إن طريقة الاستقصاء(inquiry) في التدريس قديمة في منطلقاتها الفلسفية حيث استخدمها فلاسفة اليونان ومنهم سقراط الذي يرى أن: ( التعلم عملية يقوم بها المتعلم عن طريق التساؤل والاستفسار)، وقد اهتم بهذه الطريقة رجال التربية المحدثون وعلى رأسهم (جون ديوي Dewey,J)، وطوَّرها (سوكمان Suchman,J.R) في ستينات وسبعينات القرن العشرين، وأطلق عليها طريقة الأحداث المتناقضة (discrepant events)، ويمكن تعريف الاستقصاء بأنه (طريقة تدريس يتم فيها وضع المتعلم في موقف تعليمي مثير يشككه في ظاهرة ما، ويدفعه لاستخدام خطوات حل المشكلات وفق الأسلوب العلمي في التفكير، والذي يمكن على أساسه اتخاذ القرارات المناسبة، أو تطبيقه في مواقف جديدة، أو إعادة عملية الاستقصاء)؛ فإذا نجحت المدرسة في جعل المتعلم يفكر ويبادر بنفسه فإنها ستكوِّن المفكرين والعلماء، وهذا ما تطمح له كل المنظومات التربوية، فرغم صعوبة تنفيذ هذه الطريقة في ظل المناهج التعليمية المعتمدة أساسا على الناحية الكمية في تحصيل المعلومات، ورغم افتقار العديد من الأساتذة لمهارات هذه الطريقة، إلا أن الواقع التربوي العالمي المبني على التحدِّي والمنافسة في بناء الأجيال، يفرض علينا استخدام هذه الطريقة في الدروس التي تنــاسبها، وتهيئة المحيط التربوي والاجتمـــاعي والإعـــلامي.. لاستخـــدامها في المــواد الدراسية المختـلفة... بكـفاءة وفاعلية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/09/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بن بريكة عبد الرحمن
المصدر : Annales de l’université d’Alger Volume 29, Numéro 2, Pages 329-350