توسع عمراني تحت غطاء الاستثمار الفلاحي بسطيف

يطالب سكان منطقة عين لحنش، من خلال رسالة إلى رئيس الجمهورية، تلقت “الفجر” نسخة منها، بالتدخل العاجل من أجل حماية أكبر معلم تاريخي في ولاية سطيف، وهي منطقة عين لحنش التابعة لبلدية الڤلتة الزرقاء، والتي صنفت مؤخرا كأقدم موقع حضاري في شمال إفريقيا.
وطالب هؤلاء بضرورة إيقاف البناءات الفوضوية التي تطال هذه المنطقة التي تتربع على 80 هكتارا وبها أكثر من 884 مستحثة أثرية، فهناك بعض التجار وأصحاب الأموال أرادوا أن يقضوا على هذه الحفريات من خلال شراء أراضي صالحة للزراعة تحت غطاء مستثمرات فلاحية ظاهريا لكن أهدافهم كانت العكس، وهي التوسع العمراني على حساب هذا الإرث الذي تركه الأجداد لأحفادهم.
كما طالب السكان بضرورة وضع حد لهذه التجاوزات، لأن المنطقة أثرية وغنية بالمستحثات البشرية والحيوانية، ومستقطبة لكثير من العلماء و الباحثين الأجانب، حيث كانت آخر زيارة لأحد العلماء في جوان السنة الماضية، وهو باحث إسباني في الآثار “دي ماتيو”، كما أنها مصنفة عالميا من طرف منظمة اليونسكو كأقدم منطقة دلت على الوجود الإنساني في إفريقيا، دون نسيان أنها منطقة فلاحية وأراضيها جد خصبة وأهلها يعتمدون على زراعتها وتربية المواشي التي لا يمكن الاستغناء عنه، وقد تم مؤخرا العثور على مستحثة تمساح طوله حوالي 7 أمتار، وحيد القرن، زرافة ومستحثتين بشريتين بمنطقة عين الببوش تعودإلى 9 آلاف سنة قبل الميلاد. وقد أكد رئيس جمعية الوئام الريفي، درّش لحسن، أنه منذ أسبوعين جاءت لجنة للتحقيق في قضية البناءات الفوضوية لكن لم يظهر أي شيء.. لأن أصحاب المال مازالوا يشيدون البنايات على حساب القطع الفلاحية، خاصة أن معظم هذه الأراضي هي ملكية خاصة، وهذا ما يُطوّر فرضية شراءها بثمن زهيد واستغلالها لأغراض خاصة وإقامة مصانع ومخازن لسلعهم..