الولاية قبل أسبوعين، وحسب مصادر مقربة من مديرية المصالح الفلاحية فإن المساحة الإجمالية للأشجار المغروسة قدرت ب33 ألف و722 هكتار منها 28 ألف و400 من الأشجار المنتجة، وحسب ذات المصدر فقد تم لحد الآن جني نحو ألفي هكتار من الزيتون ما يعادل 7 في المائة من المساحة المذكورة ومن المتوقع أن تنتج كل 100 شجرة من 15 إلى 16 قناطير من الزيتون، وتعتبر هذه الكمية مرتفعة مقارنة بتلك التي تم تسجيلها خلال الموسم المنصرم من خلال جني 6 قناطير من الزيتون في عدد الأشجار المذكورة، وحسب المتخصصين في هذا النوع من الفلاحة فإن العوامل المناخية وظاهرة التناوب الموسمي التي قالوا بأنها طبيعية والذي تتعاقب فيه المواسم الجيدة مع السيئة تعمل على تدني أو ارتفاع كمية المنتوج بين سنة وأخرى.
وفي ذات السياق أكد لنا العديد من هؤلاء بأنهم يردون الانخفاض في الإنتاج إلى أسباب أخرى على غرار ضعف العناية بحقول الزيتون، سيما ما تعلق بعمليات الحرث والتقليم والتخصيب، ومن جهة أخرى تساهم الطرق التقليدية المعتمدة في جني الزيتون مثل العصا في الإضرار بالأغصان الصغيرة التي تأثر سلبا على المردود خلال السنوات التي تلي تلك السنة، هذا وحسب مصادرنا فإن ولاية تيزي وزو تتوفر حاليا على أزيد من 400 معصرة زيتون منها 311 معصرة تقليدية، هذه الأخيرة يفضلها الأغلبية من السكان لعصر منتوجهم من الزيتون والتي حسبهم تضمن الذوق والجودة رغم الفوائد التي توفرها المعاصر الحديثة لا سيما في ربح الوقت وضمان كمية أكبر من الزيت، وحسب الفلاحين فإن مادة زيت الزيتون ستشهد خلال الموسم الحالي ارتفاعا محسوسا في الأسعار لتصل حدود 900 دج للتر الواحد بعدما كانت تتراوح ما بين 600 و700 دج السنة المنصرمة، وحسب المنتجين لهذه المادة التي لا تخلو منها طاولات العائلات القبائلية نظرا لفوائدها التي لا تحصى، فإن السبب يعود إلى الآثار السلبية التي أفرزتها موجة الحرائق التي شهدتها مختلف غابات تيزي وزو خلال موسم الصيف لهذه السنة و التي أتت على ما لا يقل عن 9 آلاف شجرة زيتون، كما أن تدني المنتوج السنة المنصرمة والحملة الشحيحة التي لم يتم فيها جني سوى 200 ألف قنطار من الزيتون وعصر 3,6 ملايين لتر من الزيت تؤدي إلى إرتفاع أسعار مادة الزيت، وتعتبر هذه الكمية منخفضة جدا مقارنة بالتي تسجل كل موسم بالولاية على غرار الموسم الفلاحي 2010/2011 الذي تعدت فيه نسبة المنتوج 820 ألف قنطار من الزيتون، بعد الإنتهاء من عملية الجني بحيث عصر منها أزيد من 14,5 مليون لتر من الزيت.
عملية التويزة لجني محصول الزيتون
هذا وما يميز عملية جني الزيتون في تيزي وزو عملية “التويزة” التي يقوم بها السكان لمساعدة بعضهم البعض في جمع حبات الزيتون حيث تلتف العائلات حول الشجرة كبيرا وصغيرا، فحتى الأطفال تشدهم تلك الأجواء الحميمية والأخوية وتستهويهم لينظموا إلى العملية ويجمعوا ما امتدت إليه أياديهم الصغيرتين، وتعتبر هذه العادة مباركة بين السكان الذين لايزالون يحافظون عليها في مختلف المناطق بالولاية لغاية اليوم، ومن جهة أخرى تقوم ربات البيوت بإعداد ما ألذ وأشهى من الأطباق التقليدية التي تعتمد على زيت الزيتون خاصة طبق الكسكسي لجلبها إلى الحقول، ويتناوله الجميع بعد يوم شاق من العملية، ومن جانب آخر تعتبر شجرة الزيتون لدى أهالي تيزي وزو كنز لا يفنى يتوارثه جيل بعد جيل، كما أن عملية بيع الشجرة لشخص آخر تعتبر من العيب الذي يجب تجنبه، خاصة إذا ما تعلق الأمر بقدوم غريب إلى المنطقة، فالمحافظة على هذا الموروث الهام من الشجرة المباركة بين السكان تساهم في القضاء على الفقر، علما بأنه يمكن التمييز بين الفقير والغني بالمنطقة من خلال عدد الأشجار التي يملكها كل واحد منهم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/12/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فرح
المصدر : www.essalamonline.com